
24-04-2010, 09:07 PM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: العراق
الجنس :
المشاركات: 87
الدولة :
|
|
رد: ترتيب الانبياء واعمارهم
جزاكِ الله خيرا اختي الكريمة
لكن انظري الى هذه الفتوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لأعمار الأنبياء
فأقول وبالله أستعين :
إن أي شيء يقابل المسلم في هذه الحياة لابد وأن يعرض على الأمور التالبة :
أولا كتاب الله تعالى , ثانيا السنة النبوية
فإن لم يتواجد فيهما نص صريح أو تفسير انتقلنا إلى المصادر الأخرى على الترتيب :
الإجماع , القياس . الاجتهاد
فإن كان هذا الشيء غير موجود في أي هذه التشاريع وتبين أن ضرره أقرب من نفعه
نرده ولا نأخذ به بل ونحذر منه
وأعمار الأنبياء لم تذكر لا في كتاب ولا في سنة ولا في أي من تلك المصادر الخمس عموما
فإذا هي مردودة ردا شديدا لأنها لم تثبت عندنا
فسيقول قائل استعنا بعلم الإسرائيليات ثم جمعناها في ديننا
فأقول : إن النصارى قد غلو في أنبياهم واليهود قد فرطوا فيهم
وأمتنا أمة وسطية واعتدال
فغلو فئة يعني تحريف نصوص لتناسب غلوها وأهواءها
وتفريط فئة يقتضي إهمالا وتحريفا وتزويرا ليناسب أيضا أهواءها
وديننا لا يقبل إلا الصواب من القول
فإن جمعنا تحريفا مع تحريف ثم وضعناهما في دين لا يقبل إلا الصدق
ففقد وقع الفاعل في خطأ كبير فادح
وقد يقول قائل إن هذه للتسلية أو التسرية أو ما شابه ذلك
فأقول ما كتبته في بحث سابق :
----------------------------
وإن كان الله عز وجل لم يذكر لنا تفاصيل بعض القصص التي لا فائدة منها كالاسم والمكان والزمان
فذلك يجعلنا لا نحيد عن أصل النزول ألا وهو التدبر ولا نشغل أنفسنا بما لا نفع منه ولا نمل من توافه الأمور
وقومنا قد اخترعوا بديلا عنها وشغلوا أنفسهم بما هو أتفه منها وليس فيه نفع ولا فائدة
فهذا أسوا من الانشغال بالتفاصيل التي لا نفع منها في القصص القرآني
وكتاب الله تعالى أجل من أن يتم فيه سرد لمجرد التسلية أو إضاعة الوقت وقد بينه تعالى في قوله } : لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{ ]يوسف:111. [
وهؤلاء يضيعون ويفرطون في الضياع
فكأنما ينهانا الله عن منكر فنأتي بأعظم منه ولا حول ولا قوة إلا بالله
------------------------------
فكان نهج الإسلام في القصص القرآني ومغزى تنزيله
أن يتم التدبر فيها وأخذ العبرة والعظة
ولو كان في العمر والمكان والزمان خير لما تجاهله كتاب الله
ولكنه يضر أكثر مما ينفع بل يضر ولا ينفع
ونحن لا نهتدي إلا بهدي كتاب الله وسنته
فإن حدنا عنها إلى النظر في زوايا الأمور فهذا يقتضي ترك أصل التشريع
وهذا مرفوض قطعا في ديننا
ومثل الأعمار والأماكن للأنبياء لم يذكرها الله تعالى في الكتاب
ولا أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم
ولا سأل عنها الصحابة ولو كان فيها خير لسبقنا إليها خير رفقة لخير نبي
ومن المعلوم أن قول وفعل الصحابي حجة بشروط عدة ليس مقامنا الآن
فلا الأمر ذكر في كتاب ولا في سنة ولا في أي من مصادر التشريع
ثم نرى أن القرآن قد ترك هذا الأمر لما يحدث فيه من حيدة عن أصل التشريع
فهذه حجة من أقوى الحجج لكل من يقول بصحة هذا الكلام
وهذا من ناحية عدم قبول هذا الأمر في ديننا
ناهيك عن الأخطاء التي في هذه الأخبار كما بين الشيخ السحيم :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3542
فخلاصة القول أن الأمر قد عرض على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
فلم نجد له مكانا فيهما بل وجدناه متروكا
ومن قال بأنه قد ورد "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"
وقد اتفق أكثر أهل التفسير على أن الإسرائيليات الواردة في التفاسير على ثلاثة أقسام:
وقد فصَّلها العلامة العثيمين فقال:[الإسرائيليات: الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود وهو الأكثر، أو من النصارى. وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع:
الأولى : ما أقره الإسلام، وشهد بصدقه فهو حق، مثاله: ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } سورة الزمر الآية 67، والحديث رواه مسلم أيضاً.
الثاني : ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل، مثاله ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها- أي الزوجة - من ورائها، جاء الولد أحول؛ فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } سورة البقرة الآية 223. والحديث رواه مسلم أيضاً.
الثالث : ما لم يقره الإسلام، ولم ينكره، فيجب التوقف فيه، لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: { آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ }) سورة العنكبوت الآية 46، ولكن التحدث بهذا النوع جائز، إذا لم يخش محذور؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري.] تفسير الشيخ العثيمين عن الإنترنت.
وحين عرضنا هذا الأمر على كتاب الله وجدناه يندرج تحت البند الثاني لما سبق تفصيله من القول
وإن جادل مجادل في هذا الأمر نقول له قد فصل بيننا الحبيب صلى الله عليه وسلم
فقال النعمان بن بشير رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه .. "
والله من وراء القصد
__________________
|