عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-01-2006, 12:09 PM
الصورة الرمزية نورا*
نورا* نورا* غير متصل
قلم مميز ومشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: قطـpalestinianــــر
الجنس :
المشاركات: 8,942
الدولة : Palestine
افتراضي (":")حواااااااار مع شهيد(":")






(":")حوار مع شهيد(":")



سألـته : كيف أنت يا سيدي ؟
فـَرد عـليّ : إن المتـقـين في جـنات ونهـر... بجـوار خير البشر... أحياء نرزق
فـقـلت: وكيف كان الرحيل ؟ فإني والله أخوَف ما أخافـه لحظة الإنتـقـال من هـذه الدار إلى تلك
قـال : كـنائم ثم استيـقـظ
قـلت: يا الله ... ألا تجدوا كربات وسكرات الموت وآلام القـتـل ؟
قـال : أبداً... ألا كما يجد أحدكم مس القـرصة
قـلت : وهـل تـُفـتـنون في قبوركم وتـُسألون ؟
قـال: ألم تـقـرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : كفى ببارقة السيوف على رأسه فـتنة؟
أي فـتنة ؟ وأي سؤال ؟ وأي حنوط ؟ لا... لا شئ من ذلك أبداً

قـلت : طوبى لكم ... فإننا والله من بعـدكم في كبـَد
قال : لا تيأس من رحمة الله فهو أرحم الراحمين
قـلت : حاشا لله أن أيأس من رحمته ولكن كثر المثبـّطون والمنافـقـون وقـلّ المعـين
قـال : هـذا هـو طريق من سـَبقـك... قـليل هم من يسلكوه
قـلت : هـل تتمنى أن تعـود إلى دنيانا ؟
قـال: نعم... لأقتل في سبيله مرة ثانية
قـلت : ولماذا ؟ ألستَ قـد نلتَ ما تتمنـاه ؟
قـال : آه... لو تعـلم ما يجده الشهيد من الكرامة عـند استشهاده... مواكب الملائكة تستـقـبله... والحور تبشِّره... وتتراءى له قـصوره... فلا تسأل عن سروره وابتهاجه
قـلت : ما قـولك فـينا يا سيدي ؟
قـال: مساكين أنتم والله... فـتن وابتلاءات وآلام وأمراض وذل ولا يدري أحدكم كيف يختم له
قـلت: ألا تدلني على طريقة يصطـفيني الله بها شهيداً ؟
قـال: جاهِـد في سبيل الله... فالجهاد سوق قائم إلى يوم الدين ... فـمن لم يدخله لن يبيع ولن يشتري
قـلت : ولكن هـل يصطفيني الله ؟
قال: أعرض سلعتـك عليه سبحانه وتعالى وأحسن الظن به ولن يخيب ظنك إن شاء الله... فهو أكرم الأكرمين
قـلت : وما أكثر ما يزين هـذه السلعة حتى تصير مؤهـلة لأن يشتريها رب العـزة ؟
قـال: الصدق والتجرد وحسن البلاء والصبر والمثابرة
قـلت: دلني على شئ يعـينني على ذلك ؟
قال: خفـف الحمل... لا تتعلق كثيراً بالدنيا وأهـلها... خصوصاً الأقـربين
وأطِل التـفكير في الجنة وما أعدّ الله فيها للمجاهـدين في سبيله من قصور وأنهار وحور ، وهـم فيها آمنون بجوار أكرم الأكرمين. وتذكر جهنم عياذاً بالله وما أعد الله فيها للمخالفـين من طعام ذا غصة وعذاباً أليما

قـلت : أوصيني ؟
قـال: أوصيك بالكتاب والسنة ومنهج السلف ، ابتعد عن اللغو والجدال وتصنيف الناس ، لا تشغـل نفسك بالقـيل والقـال والخصومات فـفي نفـسك ما يشغلك عن الغير ... وعمر الدنيا قـصير ... وعمرك فيك أقصر ، لا تجامل على حساب الحق أياً كان ... ولكن بالتي هي أحسن
قـلت : زدني يا سيدي ؟
قـال: عليك بقيام الليل... فنعم الزاد للمجاهـدين
قـلت : زدني ؟
قـال : الجهاد الجهاد... فالمجاهـدون هـم الرجال وهـم الأبطال في كل زمان ومكان
قـلت: أي جماعة تأمرني موالاتها ونصرتها ؟
قـال : المجاهـدون المجاهـدون
فتحت شهيتي للأسئلة وما إن هـممت بطرح أسئلة أخرى ... حتى قاطعني
مهلاً... مهلاً... فأنت تذكرني بالدنيا وأهـلها وإني أستوحش من ذلك... أتركك الآن
فـقـلت : لا تتركني يا سيدي
قـال : أما الرجوع إليكم فمن المحال ... وإذا كنت حقـًا تحبنا فألحق بالقـافـلة فهي لا تزال تسير
قـلت : أوَ حقـاً قد ألحـق بكم ؟
قـال : ليس ذلك على الله بعـزيز... هـل تعلم ؟
قـلت : ماذا يا سيدي الفاضل ؟
قـال: إننا قـريبين جداً من الذين يريدون بيع بضاعتهم لمولاهم وما عليهم إلا بالصدق في البيع
قلت : يشهد الله على ذلك... لكني متثـاقلاً قـليلاً
قـال : يا هـذا... أعلم أنه لن ينال السعادة من لزم الوسادة
تحـرر من طينتـك وثـقـلتـك واربـأ بنـفسك أن تعيش مع الهمل فإنما هي نـفس واحدة

قـلت : إن في القـلب غـصة لفـراق الأحبة ؟
قـال: لم يصفُ قـلبك بعـد حتى يكون الله أحب إليك من كل شئ ويكون شوقـك إلى لقـائه كشوق الغـريب الذي طال غيابه على أعـز أحبابه
قـلت : وهـؤلاء الذين يتبجحون بالمصالح المظنونة ومنهم علماء ؟
قـال: يا هـذا... لا تجهل... مولاك يدعوك لجنة عرضها السماوات والأرض وأنت تـقـول إنهم يقـولون
أليس قدوتـك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ؟

قـلت : بلى
قـال: فاقـتـفي آثارهم... ولا تلتـفت... فالبساتين هـناك قد أينعت ثمارها وحان وقت القطاف
قـلت : كلمة أخيرة يا سيدي ؟
قـال : أوصيك بالجهاد
الجهاد يا أخي الجهاد... لا يعـدله شئ أبداً.
والمجاهـدون هم خير الناس.
آآآه لو تعلمون...!!!
*********************

:85: م.ن.ق.و.ل:85:
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]