رد: كيف يعرف العبد نفسه أمحسن؟أم مسيء؟
السلام عليكم
أخي الكريم
إن دينَ الإسلام دينُ الإحسانِ في كل شيء قال الله تعالى {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195وقال جلا وعلا{وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}العنكبوت 69 وقال سبحانه { إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}الأعراف56 وقال جلا وعلا{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}الرحمن60
والآيات في هذا المعنى كثيرة والدينُ كله قيامه بالإحسان ,إحسانٌ في عبادةِ الخالقِ جلا وعلا وإحسانُ في التعامل مع الخلق.
أما الإحسانُ مع الله وفي عبادةِ الله جلا وعلا فهو الإتيان بها على أتم وجهٍ وأحسنِ حال كما قال نبينا عليه الصلاةُ والسلام في بيانِ معنى الإحسانِ وحقيقته قال" أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
والإحسانُ الذي كتبه الله جلا وعلا على كل شيء مطلوب من العبد حتى مع نفسه يجبُ على كل إنسان أن يُراعي الإحسان إلى نفسه وكم يقعُ في الناس من ظُلمِ للنفس وإساءةٍ إليها وخروجُ بها عن دائرةِ الإحسان وأُطره والله جلا وعلا يقول{ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}الإسراء7
وكذلك تجنب الإنسان للمعاصي والآثام وبعده عن كلُ ما يسخطُ الرب جلا وعلا كل ذلكم داخلٌ في باب الإحسان.
وفي الحديث يقولُ عليه الصلاةُ والسلام "من حُسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"
ومطلوب من العبد في باب الإحسان أن يُحسن إلى عبادِ الله بدأًً بالوالدين فالأقرب والأقرب قال الله تعالى{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِيالْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِوَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}النساء36
بل إن دائرة الإحسان عباد الله تطالُ حتى الحيوانات فإن المُسلم مطلوب منه أن يحسنَ إلى بهيمة الأنعام يقولُ نبينا عليه الصلاةُ والسلام ي ما رواه مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي يعلى شداد أبن أوسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن الله كتب الإحسان على كل شيء ,إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسِنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليُحِدَ أحدكم شفرته وليُرح ذبيحته "
ومن أحسن في هذه الحياةِ الدنيا لقيا ثمرةَ إحسانه يوم القيامة {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}الرحمن60
وبذلك نرى أن الإحسان هو كل خير نقوم به لله ولأنفسنا وللمسلمين أجمعين...
بارك الله فيك وجزاك خيراً
ودمتم بحفظ الله ورعايته
|