رد: رجل الفكر والايمان ( حسن البنا )
الخميس 11 فبراير 2010
د.محمود ماضي - أمل الأمة
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
يهل علينا شهر فبراير بذكري استشهاد الإمام البنا والذين اغتالوه ذهب بهم خيالهم المريض أنه بقتل الرجل تموت فكرته وينتهي منهجه في التربية والدعوة والجهاد , فقبروا ولم تمت الدعوة ولم يخنع تلامذته فلم يتقلص أحبابه ومريديه بل ازدادوا وازدادوا فبعد أن كانوا يعدون بالمئات أصبحوا يعدون بالآلاف , ودعوته المباركة نبتت في مصر فإذا بها تتجاوز الحدود المصطنعة – بفضل الله تعالي - إلي المشارق والمغارب
والذين فرحوا باغتياله وباركوه قبروا ولم يعد يسمع بهم أحد بعد أن كانوا يملأون الدنيا صياحا وضجيجا ف " فاروق" الذي أمر باغتياله هو حيث هو الآن نسيه الكبار ولم يعرفه الصغار , ظلم فسلط الله عليه الظلمه أما البنا ففي قلوب الذين أحبوه واتبعوه ومنهجه حملوه واسمه تلهج به ألسنة الكثير والكثير من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها شمالها وجنوبها
أما العهدو الصهيوني الذي أذاع خبر اغتياله فرحا ومهللا لموت الذي أزعجهم وعصاباتهم فإذا بتلاميذ البنا من الفلسطينيين والمصريين يحملون لواء الجهاد , وهاهي الفئة المنصورة في غزة من تلاميذ البنا تقف صخرة كأداء تتكسرعليها مؤامرات الحلف الصهيو أمريكي وأذياله من عرب الإعتدال (!) لتصفية القضية الفلسطينية القضية المحوريةللمسلمين كافة ومعهم أحرار العالم
هلك من هلك من أعداء الإسلام وبقي البنا يتردد إسمه علي ألسنة الملايين فماذا قالوا عن البنا ؟
1 - يقول الشيخ أحمد عيسي عاشور " كان الناس يرون حسن البنا غريبا في محيط الناس ..بل وفي محيط الزعماء .. بطابعه وطبيعته .. فقد صنع تاريخا .. وحول مجري الطريق .. فلما مات كان غريبا غاية الغرابه في موته.. فلم يصل عليه في المسجد غير والده ولم يمش خلف نعشه أحد من هؤلاء الأتباع الذين كانوا يملأون الدنيا .. لسبب بسيط هو أنهم كانوا في هذا الوقت يملأون السجون " ثم يقول الشيخ " وإذا كان الإمام الشهيد حسن البنا قد مات فإن فكره لن يموت وتأثيره باق وممتد يتمثل في أجيال صنعها علي مائدة الإسلام بإسلوب العصر ويتمثل هذا في المد العالمي للحركة الإسلامية التي وضع بذورها الاولي , وحسن البنا بعد كل هذا : هو مجدد الإسلام في القرن العشرين "
2- أما الشيخ المفسر طنطاوي جوهري فيقول " إن في حسن البنا شجاعة علي وحكمة معاوية إن الشجاعة بلا حكمة قد تتحول إلي تهور وطيش لا تحمد عقباه والحكمة بلا شجاعة هي أيضابلا وجود
3- في تقديمه لكتاب مذكرات الدعوة والداعية يقول العلامة الشيخ ابو الحسن الندوي " ..أما جماعة الأخوان المسلمون فقد حافظت علي وجودها منذ بدأت وإلي الآن ويرجع ذلك إلي أسباب كثيرة منها : شخصية مؤسس الجماعة وهو الإمام الشهيد حسن البنا كداعية له قدرته الفذة علي تربية النفوس وبناء الرجال فلم يكن مجرد رجل دين يعلم الناس أمور دينهم ويؤلف الكتب بل كان يؤلف الرجال الذين يستطيعون أن يحملوا لواء الدعوة من بعده
وإذا قارنا بينه وبين مصلحين سابقين لهم تاريخ مثل الامام محمد عبده ورشيد رضا وجمال الدين الأفغاني نجد أن كل واحد من هؤلاء قد ذهبوا ولم يخلفوا وراءهم دعوة واضحة المعالم ولا رجال دعوة يحافظون عليها من بعدهم أما الشيخ حسن البنا فقد استطاع بشخصيته الفذة أن يضع دعوة بداخلها من العوامل ما يضمن بقاءها واستمرارها "
4-استطاع البنا أن يقيم جماعة بداخلها من العوامل ما يضمن بقاءعا واستمرارها وهو ما يؤكده المستشرق الامريكي ( جون كوني ) بقوله " إن جماعة الاخوان المسلمين محصنة ضد الفناء "
5- أما المستشرق الامريكي (روبير جاكسون ) فقد وضع كتابا عن حسن البنا تحت عنوان ( حسن البنا الرجل القرآني) قال فيه :
" كنت أتوقع أن يجئ اليوم الذي يسيطر فيه هذا الرجل علي الزعامة الشعبية لا في مصر وحدها بل في الشرق كله , إن معركة فلسطين ومعركة التحرير الأخيرة في القناة قد أثبتتا بوضوح أن الرجل صنع بطولات خارقة قل أن نجد لها مثيلا إلا في تاريخ العهد الأول للدعوة الإسلامية لقد كان فيه من الساسة دهاؤهم ومن القادة قوتهم ومن العلماء حججهم ومن الصوفية إيمانهم ومن الرياضيين حماسهم ومن الفلاسفة مقايسهم
ويستطرد جاكسون قائلا : لقد أخذ من عمر خصلة من أبرز خصاله تلك هي ابعاد أهله عن مغانم الدعوة ولطالما كان يحاسب أهله كما كان عمر يحاسب أهله ويضاعف لهم العقوبة إذا قصروا وأفاد الرجل من تجارب من سبقوه ومن تاريخ القادة والمفكرين والزعماء الذين حملوا لواء الدعوة ولم يقنع بأن يكون مثلهم ،ولكنه ذهب إلي آخر الشوط فأراد أن يستمد من عمر وخالد وأبي بكر فأخذ من أبي بكر السماحة ومن عمر التقشف ومن خالد عبقرية التنظيم وفي موضع آخر يقول :ولم يكن الغرب ليقف مكتوف اليدين أمام مثل هذا الرجل الذي أعلي كلمة الإسلام علي نحو جديد وكشف لرجل الشارع حقيقة وجوده ومصيره وجمع الناس علي كلمة الله وخفت بدعوته ريح التغريب والجنس ونزعات القومية الضيقة " ثم يختم جاكسون كلامه بالقول : لما سألته عن الإسلام والسياسة وأنا أري أنهما لا يتصلان بحال قال لي : أتري أن الإسلام بغيرالسياسة لا يكون إلا هذه الركعات وتلك الألفاظ وأن الإسلام في الحق عقيدة ووطن وجنس وسياسة وثقافة وقانون ولو انفصل عن السياسة لحصر نفسه في دائرة ضيقة ولما ترك للمسلمين إلا القشور والمظهريات والأشكال فحدثوني بربكم إذا كان الإسلام شيئا غير السياسة وغير الاجتماع وغير الاقتصاد وغير الثقافة فما هو إذا ؟ ويختم جاكسون حديثه بالقول : إنني علي ثقة من أن البنا رجل لا نظير له في هذا العصر وأنه قد مر في تاريخ مصر مرور الطيف العابر الذي لا يتكرر
لقد وصف البعض البنا بأنه مجدد القرن العشرين ووصفه العض الآخر بأنه الملهم الموهوب ووصفه جاكسون بالرجل القرآني وفيه قال الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني : لو لم يكن للشيخ حسن البنا رحمه الله من الفضل علي الشباب سوي أنه أخرجهم من دور الملاهي في السينما ونحو ذلك والمقاهي وكتلهم وجمعهم علي دعوة واحدة ألا وهي دعوة الإسلام لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلا وشرفا هذا نقوله معتقدين لا مرأئين ولا مداهنين
رحم الله البنا وأسنه فسيح جناته
|