عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 20-04-2010, 05:03 PM
د.سهير البرقوقي د.سهير البرقوقي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: England
الجنس :
المشاركات: 19
افتراضي رد: أوقاتنـــا...........‏ أعمارُنـــا

نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا .........

ـ فاللبيـب الـذي يفطـن إلـى هـذا فيجتهـد فـي فعـل مـا يسـتغل بـه أوقاتـه وقوتـه ‏، يجتهـد فـي أن يجعـل كـل لحظـة مـن لحظاتـه عبوديـة يزيـد بهـا إيمانـه ، فإن ‏فاتـه العمـل فلا تفوتـه النيـة ، حتـى لا يكـون فـي هـذه اللحظـة مغبونـًا ، فـإن رأس ‏مـال العبـد صحتـه وفراغـه .‏

‏* فعـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : ‏

‏" نعمتـان مغبـونٌ فيهمـا كثيـرٌ مـن النـاس : الصحـة ، والفـراغ " . ‏
‏ { صحيح البخاري 0 متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ ‏باب : لا عيش إلا عيش ‏
‏ الآخرة / حديث رقم : 6412 / ص : 752 .} ‏

يعنـي أن هذيـن الجنسـين مـن النعـم مغبـون فيهمـا كثيـر مـن النـاس ، أي مغلـوب ‏فيهمـا ، وهمـا الصحـة والفـراغ . ‏

فـإذا كـان الإنسـان فارغـًا صحيحـًا فإنـه يغبـن كثيـرًا فـي هـذا ، لأن كثيـرًا مـن ‏أوقاتنـا تضيـع بـلا فائـدة ونحـن فـي صحـة وعافيـة وفـراغ ومـع ذلـك تضيـع ‏علينـا كثيـرًا ، ولكننـا لا نعـرف هـذا الغبـن فـي الدنيـا ، إنمـا يعـرف الإنسـان ‏الغبـن إذا حضـره أجلـه ، وإذا كـان يـوم القيامـة ، وممـا يـدل علـى ذلـك قـول الله ‏تعالـى : ‏

‏" حَتَـى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُـمُ الْمَـوْتُ قَـالَ رَبِّ ارْجِعُـونِ * لَعَلِّـي أَعْمَـلُ صَالِحـًا ‏فِيمَـا تَرَكْـتُ .... " . { سورة المؤمنون / آية : 99 ، 100 }. ‏
وقـال عـز وجـل : ‏
‏"........ مِّـن قَبْـلِ أَن يَأْتِـيَ أَحَدَكُـمُ الْمَـوْتُ فَيَقُـولَ رَبِّ لَـولا أَخَّرْتَنِـي إِلَـى ‏أَجَـلٍ قَرِيـبٍ فَأَصَّـدَّقَ وِأَكُـن مِّـنَ الصَّالِحِيـنَ " . { ‏سورة المنافقون / آية : 10}.

الواقـع أن هـذه الأوقـات الكثيـرة تذهـب علينـا سُـدَى لا ننتفـع منهـا ، ولا ننفـع ‏أحـدًا مـن عبـاد الله ، ولا ننـدم علـى هـذا إلا إذا حضـر الأجـل ؛ يتمنـى الإنسـان أن ‏يُعْطَـى فرصـة ولـو دقيقـة واحـدة لأجـل أن يسـتعتب ، ولكـن لا يحصـل ذلـك .

ثـم إن الإنسـان قـد لا تفوتـه هـذه النعمـة ، بـل قـد لا تفوتـه هاتـان النعمتـان : ‏الصحـة والفـراغ بالمـوت بـل قـد تفوتـه قبـل أن يمـوت ، قـد يمـرض ويعجـز عـن ‏القيـام بمـا أوجـب الله عليـه ، قـد يمـرض ويكـون ضيـق الصـدر لا ينشـرح صـدره ‏ويتعـب ، وقـد ينشـغل بإيجـاد النفقـة لـه ولعيالـه حتـى تفوتـه كثيـر مـن الطاعـات ‏‏.

ولهذا ينبغـي للإنسـان العاقـل أن ينتهـز فرصـة الصحـة والفـراغ بطاعـة الله عز وجل ‏بقدر ما يسـتطيع. ‏
‏ { شرح رياض الصالحين / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ( 11 ) ـ باب : ‏المجاهدة / شرح حديث ‏
‏ رقم : ( 3 / 97 ) / ص : 451 }. ‏


نتابع معًا بإذن الله تعالى...
__________________
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) الأعراف}
Had the town's folk
conformed to the system of faith and worship as ordained by Allah, We would have opened for them all channels of mercy, blessings and prosperity from the realm of heaven above them and from the earth beneath their feet

http://www.tvquran.com/
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.24 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (4.27%)]