[quote=مسلمه اون لاين]
اعتياد الناس أن يأتوا بقولهم : ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم لا نعلم له أصلاً ولا ينبغي اعتياده ، بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد أحد أنه سنة فينبغي ترك ذلك وأن لا يعتاد ذلك .
وأما الآية ( قل صدق الله ) آل عمران/95 ، فليست في هذا الشأن ، وإنما أمره الله أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها ، وأنه صادق فيما بين لعباده في التوراة والإنجيل وسائر الكتب المنزلة .
[/quote]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
أختى الكريمة / مسلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعـــــــــــد
اعلمى رحمنى الله وإياك أن
أن لهذا الدين رجال يرفعون راية واحدة وإن تعددت عندهم فنون القتال
وإن هذه الأمة عامرة برجالاتها عزيزة بعلمائها
وغاية المراد عند العالم بعد رضا الله عز وجل والفوز بجنته أن يرى تلميذه الآخذ عنه
صاحب علم وفطنة
وما شيخ الإسلام ابن القيم تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية علينا ببعيد فهو شيخنا وتلميذ شيخنا
وشيخ مشائخنا
وهو القائل : " شيخ الإسلام شيخى أحبه كثيرا ولكنى أحب الإسلام أكثر منه "
فياأخــــــتاه
اعلمى رحمنى الله وإياك أن الله عز وجل يسر لى الجلوس تحت أقدام شيخنا العلامة
عبد العزيز ابن باز
وتعلمنا منه كما تعلم منه الكثير على مراتبهم ودرجاتهم ، ولكن على قلة بضاعتى أسأل الله
أن يقوى عزيمتى
فأهديك هذا البحث فى هذه المسألة
وليعلم كل مسلم أن القاعدة الشرعية فى الأحكام أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
أليس كلام الله عز وجل صدق " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
أليس رسولنا هو الصادق المصدوق " وما ينطق عن الهوى إن هو إلآ وحي يوحى "
ولك أن تسيرى معى لنرى ماذا كان حال سلفنا الصالح مع القرآن حين قالوا صدق الله العظيم
قال شيخنا على الضباع فى كتابه
" فتح الكريم المنان فى آداب حملة القرآن "
ويستحب للقارىء إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم ويشهد على ذلك أنه حق فيقول: صدق الله العظيم، وبلغ رسوله الكريم، ونحن على ذلك من الشاهدين.
قلت : وقول "صدق الله العظيم " من القارى
أو من السامع بعد الانتهاء من القراءة ، أو عند سماع آية من القرآن ليس بدعةلأمور منها :
أولا : لأنه لم يرد نهى بخصوصها .
ثانيا : لأنها ذكر لله والذكر مأمور به .
وثالثا : أن علماءنا تحدثوا عنها داعين إلى
قولها كأدب من آداب قراءة القرآن .
ورابعا: أن هذه الصيغة أو قريبا منها ورد الأمر بها فى القرآن ،
وأنها من قول المؤمنين عند القتال .
قال تعالى : { قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا"95" } آل عمران ،
وقال تعالى : { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله "22" } الأحزاب
وذكر الإمام القرطبى في مقدمة تفسيره أن الترمذى قال عن آداب تلاوة القران الكريم : " ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول : صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ويشهد على ذلك أنه حق ، فيقول : صدقت ربنا وبلغت رسلك ونحن على ذلك من الشاهدين ،
اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط ،
ثم يدعو بدعوات .
وقال الأحناف: لو تكلم المصلى بتسبيح مثل صدق الله العظيم عند فراغ القارئ من القراءة
لا تبطل صلاته إذا قصد مجرد الثناء والذكر
أو التلاوة ، وقال الشافعية: لا تبطل مطلقا بهذا القول ، فأنا لأحد أن يقول : إن قول :صدق الله العظيم ، بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة ؟ والله سبحانه وتعالى يقول :{ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون "116" } سورة النحل
حال أئمتنا مع صدق الله العظيم
أولا : قدم شيخنا العلامة ناصر الدين الألبانى قوله صدق الله العظيم فى مواضع ست فى السلسلة الصحيحة حين استشهد بالقرآن
أولها : فى حديث أم سليم فقال فى نهاية التحقيق
و صدق الله العظيم ، إذ خاطبه بقوله
الكريم : ( و إنك لعلى خلق عظيم ) .
ثانيا : فى تحقيقه لحديث " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير "و غير ذلك من الأسماء التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الكريمة .و صدق الله العظيم إذ يقول :
{ إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آبائكم ما أنزل الله بها من سلطان} .
ثالثا : فى حديث " إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة "
أفننكر كلام الله و كلام رسوله بجهل الأوربيين و غيرهم مع اعترافهم
أنهم كلما ازدادوا علما بالكون ازدادوا علما بجهلهم به ، و صدق الله العظيم
إذ يقول : ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .
رابعا : فى حديثه لعلى ابن أبى طالب : " إذهب فوار أباك"
و في ذلك كله عبرة لمن يغترون بأنسابهم ، و لا يعملون لآخرتهم عند ربهم ، و صدق الله
العظيم إذ يقول : ( فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون ) .
خامسا : فى حديث " كل يمين يحلف بها دون الله شرك "فإن بعض الجهلة الذين لم يعرفوا حقيقة التوحيد بعد إذا أنكر حقا لرجل عليه و طلب أن يحلف بالله فعل ، و هو يعلم أنه كاذب في يمينه ، فإذا طلب منه أن يحلف بالولي الفلاني امتنع و اعترف بالذي عليه ، و صدق الله العظيم : ( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون ).
سادسا : فى حديث " إذا ملك الرجل المرأة لم تجز عطيتها إلا بإذنه "لأنهم يسمحون لها أن
تتصرف أيضا في غير مالها ، فهي تزوج نفسها بنفسها ، بل و أن تتخذ أخدانا لها !!
و صدق الله العظيم إذ يقول
و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ).
ثانيا : قال فى كتابه : " دفاع عن الحديث النبوي والسيرة "
1ـ فإن استجاب الدكتور فذلك ما نرجو و ( عفا الله عما سلف) وإن كانت الأخرى فلا يلومن إلا نفسه و العاقبة للمتقين و صدق الله العظيم إذ يقول : { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة و لهم سوءالدار }
2ـ وقال أيضا : فلو أن الدكتور كان يحسن التقليد على الأقل لقد هؤلاء لاختصاصهم بهذا العلم وكثرة عددهم وتقدمهم ولكن
صدق الله العظيم
{ ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور }.
ثالثا : وعند شيخنا الأمين الشنقيطى فى أضواء البيان موضعين
الأول : عند تفسيره لقوله تعالى :
" فلينظر الإنسان إلى طعامه (24) أنا صببنا الماء صبا (25) ثم شققنا الأرض شقا (26) فأنبتنا فيها حبا (27) وعنبا وقضبا (28) وزيتونا ونخلا (29) وحدائق غلبا (30) وفاكهة وأبا (31)" قال : إنهم بلا شك لا يدعون لأنفسهم فعل شيء من ذلك . وإنهم ليعلمون أن لها خالقا مدبرا . ولكنهم يكابرون .
{ وجحدوا بها واستيقنتهآ أنفسهم } [ النمل : 14 ] صدق الله العظيم .
الثانى : عند تفسيره لقوله تعالى : " ألم تر كيف فعل ربك بعاد (6) إرم ذات العماد (7) التي لم يخلق مثلها في البلاد (8) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد (9) وفرعون ذي الأوتاد (10) الذين طغوا في البلاد (11) "
قال : ومنها : أن حملها على الأهرام القائمة بالذات والمشاهدة في كل زمان ولكل جيل ، أوقع في العظة والاعتبار ، بأن من أهلك تلك الأمم ، قادر على إهلاك المكذبين من قريش وغيرهم .
صدق الله العظيم : { إن ربك لبالمرصاد } [ الفجر : 14 ] .
رابعا : وقال القرطبى فى تفسيره فى الجزء 13: فقد قال الله تعالى: " وفى السماء رزقكم وما توعدون " فإنا نقول: صدق الله العظيم، وصدق رسوله الكريم .
وقال فى الجزء 16 : " كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون " صدق الله العظيم.
خامسا : وقال النيسابورى فى تفسيره عند قوله تعالى : "
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6) ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم (7) "
{ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون "85"} سورة غافر . صدق الله العظيم .
سادسا : وقال ابن عجيبة فى البحر المديد :
فائدة : قال ابن عباس : إذا عسر على المرأة ولدها ، فليكتب هاتين الآيتين الكريمتين في صحيفة ، ثم تغسل وجهها منها ، وتسقى منها : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا الله ، العظيم الحليم ، سبحان الله رب السموات والأرض ، ورب العرش العظيم ، كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ، { كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } صدق الله العظيم
سابعا : وقال النووى فى المجموع :
لأن الليل عند العرب سابق على النهار لانهم كانوا أميين لا يحسنون الكتابة، ولم يعرفوا حساب غيرهم من الامم فتمسكوا بظهور الهلال، وإنما يظهر بالليل فجعلوه ابتداء التاريخ، ثم صدق الله العظيم " يسئلونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج "
ثامنا : وعندابن كثير فى البداية والنهاية : قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "50") سورة المائدة وقال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) صدق الله العظيم.
تاسعا : قول سماحة العلامة ابن باز فى كتاب
" الإمام محمد ابن عبد الوهاب دعوته وسيرته "
ولقد صدق الله العظيم في قوله - عز وجل - وهو الصادق سبحانه في كل ما يقول : [ لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز "25" ]
ياأختاه لا حرج فى قول القارئ للقرآن صدق الله العظيم دراسة ودراية ومنهجا واتباعا .
بارك الله فيك ويسر أمرك وأعلى فى الدنيا والآخرة شأنك
وجعلنى وإياك خير خلف لخير سلف
اللهم آمــــــين