رد: نقاش حول موقف المسلم من المخالفين له في المذهب أو الدين
السلام عليكم
أخي الكريم
إنَّ الأديان السَّماويَّة هي من عند الله وما كان من عند الله فهو مبنيٌّ على المحبَّة والتسامح أولاً
وأخيراً جاء الإسلام بما جاءت به الأديان السماويَّة من قبله ولكن على مستوى أعم وأشمل كما جاء بخصيصةٍ تفرَّد بها دون غيره من الأديان وهي أنَّهُ لم يأتي إلى قومٍ دون غيرهم بل جاء به رسول الله محمَّد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إلى الناس جميعاً كما جاء في قوله تعالى ((إنَّا أرسلناك رحمةً للعالمين)) فكان بذلك خاتم الأديان ومصحِّحَها لما طرأ عليها من اعوجاج على أيدي المفترين .
وكان من واجب كلِّ مؤمنٍ بالله أن يزرع بذرة الإيمان في نفس أخيه الإنسان فجاء الإسلام بالفتوحات ومع كلِّ بلدٍ كان يفتحه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم يعامل أهل هذا البلد بالإحسان ويعطيهم حريَّة الإختيار بين دينهم ودين الإسلام دون إخضاعٍ أو إجبار وذلك في قوله صلوات الله عليه وآله : (لا إكراه في الدين) , فتوافد الناس من
أنحاء البلاد الأجنبيَّة لما رأوا وسمعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن أخلاقٍ وشهدوا للإسلام أنَّه دين حقٍ وأسلموا لما رأوه فيه من محبَّةٍ وتسامح .
فإن كنا حقَّاً ندين بالإسلام فعلينا أن تُشعِرَ الآخرين بأنَّنا على صواب وأنَّ ديننا دين حقٍّ , قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم : ((المسلم من سلِمَ النَّاس من لِسانِهِ ويده))
فإن كنا مسلمين حقأً ونريد الدِّفاع عن ديننا فلا نشتم الناس و أديانهم وندافع بذلك عن سمعة ديننا بين الناس و يُـحِـبُّـنا الله ورسوله والـنّـأس أجمعين.
ملاحظة :
وهذا الكلام منطبق أيضاً على أصحاب المذاهب فكلُّنا نسمع اليوم عن أصحاب مذاهب يسبُّون مذاهب أخرى ومن يتَّبِعُها ..
فلا نسبّ ولانشتم وندع الناس ومعتقداتهم لأنَّ الكلام يعبِّر أخيراً عن قيم و معتقدات صاحبه.
جزاك الله خيراً على طرحك وبارك فيك
ودمتم بحفظ الله ورعايته
|