السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أختي
وهذا مالخصته من خلال دراستي للحديث
َعَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ : { لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ } وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ { فَأَقْدِرُوا ثَلَاثِينَ } وَلِلْبُخَارِيِّ { فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ } وَلَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ { فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ } وَلِمُسْلِمٍ { فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا }
الغيابة: السحابة
اختلف العلماء في معنى قولهصلى الله عليه وسلم" فإن غم عليكم فاقدروا له "فقالأحمد بن حنبل وطائفة قليلة : معناه ضيقوا له وقدروه تحت السحاب , وأوجب هؤلاء صيام ليلة الغيم . وقالمطرف بن عبد الله وأبو العباس بن سريجوابن قتيبةوآخرون : معناه قدروه بحساب المنازل , وقالمالك وأبو حنيفة والشافعي وجمهور السلف والخلف : معناه قدروا له تمام العدد ثلاثين يوما .
" أي انظروا في أول الشهر واحسبوا تمام الثلاثين أي . إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًامما يثبت به دخول شهر رمضان إذا لم يرالهلال .
قال أهل اللغة : يقال قدرت الشيء - بتخفيفالدال - أقدره وأقدره بضمها وكسرها وقدرته بتشديدها , وأقدرته بمعنى واحد وهو منالتقدير . ومنهقوله تعالى(فقدرنا فنعم القادرون)
ولأن الناس لو كلفوا بذلك ضاق عليهم , لأنه لا يعرف الحساب إلا أفراد من الناس فيالبلدان الكبار.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( الشهر هكذا وهكذا )وفي رواية ( الشهر تسع وعشرون ) . معناه أن الشهر قد يكون تسعا وعشرين , وأن الاعتبار بالهلال فقد يكون تاما ثلاثين , وقد يكون ناقصا تسعا وعشرين , وقد لا يرى الهلال فيجب إكمال العدد ثلاثين .
وقولهصلى الله عليه وسلم : " فإن غم عليكم " معناه حال بينكموبينه غيم , يقال : غم وغمي وغمي بتشديد الميم وتخفيفها والغين مضمومة فيهما , ويقال : غبي بفتح الغين وكسر الباء , وقد غامت السماء وغيمت وأغامت وتغيمت وأغمت , وقولهصلى الله عليه وسلم" صوموالرؤيته " المراد رؤية بعضكم .
ولا يجب صوم رمضان إلا بدخوله , ويعلم دخوله برؤية الهلال , فإن غم وجب استكمالشعبان ثلاثين ثم يصومون , سواء كانت السماء مصحية أو مغيمة غيما قليلا أو كثيرا .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - : ( جعل الله الأهلة مواقيتللناس ، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته .
فالله - جل وعلا - جعل الأهلة مواقيت للناس بها يعرفون أوقات عباداتهم ومعاملاتهم ،كما قال تعالى : ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَمَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾
جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني رأيت الهلال - يعني : هلالرمضان - ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أتشهد أن لاإله إلا اللهقال : نعم - قال : أتشهد أن محمدًارسول الله ) ، قال : نعم ، قال : ( يا بلال ، أذن فيالناس أن يصوموا غدًا)
فوائد الحديث
1- رؤية الهلال , أي أن صوم يوم الثلاثين من شعبان إذا لم ير الهلال مع الصحو لا يجب بإجماع الأمة , وقد صح عن أكثر الصحابة والتابعين كراهته . بمعنى وجوب صوم رمضان برؤية هلاله ، والنهي عن الصوم بدون رؤية الهلال . والمراد بالرؤية ثبوتها بطريقها الشرعي , فالحساب لايعول عليه بإجماع أهل العلم المعتد بهم .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَضَرَبَ بِيَدَيْهِ فَقَالَ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ثُمَّ عَقَدَ إبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا ثَلَاثِينَ }
وأخرجه الشيخان والنسائي من طريق مالك ولفظ مسلم { فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ }
وفي رواية يحيى بن سعيد { فَاقْدِرُوا لَهُ } ولم يقل ثلاثين .
عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ } في لفظ البخاري
وفي لفظ مسلم
{ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ إلَّا أَنْ يَغُمَّ عَلَيْكُمْ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ }
2- فِيهِ جَوَازُ أَنْ يُقَالَ رَمَضَانُ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الشَّهْرِ بِلَا كَرَاهَةٍ وهذا ما ذهب اليه البخاري والمحققون .
وقال طائفة لايقال رمضان على انفراده بحال, وإنما يقال شهر رمضان .
وزعم هؤلاء أن رمضان اسم من اسماء الله تعالى فلا يطلق على غيره .
وقال البعض إن كان هناك قرينة تصرفه الى الشهر فلا كراهة وإلا يكره , كأن يقال صمنا رمضان , قمنا رمضان , ورمضان أفضل الأشهر . ويكره أن يقول جاء رمضان , حضر رمضان , احب رمضان .
وقال النووي هذان المذهبان فاسدان لأن :
أ-الكراهة إنما تثبت بنهي الشرع ولم يثبت فيه نهي .
ب- قولهم أنه اسم من اسماء الله ليس بصحيح لأن أسماء الله توقيفية لاتطلق إلا بدليل صحيح , وإن ثبت أنه اسم لم يلزم منه كراهة .
3-وفي هذه الأحاديث دلالة لمذهب مالك والشافعي والجمهور أنه لا يجوز صوم يوم الشك ولا يوم الثلاثين من شعبان عن رمضان إذا كانت ليلة الثلاثين ليلة غيم .
4-قوله " فإن غم عليكم فاقدروا له " يحتمل أن يكون المراد التفرقة بين حكم الصحو والغيم .
5- تحريم صوم يوم الشك , قال صلى الله عليه وسلم "من صام اليوم الذي يشك فيه ؛ فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليهوسلم .