
12-03-2010, 06:06 PM
|
 |
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة :
|
|
رد: ساعدوني بفكرة كي أحقق هدفي ضروري ..!!
السلام عليكم .
حُييتِ ـ أختي الكريمة ـ بأطيب التحيات .
عدتُ من جديد لهذا الموضوع الذي ـ كما ذكرتُ سابقا ـ لن أمل الحديث فيه أو عنه موضوع القرآن وأهل القرآن) اللهم اجعلنا منهم.
و قبل أن أشرع في الحديث لدي كلمة , حتى وإن كانت خارج الموضوع فأجدني مضطرا لقولها.
لعلك لاحظت كثرة تدخلاتي وانتقاداتي لمواضيعك فعساك تظنين أو يظن غيرك أن هناك خصومة بيني وبينك أو ثأر قديم بين أحد أجدادي وأجدادك الأقدمون فلذلك كلما وجدتُ فرصة للنقد أو الاعتراض أو الرفض أفعل ذلك .
فأطمئنك وأطمئن إخواني الأعزاء إلى أنه ـ والحمد لله رب العالمين ـ لا توجد لدي خصومة مع أحد لا هنا ولا هناك.
ولا أعلم إن كان "الكراكير" لديهم خصومة مع "الأجزجيون" أم لا .
وحتى إن كانت , فليست انتقاداتي انتصارا لهؤلاء أو انتقاما من أولئك .
فما السبب إذن أيها الكركور؟
السبب هو :
أن أغلب ـ إن لم أقل كل ـ المواضيع الجيد ة والتي تحتاج للنقاش فعلا هي من إنشاء مشرفين أو مراقبين , أي أناس ذوي مستويات عالية ورتب رفيعة (على ما يظهر) .
وأنا قد قيدت نفسي بقيد ـ ولست نادما عليه ـ فقلت إنني لن أرد على أحد من أولئك أو انتقده , إلا من أذن لي . وحتى الساعة لم يأذن لي أحد غير مشرفتنا الفاضلة (شروق الأجزجي) , لذلك لم أجدا إلا هذا المتنفس الوحيد[1].
ها أنتِ قد عرفت السبب فإن شئت فلومي وإن شئت فاعذري وإن شئت فاسحبي إذنك ( وبذلك ـ وبذلك فقط ـ تسلمين من انتقاداتي, لذلك أنصحك بفعله "أي السحب" ).
لنعد الآن إلى الموضوع :
ما ذكرتُه سابقا لن أعيده فهو ـ بحمد الله ـ مثبت هناك لم يُنس ولم يُمح
غير أنه ربما لم يتضح معناه .
لذلك سألخصه في جملة ربما تكون أكثر وضوحا (وهي التي بالأحمر) .
قلتُ : لنهتم بحفظ القرآن , لكن لنهتم أكثر بفهمه وتطبيقه .
فمشكلتنا الكبرى ليست في عدم وجود من يحفظ القرآن وإنما فيمن يفهم ـ لا ـ بل فيمن يطبق هذا القرآن.
فأنت تركزين على الحفظ أكثر وأنا أود التركز على الفهم والتطبيق أكثر.
وسأحدثك عن أمر يصعب علي قوله ولكن سأحدثك أنت به خاصة وبعد قراءته ـ رجاء ـ احذفيه . وهو بلون أصفر مميز:
في مدرسة لتكوين الأئمة أغلبهم بل كلهم يحفظ القرآن
ومع ذلك كان البعض لا يصلي !!
تسأله : مالك لا تصلي ؟
ألا تتقي الله ؟
ألست إماما ؟
فيقول: لا , لست إماما . لم أتخرج بعد!!!
حادثة أخرى , كان أحدهم يظهر بمظهر إسلامي فأوقِف من طرف رجال الأمن , سألوه مالك تلبس القميص وتضع غطاء الرأس؟ .........الخ
فقال إني أعمل إماما في المسجد الفلاني .
فقالوا له : ولكنك الآن لست إماما[2].
أي كن إسلاميا وقرآنيا داخل مسجدك أو في محرابك فقط .
أما خارج المسجد فاخلع كل ما يشير إلى الإسلام
وقد حُدِّثنا عن أئمة في بعض الدول لديهم حقيبة يحملون فيها مستلزمات العمل (القميص والعمامة واللحية المستعارة أو الصناعية).
هل تعلمين أن هناك من يحفظ القرآن ويقوم بأعمال لم استطع حتى كتابتها .
نعم كنت الآن بصد كتابتها , فالله شعرت كأنْ سيُغمى علي من عظمها فمحوت ما كتبته .
لا أحدثك عمن يزعم أنه راقٍ وهو يمارس الشعوذة ويبتز الأموال الطائلة من الناس .
نساء أمِّيات (مسكينات) يأخذ منهن حليهن وكما تقولون ((تحويشة العمر)) ثم يَكتشِف البعض منهن بعد ذلك أنها خُدعت .
فماذا تقول بعد ذلك هذه الأمية المسكينة[3] ؟
هذا فضلا عما يُحدثه من قطع للأرحام وتفكك للأسر ونشر للعداوات في هذا المجتمع :
ـ " فلان ! لقد عرفتُ من سحرك " .
ـ " قل لي أيها الشيخ من سحرني , لعنه الله وأخزاه ؟"
ـ "سحرتك خالتك فلانة , وأنت سحرتك جارتك فلانة
وأخر سحرته (نسيبته) أم زوجته ......وهكذا...... "
أمور فظيعة حقا , والله لا يمكن وصفها مهما تحدثت[4]
آخر زعم أنه (فيه البركة) ولذلك صار الناس يعطونه أموالهم طوعا ليدعو الله لهم .
صدقيني يدخل السوق وكل من التقى به يعطيه :
هاهي 1000,00دج أيها الشيخ وادع الله لي , وآخر يسأل الدعاء لأبيه , وآخر لأمه...............
فيجمع في ساعة أو ساعتين ما تجمعينه أنت في شهر من خلال عملك (إن كنت عاملة) .
تذكرت قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين ذكر أول ثلاثة تسعَّر بهم النار يوم القيامة .
ثم ذكر أن أولهم رجل قرأ القرآن ليقال قارئ (النص في صحيح ابن خزيمة)
مجرد قرأ القرآن ليقال قارئ :
ـ قرأ القرآن لينال به وضيفة في مدرسة قرآنية .
ـ قرأ القرآن ليُعين إماما في مسجد .
ـ قرأ القرآن ليشارك في مسابقة , فينال جائزة عظمى من طرف الوالى أو الرئيس .
ـ قرأ القرآن لينال احترام الناس وتقديرهم له .
ذلك وغيره كثير وكله داخل في : " قرأ القرآن ليقال قارئ " فكان أول واحد تسعر به النار .
فما لك إذا كان هذا القارئ قد
استغل هذا القرآن لأشياء أخرى خسيسة :
كأن يخدع الناس لثقتهم به
أو يستعمل سلطته ونفوذه الديني . (هناك سلطة دينية لا أظنك تنكرينها ).
فهو يأخذ حقوقهم بتلك السلطة .
(هل ترغبين في معرفة كيف ذلك ؟ لن أستطيع شرحه الآن لضيق الوقت , ولكن ربما في فرصة أخرى) .
سيدتي الكريمة لا أجد مانعا من القول بأن سبب انتشار الكثير من البدع والضلالات والشركيات والخرافات هو التركيز على حفظ القرآن دون فهمه .
وذلك حين يكون أحدهم ورث أفكار منحرفة عن أهله أو مجتمعه أو بيئته ثم حفظ القرآن (ولم يفهمه) فإنه يستطيع نشر أفكاره(المنحرفة) بسهولة ويسر, لأن الناس يثقون فيه وفي أقواله.
والله لو كان لدي وقت لحدثتك عن الكثير الكثير من المخازي
التى ينشرها هؤلاء الجهلة باسم الدين وهي في الحقيقة تشوِّه صورة الدين وتنفر الناس منه أو على الأقل تدع العقلاء منهم في حيرة وربما شك .
صدقيني : إن الذي يحفظ القرآن دون فهمه أشد خطرا وأكثر ضررا على الناس ممن لا يحفظ القرآن .
ولذلك كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يحفظون 5 أو 10آيات[5] لا يتجاوزونها إلى غيرها حتى يفهموها ويطبقوها.
ولهذا أقول لك : ركزي أختي على حفظ القرآن (وأنت تفعلين ذلك الآن على ما يظهر) ولكن ركزي أكثر على فهمه والتزام أحكامه .
أسأل الله أن يتقبل عملك وأن يثيبك عليه أجزل ثواب .
مع أخلص التحيات وأطيب الأمنيات .
دمت في رعاية الله وحفظه .
والســــــــــــــــــلام عليكم.
[1] ) أن وُجد أني رددت على أحدهم مباشرة فذلك خطأ مني فربما لم أنتبه للقب . أما الرد غير المباشر (كالتعريض) فذاك شأن آخر .
[2] ) هذه الحادثة ـ والله ـ حضرتها بنفسي , كنت يومها في حافلة مع العديد من المسافرين .
[3] ) أخشى عليها أن تكفر بالقرآن وحامليه . أظنها لن تفعل ذلك فإيمانها أقوى من إيمان حافظي القرآن هؤلاء . ولكنها لن تصدق بعد ذلك شيخا أو إماما أو داعية ؟ ستقول : كلهم كذابون مخادعون .
[4] ) غير أني لا أدري هل أنت مصدقة لما أقول أم أن تحمسك الشديد لحفظ القرآن جعلك لا تصدقين ؟
[5] ) لا أدري 5 أو 10 النص ليس عندي الآن . غير أني متأكد أنه موجود .
|