السلام عليكم .
حياك الله أختي الكريمة شروق على هذا الموضوع الهام والذي لن أمل الحديث فيه أو عنه .
ما أود قوله هو أنني رأيت أن أغلب المتدخلين قبلي رأوا أن هناك تلازما أو (تكافؤا منطقيا[1]) بين كون الشخص يحفظ القرآن وبين كونه من أهل القرآن . مع أنه من وجهة نظري لا تلازم إطلاقا .
أقصد أنه قد يكون الشخص من أهل القرآن وهولا يحفظ القرآن كما كان عليه حال أغلبية الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقلة قليلة هم من يحفظ القرآن , ومع ذلك هم أهل القرآن وهم أهله حقا .
وبالعكس قد يكون الشخص يحفظ القرآن وليس من أهله كما نرى اليوم الكثير ممن يحفظون القرآن (وربما يحفظون تفسيره[2] أيضا) ومع ذلك هم أبعد الناس عن أهل القرآن .
فحفظ القرآن لا يُدخِل الشخص في أهل القرآن إذا لم يكن من أهله . كما أن عدم حفظه لا يُخرِج الشخص من أهل القرآن إذا كان هو من أهله.
بقي أنه إذا كان الشخص من أهل القرآن ثم حفظ القرآن أو بعضه فتلك نعمة لا تضاهيها نعمة وفضل لا يدانيه فضل .
ويكفينا لبيان ذلك وتأكيده أن نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه :
"يقال لصاحب القرآن : اقرأ و ارتق (أي في درجات الجنة) و رتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأ بها[3] "
وفي نفس الوقت نتذكر حديث النبيr الذي قال فيه عن أناس: إنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم . معنى الحديث . وهو صحيح في البخاري .
فالعبرة بالاهتداء بنور القرآن والعيش في ظلال آياته وليس بإقامة حروفه أو التغني بكلماته.
أتمنى أني قد وفقت في إبراز ما أردت قوله واستغفر الله من كل خطأ
الســـــــــــــــــــــلام عليكم.