السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند الاستيقاظ
فإذا
استيقظت قلت :
الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور .
[ رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط ]
ثمَّ قل هذا الذكر
واحتسب : أن يُغفر لك ويستجاب لدعائك وتقبل صلاتك إن شاء الله .
قال صلى الله عليه وسلم : ]
من تعار من الليل فقال :
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . ثم قال : اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له ، فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته [
[ رواه البخاري ]
وقت السحر وقت المناجاة
فإنه وقت
نزول الرب جل وعلا ، وقت إ
جابة الحاجات ، وعطايا الوهاب ، ومغفرة الذنوب ، والتوبة للمذنبين .
قال صلى الله عليه وسلم :
] إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فيعطى ؟ هل من داع فيستجاب له ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح [
[ رواه مسلم ]
وفي رواية :
قال صلى الله عليه وسلم :
] تفتح أبواب السماء نصف الليل ، فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له ؟ هل من سائل فيعطى ؟ هل من مكروب فيفرج عنه ؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار [ أي جابي الضرائب بغير حق ] [
[رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني (2391)في صحيح الترغيب ]
(
1) فقمْ فصلِّ ما شاء الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ]
فإن صلاة آخر بالليل مشهودة وذلك أفضل [ [ رواه مسلم ]
فإذا قلت :
وهل يصح أن يصلي المرء بعد صلاة الوتر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ]
اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا [ ؟
فالجواب :
نعم فالأمر هنا محمول على الاستحباب كما أن الأمر بأصل الوتر كذلك -
كما قال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام – وقد أخذ الحنفية والمالكية والحنابلة بهذا , وهو المشهور عند الشافعية وقول النخعي والأوزاعي وعلقمة . وقالوا : لا ينقض وتره , وهو مروي عن أبي بكر وسعد وعمار وابن عباس وعائشةرضى الله عنها استدلوا بقول عائشة - رضي الله عنها -
وقد سئلت عن الذي ينقض وتره فقالت : " ذاك الذي يلعب بوتره رواه سعيد بن منصور . واستدلوا على عدم إيتاره مرة أخرى بحديث طلق بن علي مرفوعا :
] لا وتران في ليلة [
[ رواه الإمام أحمد وابو داود والنسائي وغيرهم وصححه الألباني( 7567) في صحيح الجامع ]
ولما صحَّ أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر ركعتين .
(2) دائمًا أبدًا عليك أن تعلم أنَّك لن توفق إلى طاعة إلا برحمة من الله تعالى ، فاستعن بالله واستكثر من الأسباب الموجبة للرحمة . ومنها إيقاظ أهلك لصلاة الليل: قال صلى الله عليه وسلم
: ] رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ، و أيقظ امرأته ، فصلت ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ، و أيقظت زوجها فصلى ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء [
[ رواه أبو داود وهذا لفظه والنسائي وابن ماجه وحسنه الألباني (625) في صحيح الترغيب ]
واحتسب حينها : أن تكتب أنت وأهلك من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات ، وتنال بذلك مغفرة وأجرًا عظيمًا .
قال صلى الله عليه وسلم :
] من استيقظ من الليل و أيقظ امرأته ، فصليا ركعتين جميعا ، كُتبا ليلتئذٍ من الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات [ [ رواه أبو داود وحسنه الألباني (6030) في صحيح الجامع ]
وقد قال الله تعالى :
] وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[
[ الأحزاب :35 ]
(
3) أكثر من الاستغفار
فاحتسب :
(أ) تكفير الخطايا العظام . ( الزم هذا الاستغفار)
قال صلى الله عليه وسلم :
] أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف[
[ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني (1622) في صحيح الترغيب ]
(ب) أنْ يلحقك الله بركب المتقين .
قال الله تعالى في وصفهم :
] وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [ [ الذاريات : 18 ]
(ج) استدفاع العذاب والنقم والابتلاءات .
قال الله تعالى : ]
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون [
(د) وأن يمن الله عليك بطوبى في الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم :
] طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا[
- [ رواه ابن ماجه والبيهقي وصححه (1618) في صحيح الترغيب ]
(ه) أنْ يدخل الله على قلبك السرور يوم الفزع الأكبر عند الحساب .
قال صلى الله عليه وسلم :
] من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار [
[ رواه البيهقي وحسنه الألباني (1619) ]
سادات المستغفرين
قال أبو هريرة رضى الله عنه :
إي لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم اثني عشر ألف مرة وذلك على قدر ديني أو قدر دينه .
[ الحلية (1/383) ]
قال رياح القيسي :
لي نيف وأربعون ذنبا قد استغفرت لكل ذنب مائة ألف مرة .[
الحلية (6/194) ]
ودخل حبيب بن مسلمة الفهري الحمَّام بحمص فقال :
هذا من نعيم ما ينعم به أهل الدنيا ، لو مكثت فيه ساعة لهلكت ، ما أنا بخارج منه حتى أستغفر الله ألف مرة .
[ الآحاد والمثاني (2/129) ]
وهذا عبد العزيز المقدسي قال :
لما بلغت الحلم أخذت على نفسي أن أروضها وأمنعها من الآثام ، واستوفقت الله تعالى فوفقني ، واستعنت به فأعان\ني ، ولقد حاسبت نفسي من يوم بلوغي إلى يومي هذا ، فإذا زلاتي لا تجاوز ستة وثلاثين زلة، ولقد استغفرت الله عز وجل لكل زلة مائة ألف مرة ، وصليت لكل زلة ألف ركعة ختمت في كل ركعة منها ختمة ، وإني مع ذلك غير آمن سطوة ربي عزوجل أن يأخذني بها وأنا على خطر قبول التوبة .
[ صفة الصفوة (4/245) ]