أسد في ساحات الوغى
أحمد طلال دادر
مجاهد قسامي
2008-12-27
الشهيد القسامي المجاهد: أحمد طلال محمد دادر "أبا صهيب"
أسد في ساحات الوغى
فلسطينياً أبقى ولن أحيد حب الوطن في دمي والجهاد دربي هذا حال أبناء فلسطين خاصة أبناء القسام منهم فهم شباب ضاغطين على الزناد يتمنون أن يواجهوا عدوهم ليعلموهم من هم أبناء حماس فالشهادة أمنية يرضعها هؤلاء منذ طفولتهم فيتربوا ويترعرعوا وتبقى الأمنية مستمرة حتى يتحقق الحلم، فأحمد دادر قسامي عنيد عشق الشهادة منذ الصغر فحققها له ربه في الكبر.
نحن في الحرب أسود لا نهاب *** وصقور ساميات في السماء
صهوات الخيل كانتمهدنا *** وعليها قد توارثتاالآباء
نـحـن فـرسـان لـنـــاالخـيـل مهود *** إن دعـا الـداعي أجـــــبـنا للنـداء
في العام 1987 وبالتحديد يوم السبت الموافق الثالث من يناير كانون ثاني وفي حي الزيتون أبصر الطفل أحمد طلال محمد دادر "أبا صهيب" لعائلة فلسطينية تعيش كباقي العائلات الفلسطينية ظروفاً صعبةً بسبب الاحتلال الصهيوني وممارساته الحمقاء ضد شعبنا.
درس أحمد المرحلة الابتدائية في مدرسة صفد في مدينة غزة، ليكمل مشواره التعليمي ليدرس الإعدادية في مدرسة الإمام الشافعي، أما الثانوية فقد درسها في مدرسة الشهيد عبد الفتاح حمود، ولم يكمل مشواره التعليمي ليتجه إلى العمل في سمكرة السيارات في محل أخيه الخاص، ومن ثم عمل في صفوف الشرطة في جهاز الانضباط العسكري.
كان أبو صهيب يحب أهله حباً شديداً وبالأخص أمه كيف لا وهي التي ربته ودفعته إلى الجهاد في سبيل الله، كيف لا وقد كتب لها وصية خاصة شهادة منه بحبها وتقديرها لدورها، فكان يحب إخوانه وأخواته حباً شديداً وكان محبوباً أيضا منهم فكان نعم الأخ والابن والصديق في ذات الوقت، وكان قبل خروجه إلى الرباط يطلب منها أن تدعو له ويذكر أن الاجتياح الذي استشهد فيه صديق عمره الشهيد القسامي سليم المدلل كان قد خرج فيه ولم يودع أمه فاتصل بها هاتفياً وقال لها "ادعي لي حاجة".
تمتع أحمد بالحب والإخلاص من قبل جيرانه وأبناء جيله نظراً لما اتصف به التدين والصدق والخجل فلم يشتكِ منه أحد بل وشاركوا في جنازته بأعداد كبيرة عرفاناً منهم بحبهم واعترافاً بجميله الذي كان قد عمله في حياته فكان يشاركهم في أفراحهم وأحزانهم وفي كل مناسباتهم.
لقد تأثر أحمد كثيراً باستشهاد صديقه سليم المدلل وأخذ جعبته العسكرية، كما تأثر باستشهاد الشهيد المؤسس أحمد ياسين، إضافة إلى تأثره باستشهاد صديقه عبد المعطي أبو دف وغيرهم من شهداء منطقته وأصدقاءه.
وكان دائماً يتمنى أن يواجه القوات الخاصة الصهيونية ليعلمهم بعضاً مما تعلم من أبجديات المقاومة والتضحية والفداء، وليثبت لهم مهما كانوا رجالاً فجندي القسام أقوى وأكثر رجولة من هؤلاء المرتزقة الغزاة..
أحمد كان ملتزماً في المسجد منذ صغره وقد التزم في مركز تحفيظ القرآن بمسجد خليل الرحمن، حيث التحق بحركة المقاومة الإسلامية حماس في العام 2000، وهو برتبة أخ وعمل مسؤول العمل الجماهيري في المسجد، وقد تولى ذلك بعد استشهاد رفيق دربه سليم المدلل الذي كان أحمد نائباً له، وقد شارك أحمد في تحفيظ القرآن الكريم وحلق العلم ودروس الدين.
وكان أحمد ذا علاقة حميمة مع أصدقائه تعجز الأقلام عن وصفها وكانت العسكرية والتضحية تجري في عروقه مجرى الدم، فكان نعم الجندي في الإرادة والانضباط خاصة في المهام التي تطلب منه.
أبا صهيب في صفوف كتائب القسام
بعد إلحاح شديد من أحمد على إخوانه في العمل الدعوي بالانضمام إلى كتائب القسام كان له ذلك في العام 2004 فكان الجندي المخلص وقت المحنة ولا يتخلى عن عمله قيد أنملة حتى في الاجتياحات الصهيونية المتكررة لشرق غزة حيث شارك في صد الاجتياح الصهيوني على حي الزيتون في العام 2007 ولمرتين.
ضمدي يا أمي جرحي وأعلمي *** أن جرح التاج إذا يعلو الجبين
واذكري ياأخت بالفخر أخا *** راح يسعى لقتالالغادرين
وإذا مـاتشهـيـدا ففـخـري *** وإذا عـاد فبـنـصر المبـيـن
في السابع والعشرين من ديسمبر كانون أول 2008 وهو أول أيام الحرب الصهيونية الوحشية على قطاع غزة كان أحمد في مقر الجوازات مدينة عرفات للشرطة في دوامه فإذ بالطائرات الصهيونية تغدر بهم وتقصف المقر بعدة صواريخ من مقاتلاتها الأمر الذي أدى إلى استشهاد أحمد والعشرات من أبناء الشرطة الفلسطينية في ذلك اليوم، رحمك الله يا أبا صهيب وأسكنك الفردوس الأعلى وأنت اليوم تنال ما تتمنى.
جاء أحمد لأمه في منامها بعد خمسين يوماً من استشهاده وقال لها إني يا أمي متضايق في قبري فذهبوا إلى قبره فوجدوا أن حجارة القبر قد سقطت على قدميه فأزالوها.
وأخيراً نقول:
يــا قـارئ خـطـيلا تـبـكـي عـلـى مـوتـي فاليوم أنا مـعـك وغـدا ً فـي الـتـراب فإن عـشـت فـإنـيمـعـك وإن مـت فللـذكرى. ويا مـاراً على قـبري لا تـعـجب مـن أمـريبالأمـس كـنـت مـعـك وغـداً أنـت مـعـي رحمكم الله يا أحبتي.