أشتكي ولد لأبيه من كثره مجادله الناس بعضها لبعض دون الخروج بأفكار تذكر
فيفني الوقت ويبقي الحوار
و تضيع الساعات و يبقي الحوار
و تضيع الأفكار و يبقي الحوار
و كأن الحوار في حد ذاته غايه مقصوده ولا يستسلم أحد لأفكار الآخر
فأراد أبيه أن يعلمه درسا
فأصطحبه الي قطعه أرض ممهده بالرخام
و قال الأب لأبنه :
خذ هذا الفأس و كسر هذه الأرض و ضع فيها هذه الحبه
فطاوع الولد أبيه و فعل ما أمره
وجد الولد صعوبه في البدايه الي أن تكسر الرخام
و ما أن تكسر حتي أخذ الحبه ووضعها مثلما قال له أبيه
فقال له الأب :
أفعل ما فعلته في الأرض الرخاميه
في تلك الأرض الزراعيه
فأخذ الولد الفأس و فعل ما أمره به والده
ولكنه وجد سهوله في حفر الأرض لم يجدها في المره السابقه
فوضع الحبه
و أنصرفا
وبعد عده أيام
ذهبا مره أخري الي قطعتي الأرض
فوجدا أن الأرض الزراعيه أنبتت نبته صغيره
و لكن الأرض الرخاميه ظلت مكسوره كما هي…..
قال الأب لأبنه:
الأرض الرخاميه تلك مثل الانسان الذي يكثر الجدل و اذا جلس معه
شخص آخر ليتحاور معه يتمسك برأيه و يقرر ألا يغيره و يمكن أن يصل الحوار
الي حرب كلاميه يذهب ضحيتها الأفكار و الأحترام المتبادل
فيبدو و كأنه مشوه الفكر ولا يثمر الحوار عن فكره جديده
أما الأرض الزراعيه في الجانب الآخر
ما هي الا أنسان ما ان واجهه الآخر برأي مختلف حتي أخذه في الأعتبار و عدّل من
فكرته الأصليه و أخرج فكره جديده مثمره
و أخيرا قال له :
يا بني لا تجعل الفأس تكسرك و تحولك الي صوره مشوهه
ولكن تمتع بالمرونه الكافيه حتي تخرج من الحوار بفكره جديده مثمره