رد: مفهوم الحب في الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحبيب
الحب كثر الكلام عن الحب وما الحب هل هو ارادي ام غير ارادي نحن اخي الحبيب لا نحكم بعواطفنا بل نحكم شرعنا في كل الاموروساوجز لك نظرة الاسلام الى الحب باذنه تعالى
اخي الحبيب
ان الاسلام يريد للناس جميعاً رجالاً ونساء ان يعيشوا الحب الانساني الذي يجعل الانسان يتعاطف مع الانسان الآخر بالدرجة التي يشعر بالرابطة التي تربطه في دائرة انسانيته. بحيث يؤدي ذلك الى رعايته وحفظه وحمايته وقضاء حاجته وحفظ كرامته واحترام انسانيته وما الى ذلك ، حتى اننا نروي عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) انه ربط الايمان بمسألة الحب فقال:" لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره " مما يجعلنا نستوحي من هذا الحديث أن الاسلام يؤكد على قضية الحب الذي يجعلك تحس باحساس الآخر كما لو كنت انت الذي تحس الموضوع، بحيث يجعل الحب بهذا المستوى مظهراً للايمان، فلا تكون مؤمناً اذا كانت نظرتك للانسان الآخر نظرة جامدة لا مبالية لا تعيش الاهتمام بأموره وهكذا نجد أن ما يعبر عن ذلك في تفاصيل المسألة، الحديث المعروف "من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم".
ان المسألة هي ان على الانسان ان يعيش الحب للانسان الآخر في المسألة الانسانية وقد ورد في الحديث عن الامام جعفر الصادق (رضي الله عنه) وقد سأله بعض الناس عن الحب فقال:" وهل الدين الا الحب".
هذه هي المسألة في أبعادها الانسانية وهناك مسألة تتصل بالجانب الغريزي للانسان التي تجعل الانسان يحب الانسان الآخر تماماً كما يحب طعامه وشرابه فالحب يتجه الى الجانب الجنسي الذي يجده هذا الانسان لدى الانسان الآخر وهذا ما يعيشه الكثير من الشباب في أجواء المراهقة وما بعدها الذي يتمظهر بالانجذاب للجمال الجسدي والملامسات الجنسية وما الى ذلك من امور، اننا نلاحظ ان الاسلام اراد للانسان (الذكر او الانثى) ان يعيشا هذا الحب بالطريقة التي تنتهي به الى الزواج، فلا مانع في ان يرغب الرجل في امرأة يحبها ويعجبه حسنها ليتزوج منها ، وقد اباح الاسلام للانسان النظر الى المرأة التي يريد ان يتزوجها ليدرس المسألة من حيث انسجامها مع رغبته فيها من هذه الناحية او تلك ، لكن الحب الذي يلعب، والحب الذي يلهو والحب الذي يعتبر الجنس حركة غير خاضعة لقانون يحفظ العلاقة بين الذكر والانثى في دائرة الزوجية فهو مرفوض في الاسلام، بل وكل ما يؤدي الى الانحراف الجنسي، سواء كان في ما يفتح عليه القلب او ما تتحرك له العينان او ما ينطلق به اللسان او ما تنطلق به الأيدي والأعضاء، وكل ما يؤدي الى الجنس العملي سواء كان على نحو الاعداد والاثارة أو على نحو المباشرة فهو مرفوض اسلامياً لأنه يؤدي الى مشاكل أخلاقية تبتعد بالانسان عن الخط المستقيم الذي يريده الله.
اما عندما نتحدث عن الحب كحالة نفسية غير اختيارية فإننا لا نستطيع أن نشرّع أي تشريع وفق هذه العاطفة، لأن الله لا يكلف الانسان بما لا يطيق او بغير المعقول. الا ان الاسلام يريد ان يعقل العاطفة فيدفع الانسان الى أن يركز عاطفته بطريقة عقلائية ، بحيث يفكر في عمق الأشياء بدلاً من أن يبقى متحركاً على السطح، وهذا ما يحاول الاسلام أن يربي عليه الشاب والفتاة فلا ينطلق من خلال النظرة الأولى، أو من خلال الأشياء السطحية، ولم يتحرك الاسلام في ذلك من خلال علاقة الزواج فقط، بل في كل العلاقات الانسانية مثل الصداقة والشراكة وغيرهما.
ومن جهة اخرى فان الاسلام يضع ضوابط لحركة هذا الحب فلا يشجع الطرفين على الاختلاء، ولا يبيح لهما التعبير عن هذا الحب بالملامسات او الامور التي تقود الى الاثارة الغريزية،اخي الغالي اعتقد اخي الغالي ان الحب الحقيقي لا ياتي اعتباطا بل و ياتي من خلال اعجاب وتاثر وحب لصفات وخلق الشي المحبوب فهو اختياري وغير ارادي في نفس الوقت . فكما انك اخترت شخصا معينا لتحبه لصفاته وحسن سلوكه وخلقه الجميل فانك في نفس الوقت لاتدرك لم تحب انسانا لمجرد نظرة عابرة من غير احتكاك وتمحيص .
فكما ن الانسان مخير ومسير في نفس الوقت فهو
مخير بين سلوك طريق الخير او سلوك الشر فهو في الوقت نفسه كتبت صحائفه واعماله عند مليك مقتدر ذي الجلال والكرام يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور.
اناارجح الحب الجاد المبني على اسس متينة من الكتاب والسنة وان لا يكون الحب فوضوي عبثي غريزي هدفه اللهو والعبث
اشكر مروركم الجميل وتفاعلكم الجاد
بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
دمتم بحفظ الله
اللهم الهمني رشدي وقني شر نفسي
|