
05-03-2010, 06:34 PM
|
 |
قلم مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة :
|
|
رد: هنا خبر*هنا ألم*هنا حزن*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الكريمة "حنان أحمد" ـ كما سبق وأن ذكرتُ ـ أعجِبت كثيرا بموضوعك الهام, وقد علقتُ عليه بكلمة مختصرة هناك ثم ـ وتكرمًا منكِ ـ أبيتِ إلا أن تعلقي على ما كتبتُه بكلمة أخرى كانت عندي ربما أروع من الموضوع نفسه حيث فصلتِ فيها ما أجملتِه في أول موضوعك.
لقد فصلتِ ووضحت وأقنعت كلَّ من له قلب أو عقل .
وأما من قُد قلبه من صخر أو حديد فلن تملكي أنت ـ ولا أنا ـ له شيئا
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي :
"أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ " فهناك أناس فعلا نزعت من قلوبهم الرحمة وسوف أحدثك عن حادثتين حضرتهما بنفسي قام بهما معلمي وإن لم يمارس شيئا ضدي فهو ضد بعض زملائي :
أولاهما : كان معلمي هذا معه عصا طويلة يمسك طرفها بيده والطرف الآخر وضع فيه بضعة مسامير (حوالي ثلاثة على ما أذكر) ينقر بها رؤوس تلاميذه إذا جاء أحدهم متأخرا أو ضحك أثناء الدرس وما شابه .....
وكم سالت من دماء في ذلك المكان من رؤوس زملائي!
وهذا لم يكن يوما واحدا أو يومين بل استمر لأسابيع أو شهور لم أعد أذكر بالضبط . والله أختي الكريمة لقد وقع هذا فعلا شاهدته بعيني ولم ولن أنساه .
ثانيهما : معلم يضع رجليه أو ركبتيه على التلميذ حتى لا يتحرك وكانت معه ملعقة فجعل يحشوا فمه بالتراب حتى كاد التلميذ ـ والله ـ أن يختنق ويموت .كنا فزعين . نرتجف من شدة الخوف ظنناه سيموت فعلا .
ثالثتهما :المعلم يضرب التلميذ ضربا مبرحا وهو يصرخ ويستغيث
توسل له بالله عز وجل أن يكف عن ضربه فلم يكف , ثم توسل له بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يكف , ثم توسل له بو لي من الأولياء الصالحين[1] الشيخ سيدي (أحمد التجاني )
فلم يكف . وكان وقتها جارٌ قريب يسمع ما يجري فأتى مسرعا ودخل على المعلم بدون إذن وقال له : بماذا تؤمن أنت ؟ لم تؤمن لا بالله ولا بالرسول ولا بالشيخ الولي .
ثم نزع الطفل من يده وخلصه من هذا الوحش الرهيب (وليس المعلم المؤدب)
وكم لدينا من وحوش ! القليل منها فقط علمت به . ولكن قد علمها من لا يخفى عليه شيء , ولا ينسى شيئا "وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا . اقْرَأْ كِتَابَكَ......"
أختي الكريمة :
أرى أن الخطأ هنا يكمن في كوننا حين نهيئ أو نكون المعلم نزوِّده ونشحنه بالمناهج بـــــ(ماذا يُعلِّم) ولكن لا نحدثه عن (كيف يُعلِم).
الوقت ضيق لا يسمح لي بشرح أطول لهذه الفكرة وأتمنى أن تكون واضحة .
وأما حديثك عن الآباء فأمر آخر, وهو أخطر بكثير من الحديث عن المعلم . وقد كتبت سابقا موضوعا له علاقة بهذا الأمر عنوانه: "درس غائب وشعار جميل" لا أدري هل اطلعت عليه أم لا , لذلك سأنقل لك
أنقل لك منه هذه الفقرة[2] :
( يدخل الطفل الى المدرسة ويتلقى عددا لا بأس به من المواد في مختلف المجالات : تربية رياضية , تربية وطنية , تربية فنية , يتعلم كيف يتعامل مع الآلات كيف يتعامل مع الحديد والصخور والأحجار .... الخ
وما إن يتخرج من الجامعة حتى يكون قد تلقى المئات والآلاف من الدروس في كل مادة , ما عدا مادة واحدة لم يتناولها , ودرسا واحدا لم يسمع عنه :التربية الأسريةلم يتعلم كيف يتعامل مع زوجته ومع أبنائه وأسرته.
هذا هو الدرس الغائب كيف يتعامل الإنسان ليس مع الصخور والحديد وإنما مع الإنسان ! وليس أيَّ إنسان وإنما مع شريك حياته!ومع أبنائه؟ نعم كيف يربي أطفاله كيف ينَشّئ جيلا , كيف يكوّن أسرة سعيدة , وليس مجرد أسرة ).......................................
أختي الكريمة أؤكد لك مرة ثانية أنني أعجبت بموضوعك القيم واستفدت منه .
والحمد لله , الحمد لله أنه يوجد في أمتنا مثلك , لأنك تتمتعين بمستوى عال من الوعي وإدراك الواقع . وما عليك إلا نشر هذا الوعي في المجتمع , فالمجتمع ـ صدقيني ـ بحاجة ماسة لأمثالك .
شكرا بارك الله فيك , بارك الله فيك , ونفع بعلمك . الســــــــــــــــــــــــــلام عليكم.
[1] ) في اعتقادهم .
[2] ) وأرجوا أن لا تفهمي أنها ترويج لبضاعتي .
|