عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-07-2010, 03:50 PM
الصورة الرمزية أمة_الله
أمة_الله أمة_الله غير متصل
هُـــدُوءُ رُوح ~
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ღ تحت رحمة ربي ღ
الجنس :
المشاركات: 6,445
افتراضي 4- قل آمنت بالله ثم استقم

قل آمنت بالله ثم استقم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بكم أخوتي وأخواتي مع قصة جديدة في يحكى أن سأروي لكم قصتين متناقضتين :

الأولى منهما لرجل كلما غمس في المعاصي ندم وتاب ولكنه ينكث التوبة ويعود إلى فعل المعاصي والثانية لعاص تاب وأناب وحسنت توبته .

يحكى أن تلميذاً من تلاميذ الواعظ منصور بن عمار البصري مرض مرضاً شديداً وكان هذا التلميذ معروف بكثرة عبادته وتهجده وبكائه عندما دخل مصور بن عمار على تلميذه ليعوده وجده أزرق الوجه أسود العينين يبدوا عليه مظهر أهل الفسق والشقاء قال له منصور يا أخي أكثر من قول لا إله إلا الله فقال الرجل بصوت يغالب البكاء والندم يا سيدي هذه كلمة حيل بيني وبينها فاستغرب منصور ذلك وقال له أين ذلك الصيام والقيام والصلاة والتهجد فقال الرجل كان ذلك لغير وجه الله كمنت أفعل ذلك ليقال عني رجل صالح فإذا خلوت بنفسي أغلقت الباب وأخرجت السكور وشربت الخمور وبارزت ربي بالمعاصي بقيت على ذلك مدة ثم أصابني مرض شديد وأشرفت على الهلاك فنويت التوبة وأمسكت بالقرآن الكريم أقرأه فلما وصلت إلى سورة يس قلت يا رب أسألك بحق هذا القرآن العظيم أم تشفيني لن أعود أبداً ففرج الله عني وشفاني فلما شفيت عدت إلى ما كنت عليه من عصيان الله تعالى والانغماس في الملذات والمراءاة وأنساني الشيطان العهد الذي بيني وبين ربي وبقيت على ذلك مدة من الزمان فمرضت مرة ثانية مرضاً شديداً أشرفت فيه على الموت ففعلت مثل ما فعلت أول مرة دعوت الله وتضرعت إليه وعاهدته على التوبة والاستقامة فشفاني الله فلما اشتد عودي وقويت همتي عدت لما كنت عليه من المعصية ونسيت عهدي مع الله فلما وقعت في مرضي هذا دعوت بالمصحف لأقرأ فيه فلم يتبين لي منه حرف واحد وكأن صفحاته ممحو منها كل ما فيها فعلمت أن الله تعالى غضب علي فرفعت رأسي إلى السماء وقلت يا جبار السموات والأرض بحرمة هذا المصحف فرج عني فسمعت هاتفاً يقول لي :

تتب من الذنوب إذا مرضت وترجع للمعاصي إن برأت
إذا ما الضر مسك أنت باك وأخبث ما تكون إذا قـويـت
وكم عاهدت ثم نقضت عهداً وأنت لكل معروف نسيـت
فـدارك قـبـل نـقلـك مـن ديـارك إلى قبر إليه قد نـعيـت

فخرج منصور بن عمار من عنده والعبرات تملأ عينيه وهو يقول اللهم ارزقنا حسن الخاتمة اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا وهو يقول الأشهاد.

***

أما القصة الثانية فتقول يحكى أن عاصياً أتي إلى الرجل الصالح إبراهيم بن الأدهم وقال له يا أبا اسحق إني مسرف على نفسي فاعرض علي ما يكون لها زاجراً وناصحاً قال إبراهيم إن قبلت خمس خصال وقدرت عليها لن تضرك المعصية فافعل ما تشاء قال الرجل هذا عظيم هات يا أبا اسحق قال أما الأولى إن أردت أن تعصي الله فلا تأكل رزقه قال الرجل متعجباً ومن أين آكل إذاً وكل ما في الأرض من رزق الله فقال له يا هذا أيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه قال لا معك حق هات الثانية قال يا إبراهيم إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في بلاده قال الرجل وهذه أعظم من الأولى أن أسكن إذا وكل الدنيا بلاد الله أجاب إبراهيم يا هذا أيحسن بك أو تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه قال لا هات الثالثة قال إبراهيم إذا أردت أن تعصي الله وأنت تأكل رزقه وتسكن بلاده وأرضه فاعصه في مكان لا يراك فيه قال كيف يكون هذا والله يعلم السر وأخفى أجاب إبراهيم يا هذا أيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن أرضه وتعصيه وهو يراك ويعلم ما تجاهر به من المعصية قال لا هات الرابعة قال إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له أنظرني حتى أتوب وأعمل صالحاً قال الرجل ولكنه لا يقبل ذلك يا إبراهيم إذا كنت لا تقدر أن تأخر الموت عن نفسك حتى تتوب فكيف تعصي الله طأطأ الرجل رأسه وقال بصوت حزين هات الخامسة يا إبراهيم قال إذا جاءتك ملائكة العذاب يوم القيامة ليأخذوك إلى النار فلا تذهب معهم اهرب منهم تمرد عليهم دمعت عينا الرجل وقال بصوت تخنقه العبرة كيف أفعل هذا يا إبراهيم والله تعالى يصف أولئك الملائكة بأنهم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون قال إبراهيم وكيف ترجو النجاة وأنت مثابر على المعاصي غطى الرجل وجهه بكفيه المرتجفتين وقال حسبي حسبي يا إبراهيم أستغفر الله وأتوب إليه أستغفر الله وأتوب إليه تاب هذا الرجل بعد الحديث مع إبراهيم بن الأدهم وحسنت توبته ومات وهو على حال طيب من الصلاح والله أعلم بالعباد .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قل لي في الإسلام قول لا أسأل عنه أحد بعدك قال قل آمنت بالله ثم استقم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.53 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.79%)]