
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم إخواني وأحبائي .
أتمنى أن لا أكون قد أكثرت عليكم حتى أصِبتم بالملل , وحتى إن كان شيء من ذلك فاسمحوا لي , فإنها فرصة أريد اغتنامها , فربما لا تعود.
كلنا يعلم أن الله خلق الخلق وجعل طبائعهم مختلفة كاختلاف ألسنتهم وألوانهم وأشكالهم .
ومن تلك الاختلافات اختلافهم في القسوة والليونة , حتى أننا نجد في بعض منهم قسوة مفرطة وفي بعض آخر ليونة مفرطة .
قد تسألني وأي مشكلة في أن بعض الناس قاس و بعضهم لين ؟
فأقول لك تبرز المشكلة حينما يكون هذان المختلفان هما الزوجان أي الأب والأم .
فالأب يريد تطبيق قسوته التي طبع عليها أثناء تربية ابنه , بينما الأم تريد تطبيق ليونتها المطبوعة عليها أيضا في تربية ذاك الابن [1].
وأحيانا يؤدي هذا الاختلاف ـ خاصة إن كان حادا ـ إلى تصادم بينهما.
وأحيانا يؤدي إلى ضياع الابن .
وبعد ذلك يبدأ التلاوم .
الأم تلوم الأب وتتهمه بتضييع الطفل[2] بسبب قسوته وشدته .
بينما الأب يلوم الأم ويتهمها بأنها هي التي أضاعته بشفقتها ودلالها.
أعرف الكثير من الأمهات تحاول إقناع ابنها وإفهامه أن أباه قاس وشديد وعنيف و........حتى يمتلئ قلبه كرها .
كما أن بعض الرجال من يفعل ما يشبه ذلك .
والنتائج تكون كارثية عليهما معا .
قبل أن أفتح لكم المجال للتعليق والنقد والإضافة أود أن أقول:
مهما كان الأب سيئا في نظر الأم ومهما كانت الأم سيئة في نظر الأب فيجب عليهما عدم إخبار الأبناء بذلك.
تلك وصيتي وتلك نصيحتي أقدمها لكم إخواني وأحبابي . فلا تبخلوا أنتم بنصحي وتوجيهي فأني ـ
والله ـ محتاج إلى نصحكم . وأشعر كأني تائه في عمياء أو أخبط خبط عشواء ,
فهل لي إخوة هنا ؟
في الختام تقبلوا تحياتي وأطيب أمنياتي .
والســـــــــلام عليكم .
[1] ) نسبتُ القسوة للأب واللين للأم حسب المشهور, وإلا فأحيانا كثيرة يكون العكس .
[2]) الذي أصبح الآن رجلا.