
08-05-2010, 04:31 AM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة :
|
|
رد: إلى المتفكهين بالأعراض إلى الآمنين من مكر الله
فيا أيها المفتونون:
إذا كنتم غير آبهين بدعاء المظلوم عليكم، فماذا أنتم قائلون غدا يوم تشهد عليكم ألسنتكم.. نعم ألسنتكم هذه التي أطلقتموها في الاستهزاء بالعباد، فحل عليكم بها سخط رب العباد:
}يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{([1]).
ولا يغرنَّك تكاتفتم وتعاونكم على الشر في الدنيا، ولا تبطرنكم صداقتكم هذه فإنها ستكون عما قريب عداوة، ويوم القيامة حسرة وندامة.
فالتوبة.. التوبة قبل أن تقول نفس: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين، أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين. أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين!!
اللهم هل بلغت...
اللهم فاشهد...
الرسالة الثانية
إلى الآمنين من مكر الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. شرع لنا دينا قويما وهدانا صراطا مستقيما، وأسبغ علينا نعمة طاهرة و باطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وليُّ الصالحين، وخالق الخلق أجمعين، ورازقهم: }وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ{ وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، أرسله الله رحمة للعالمين، فشرح به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعينا عُميا وقلوبا غُلفا، فجزاه الله عنا أفضل ما جزى نبينا عن أمته، ورضي الله عن أصحابه الطاهرين، وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد جلست مع بعض الإخوة في الله على غير ميعاد، وفوجئت بأن الحديث قد انصب حول خلاف وقع بين شيخين فاضلين، وعالمين جليلين، فطلبت منهم أن ننتقل عن مثل هذا الموضوع لما هو أعظم منه خطرا، وأسلم لألسنتنا التي أمرنا بحفظها، فتكلمت معهم عن هذه الفواحش والمنكرات التي انتشرت هنا وهناك، وأبديت حزني وألمي على ذلك العري الفاضح، والفسق الواضح الذي حدث من أولئك السفيهات والسفهاء، وعجبت من حال بعض المسلمين تجاه هذه الفواحش والمنكرات، حين تبلدت أحاسيسهم ومشاعرهم، فما صاروا يعرفون معروفا ولا ينكون منكرًا!!!
أيها المسلمون:
هل وصل بنا الحال اليوم إلى الأمن من مكر الله، وعقوبته؟! ألم نعلم عاقبة الإعلان بالفاحشة مع السكون عليها؟!
ألم يقل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا»([2]) وما الأمراض الخطيرة من إيدز وزهري وسيلان مما هو منتشر في هذا العصر. إلا أكبر دليل، وأصدق برهان على وقوع ما أخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
أيها الإخوة الكرام:
ها هو القرآن العظيم يقرر لنا تلك السنة الجارية التي يشهد بها تاريخ القرى الخالية، في اللحظة التي تنتفض فيها المشاعر، ويرتعش فيها الوجدان، على مصارع المكذبين الذين لم يؤمنوا ولم يتقوا، وغرهم ما كانوا فيه من رخاء ونعمة، فينذرهم القرآن، ويحذرهم من بأس الله أن ينزل بهم في أية لحظة من ليل أو نهار، وهم سادرون في نومهم، ولهوهم، ومتاعهم:
} أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ{؟
} أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ{؟
} أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ{([3])؟
نعم.. أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأس الله في غفلة من غفلاتهم، وغرة من غراتهم؟ أفأمنوا أن يأتيهم بأس الله بالهلاك والدمار بياتًا وهم نائمون؟
أفأمنوا أن يأتيهم بأس الله ضحى وهم يلعبون؟
إن بأس الله لأشد من أن يقفوا له نائمين أم صاحين. لاعبين أم جادين، ولكن الله عز وجل يعرض لنا لحظات الضعف الإنساني ليلمس الوجدان البشري بقوة، ويثير حذره وانتباهه حين يترقب الغارة الطامة الغامرة في لحظة من لحظات الضعف والغرة الفجاءة..
يالله هل أمن الناس مكر الله وهاهي مصارع الغابرين أمامهم تهديم، وتُنير لهم الطريق؟! ألا يجدر بنا أن تكون تلك المصارع نذيرا لنا أن نتقي الله تعالى نخافه، وأن نطرح عن أنفسنا الأمن الكاذب، والاستهتار السادر، والغفلة المُردية؟!
وثمت آيات أُخر تقرر ما أسلفناه، وتبين أن يد الله تعالى - تعمل من حولهم، وتأخذ بعضهم أخذ عزيز مقتدر، فلا يغني عنهم مكرهم وتدبيرهم، ولا تدفع عنهم قوتهم وعملهم ومالهم، فيظل الناجون آمنين لا يتوقعون أن يُؤخذوا كما أُخذ من قبلهم، ومن حولهم، ولا يخشون أن يمتد إليهم بطش الله في صحوهم أو في منامهم، في غفلتهم أو في استيقاظهم:
}أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ{([4])
}وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{([5])
وها أنا ذا أنادي المسئولين في الوطن الإسلامي كله بأعلى نداء، وأقوى صراخ أن يُسخروا جهودهم وطاقاتهم للقضاء على أماكن الدعارة، ومواخير الرذيلة، ويمنعوا الوسائل التي تُمهد لانتشارها وذيوعها كدور السينما، والمجلات الخليعة، والصور الفاتنة، وقصائد الغزل والحب التي تزرع في نفوس الشباب السير في طريق الفاحشة غير مدركين لعاقبتها الوخيمة، ونهايتها المردية.
فهل من يقظة ورجوع وتوبة؟
وهلا أخذتم على أيدي السفهاء فكنتم يدا واحدة مع رجال الإسلام ودعاته الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟!
إن هؤلاء أصحاب دعوة عالمية، ورسالة عظيمة، وإن الوقوف معهم، ومناصرتهم، ودعمهم كفيل- بإذن الله - بحفظ البلاد من شرور الأشرار، وفساد المفسدين.
نعم.. كفيل بنزول الخيرات، وحلول الرحمات، واندفاع النقم والبليات.
وأما محاربتهم، ومحاولة استئصال شأفتهم فمؤذن - والله - بهلاك عاجل، وزوال محقق؛ ذلك لأن هؤلاء، الدعاة هم من حماة الدين، وأنصار الشريعة، وإن نصرتهم نصر الدين، ومحاربتهم وترك معونتهم حرب على الدين، واستهتار به، ولعمري إن هذا العمل المشين إنما ولَّده الأمن من مكر الله الغالب، وعذابه الذي لا يُرد عن القوم المجرمين.
فيا رجال الإعلام:
ويا أولياء الأمور في بلاد الإسلام: الله الله في أجيالنا المسلمة، خذوا بأيديهم إلى طريق الإيمان والإسلام، واصرفوا عنهم سُبل الفتنة، والغواية، لتمنعوا عن أنفسكم وبلادكم حصول الويلات والنكبات ولتجلبوا لأوطانكم الخيرات والبركات..
وكونوا على جانب من الخوف من مكر الله، فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
هذه صيحة نذير، وصرخة تحذير، قصدت منها تعليم الجاهلين، وتنبيه الغافلين، وتذكير الناسين.
اللهم هل بلغت
اللهم فاشهد
([1]) النور: 24-25.
([2]) رواه ابن ماجة، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
([3]) الأعراف: 97-99.
([4]) النحل: 45-47، والتخوف: التنقص، أي يأخذهم على أن يتنقصهم شيئا في أموالهم وأنفسهم حتى يهلكوا.
([5]) النمل: 51-52.
من جهازي إليكم
|