[زارع المحبة]

بسم اله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم أحبتي وإخوتي وأخواتي.

ليس من عادتي أن أعجب بموضوع كتبته بنفسي , إلا أن هذا الموضوع أعجبني لدرجة أنني طبعت منه نسخة وعلقتها على جدار غرفتي كي أذكّر نفسي بما قلته لغيري . وقد قلت لهم :

إن الكثير من الفتيان والفتيات قبل الزواج يشاهدون ما يُعرض على شاشات التلفاز من أفلام ومسلسلات تُظهر لهم الحياة الزوجية بصورة مثالية أو أكثر من مثالية .
تُصوِّرها لهم ـ كما يقال ـ طريقا مفروشا بالورود , جنة عدن على الأرض !
وعندما يتزوجان , أعني الفتى والفتاة , يكون كل واحد منهما ينتظر من شريكه أن يحقق له ما كان يراه على الشاشة , فلم يجده ولن يجده لأنه غير موجود أصلا في واقع الحياة , وأما ما كان يراه فليس إلا تمثيل وخيال .
عند ذلك تبدأ الخصومات والاتهامات بالتقصير والنقص والعجز وعدم الاهتمام ............. الخ .

فيا إخوتي ويا أحبتي ويا أعزائي والله إني لكم لناصح . فلا تغتروا بما يُعرض على الشاشات ولا تصدقوا ما يقال هناك .
فوالله إن واقع الممثلين أنفسهم لمختلف عن ذلك تماما تماما , بل إني لا أكون كاذبا ـ إن شاء الله ـ لو قلت لكم إن أسوأ الناس حياة وأشقاهم عيشة هم الممثلون .
قرأت يوما أن إحدى الممثلات التي أعجِب بها الكثيرون من مشاهديها وتعلقوا بها حتى كرهوا لأجلها زوجاتهم[1] , كانت على درجة عالية من السوء والفساد والشقاوة لدرجة أنها تزوجت وطُلِقت أربع مرات, وفي الأخير ماتت منتحرة[2]

هناك حكمة تقول : "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب"
فالمجرب يقول لكم الحياة الزوجية فيها ورود , ورود كثيرة إن نحن انتبهنا إليها وفتحنا أعيننا عليها , ولكن مع الورود بعض الشوك , كما هي طبيعة الحياة .
هل تعرفون شجرة الورد ؟
لمن لا يعرفها هي : ورود وشوك وأوراق[3] .
واللبيب من يستمتع بالورود ويتجنب الشوك ما استطاع.
وكذلكم هي الحياة الزوجية. تستطيع زيادة ورودها , والأهم من ذلك أن تعرف كيف تستمتع بما هو موجود (وهو كثير) .


هذا ما لدي وما أستطيع قوله لكمجازما ودون تردد أوشك . وقد قلتم عني سابقا بأني شكاك وحذِر.

كان من عادتي أن أضع في نهاية الموضوع نقاطا أطرحها للنقاش غير أنني هذه المرة لم أجد , فالأمر ـ على ما يظهرـ من الوضوح بمكان ، لدرجة أنه لا يقبل النقاش.
هل هو كذلك ؟
ختاما : أسأل الله لكم التوفيق والسداد والرشاد .
والســـــــــــــــــلام عليكم.






[1]) لعلكم سمعتم عن الكثير ممن طلق زوجته لأنها لم تكن كالممثلة فلانة .

[2] ) لا أذكر اسمها مع الأسف , فليس لدي اهتمام بالممثلين . ومن يعرفها فليساعدني ـ مشكورا ـ بذكر الاسم

[3] ) ويستطيع المزارع البارع بطرق معروفة أن يزيد من الورود وينقص من الشوك).