أيها الأحبة
ها قد مضى ثلث رمضان و الثلث كثير – كما كان يقول رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
أيها الأحبة : لابد من وقفة محاسبة ( و المؤمن الصادق أشد
محاسبة لنفسه من التاجر الشحيح لشريكه ) .
إليك هذه الأسئلة التي أريد منك أن تكون صريحا و صادقا مع
نفسك في الإجابة عليها :
* هل صمت صياما صحيحا أخلصت النية لله ، وابتعدت عما
حرم الله .
*هل حرصت على قيام رمضان مع السلمين في التراويح .
* هل سابقت لفعل الخيرات ( تفطير الصائمين بالجهد و المال ،
تفقد الأرامل ، والمساكين ، الدعوة إلى الله ) تأسيا برسولك صلى
الله عليه وسلم ( عن ابن عباس قال : كان رسول الله أجود الناس
و كان أجود ما يكون في رمضان حين يدارسه جبريل القرآن ،
فلرسول الله أسرع بالخير من الريح المرسلة )
* كم مرة ختمت القرآن ؟
* كم هي العادات السيئة التي تخلصت منها .
* كم من العبادات ربيت نفسك عليها .
* هل تفكرت في هذه الرقاب التي تعتق من النار ، هل رقبتك
واحدة من هذه الرقاب المعتوقة من النار أم لا .
* هل لا زال الشوق و الحنين و الفرح بقدوم رمضان كما هو أم
أن ذلك تلاشى مع تتابع الأيام .
* هل لا زلت على همتك و نشاط في العبادة ، في السباق إلى الله
، في الفوز بالمغفرة ، أم أصابك ما أصاب كثيرا من الناس من
الفتور و التراخي فكأني بهم و الله على جنبتي المضمار صرعى
لشهواتهم و ملذاتهم ، قد أفسدوا صيامهم بالمسلسلات و ضيعوا
حسناتهم بضياع الأوقات فوا حسرتاه على من هذه حاله .
أيها الأحبة :
إن الأسئلة أكثر من ذلك بكثير و كلما كان العبد صادقا مع نفسه
كلما كان حسابه لها شديدا ).
و لكن أيها الأحبة :
من وجد أنه لا يزال على خير و لا يزال محافظا على الواجبات
مسابقا في الخيرات وبعيدا عن المحرمات ، فليحمد الله و ليبشر
بالخير من الله .
طوبى من كانت هذه حاله ثم طوبى له .
طوبى له العتق من النار طوبى له مغفرة السيئات ، طوبى له
مضاعفة الحسنات .
و كأن بهؤلاء و الله ألان وقد كتب الله أنهم من أصحاب الجنان .
أما من وجد أنه مقصر مفرط فعليه أن يتدارك بقية رمضان ، فإنه
لا يزال يبقى منه الثلثان ، ولا يزال الله يغفر لعباده ولا يزال الله
يعتق رقابا من النار .
يا مسكين :
رقاب الصالحين من النار تعتق و أنت بعد لا تدري ما حال رقبتك .
صحائف الأبرار تبيض من الأوزار و صحيفتك لا تزال مسودة
من الآثام .
أليس لك سمع ، أو معك قلب .
و الله لو كان قلبك حيا لذاب حسرة و كمدا على ضياع المغفرة و
العتق في رمضان
آه لو كشف لك الغيب و رأيت كم من الحسنات ضاعت عليك ،
وكم من الفرص لمغفرة الذنوب فاتتك و كم من أوقات الإجابة
للدعاء ذهبت عليك.
أيها الأحبة :
ألا نريد أن يغفر الله لنا ألا نريد أن يعتقنا الله من النار.
فعلينا أن نتدارك ما بقي من رمضان ( ومن أصلح فيما بقي غفر
الله له ما سلف )
فدعوة إلى المغفرة دعوة إلى العتق من النار ، دعوة إلى مضاعفة
الحسنات قبل فوات الأوان .
أيها الأحبة :
لنعد إلى أنفسنا- فوالله ما صدق عبد لم يحاسب نفسه على
تقصيرها في الواجبات
و تفريطها في المحرمات
لنعد إلى أنفسنا و نحاسبها محاسبة دقيقة ، ثم نتبع ذلك بالعمل
الجاد ، ولنشمر في الطاعات و نصدق مع الله و نقبل على الله .
فلا يزال الله ينشر رحمته و يرسل نفحاته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لربكم في دهركم لنفحات
فتعرضوا لنفحات الله ) رواه الطبراني.
نعم لنتعرض لنفحات الله بالاجتهاد في الطاعات عله أن تصيبنا
رحمة أو نفحة لا نشقى بعدها أبدا .
---------------
ذكرى لي ولإخواني.