بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الخلق وسيد المرسلين
محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
اما بعد
احبتى
كنت قد تكلمت فى موضوع سابق عن مشكله خطيره يعانى معظمنا منها
الا وهى
تسويف التوبه
أسأل الله أن يرزقنى وأياكم توبة صادقه خالصة لوجهه سبحانه وتعالى
وكان الموضوع بعنوان (مأســــــــــــاة ولكن )
وفى هذا الموضوع إن شاء الله
سوف أتكلم مع حضراتكم عن مشكله جديده تقابل الشاب الملتزم بعد أن يجتاز المشكله الأولى (تسويف التوبه)
فإننا كما نرى الكافيهات والنوادى والأماكن العامه ممتلئه بالشباب الغير ملتزمين
ولكن والحمد لله يقابل ذلك صحوه رهيبه من معظم شباب المسلمين
وترى المساجد قد امتلأت بالشباب وكذلك دروس العلم والندوات الاسلاميه
فطريق الألتزام هو الغايه والهدف لمعظم شباب المسلمين
ولكن منهم من يحاول أن يسلك هذا الطريق ويوفقه الله فى ذلك
ومنهم من يرى أن هذا الطريق صعب ومش هيقدر يكمل فيه
ومنهم من تسيطر عليه شهواته ولذات الدنيا فلا يستطيع أن يلتزم
أسأل الله الهدايه والتوبه لجميع شباب المسلمين
والمشكله الجديده التى تواجه الشاب الملتزم هى
طب واللى فــــــــــات
هذه المشكله الخطيره التى تسيطر على معظم الشباب الملتزمين حديثاًًًًً
فتجد الشاب الملتزم بعد أن هداه الله ووفقه للطريق المستقيم
يبدأ الشيطان يوسوس له ويذكره بما كان يفعله فى الماضى
ويذكره بالكبائر التى كان يفعلها
ويحاول أن يقنطه من رحمة الله
فترى الشاب يقول طيب واللى فات هعمل فيه أيه
( هو معقول ربنا يغفرلى كل اللى انا عملته )
لا
مش ممكن أنا عملت مصايب
لا لا
ربنا مش هيغفرلى
والشاب مسكين
فهو مازال فى بداية الألتزام ومازال ضعيفاًًً لا يقدر على مواجهة تلك الشبهات
فهو لم يلتحق بالصحبه الصالحه التى تعينه على مواجهة تلك المصاعب
ولم يقتدى بشيخ لكى يزيل عنه تلك الشبهات
فهو لم يقرأ قول الله تعالى (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
ولم يسمع قوله تعالى
( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ، إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ، وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً ) سورة الفرقان/68-71 .
كل هذا والشاب لايدرى مقدار رحمة الله
ولا يعلم أنه عند الله غالٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ
ولم يسمع عن كلام سيد المرسلين عندما يصف فرحة الله عز وجل بتوبة العبد
عن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة متفق عليه . وفي رواية لمسلم لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح
الشرح
قوله - رحمه الله - خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتت به أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له هذا أنس بن مالك يخدمك ، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وصار أنس من خدام النبي صلى الله عليه وسلم . ذكر أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لله أشد فرحاً بتوبة عبده إذا تاب إليه من هذا الرجل الذي سقط عن راحلته بعد أن أضلها وذكر القصة . . . رجل كان بأرض فلاة ليس حوله أحد لا ماء ولا طعام ولا أناس ضل بعيره أي ضاع فجعل يطلبه فلم يجده فذهب إلى شجرة ، ونام تحتها ينتظر الموت قد أيس من بعيره وأيس من حياته لأن طعامه وشرابه على بعير والبعير قد ضاع . فبينما هو كذلك إذا بناقته عنده قد تعلق خطامها بالشجرة التي هو نائم تحتها ، فبأي شيء تقدرون هذا الفرح هذا الفرح لا يمكن أن يتصوره أحد إلا من وقع في مثل هذه الحال لأنه فرح عظيم ، فرح بالحياة بعد الموت ولهذا أخذ بالخطام فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أراد أن يثني على الله فيقول : اللهم أنت ربي وأنا # عبدك لكن من شدة فرحه أخطأ فقلب القضية . ففي هذا الحديث : دليل على فرح الله عز وجل بالتوبة من عبده إذا تاب إليه وأنه يحب ذلك سبحانه وتعالى محبة عظيمة ولكن لا لأجل حاجته إلى أعمالنا وتوبتنا فالله غني عنا ولكن لمحبته سبحانه للكرم فإنه يحب أن يعفو وأن يغفر أحب إليه من أن ينتقم ويؤاخذ ولهذا يفرح بتوبة الإنسان . ففي هذا الحديث حث على التوبة لأن الله يحبها وهي من مصلحة العبد
أحبتى
طيب واللى فـــــــــــــــات
مشكله مطروحه للنقاش
فى أنتظار مشاركاتكم
من خلال ذكر الاسباب التى تؤدى إلى هذه المشكله
وكذلك تقديم العلاج
وفى النهايه
أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذا الموضوع وأن يجعله فى ميزان حسناتنا
وأن يجعله سبباًًً فى صلاح قلوبنا
آميــــــــــــــــــــــن
فى أنتظار مشاركاتكم
وجزاكم الله خيراًًًًًًًً