السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أهلا بالمراقبة الكريمة.
موضوع قيم ذو مضمون فضفاض، لكن نقيده ونؤطره بالمفهوم الإسلامي.
-يقولُ سيد قطب- رحمه الله تعالى- : (( إنَّ الدينونة لله تعالى تحرر البشر من الدينونة لغيره، وتخرجُ الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، وبذلك تحقق للإنسان كرامته الحقيقية وحريته الحقيقية، هذه الحرية وتلك الكرامة اللتان يستحيل ضمانهما في ظل أي نظامٍ آخر غير النظام الإسلامي، والذين لا يدينون لله وحده يقعونَ من فورهم في شر ألوان العبودية لغير الله، في كل جانب من جوانب الحياة، إنَّهم يقعون فرائسَ لأهوائهم وشهواتهم بلا حد ولا ضابط.
ولهذا يقال: العبدُ حُرٌ ما قنع، والحرُ عبدٌ ما طمع، وكلما قوي طمعُ العبد في فضل الله ورحمته ورجائهِ، لقضاءِ حاجتهِ، ودفعِ ضرورته، قويت عبوديته وحريته عمَّا سواه.
إن الذين يتشدقون وينادون بالحرية، ويطالبون بتحقيقها في المجتمعات، ثم هم ينشدونها في نظم جاهليةٍ بعيدةٍ عن المصدر الحقيقي للحرية، وهو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، إنَّما هم ضالون مضلون، صادون عن سبيل الله عز وجل، إذ لا حرية حقيقية إلاَّ في نقل الناسِ من عبادة غير الله عز وجل إلى عبادة الله وحده، وبدون ذلك فهو الرق والاستعباد، والذلة والشقاء، مهما تشدق أصحاب هذه المطالب باسم حقوق الإنسان أو التعبير الحر أو حرية التفكير أو غيرها.
جزاك الله خيرا.
في حفظ الله.