خلط الأعمال الصالحة بالأعمال السيئة
هذا نوع من التقصيرالخطير الآثم ،وهو من أشد أنواع التقصير في الدين.
وذلك بأن يقوم أصحابه بأداء الوجبات والفرائض، وفي نفس الوقت يرتكبون الحرمات،ويمرحون في الموبقات ،ويمرغون في الآثام،كمن يصلي ويكذب ،أو يحج ويغش أويصوم ويأكل أموال الناس بالباطل،أو يدخل المسجد ويأكل الربا، ويسطوعلى أموال اليتامى...
وهؤلاء على خطر عظيم،لأن تقصيرهم يدل على ازدواج الشخصية،وأنهم لم يستفيدوا من طاعاتهم وعباداتهم في صلاة وصيام وحج وغيرها،أن إيمانهم حبيس زنزانة مغلقة ،وأن أقوالهم لاتتجاوز حناجرهم، وأن أعمالهم الصالحة لاترتفع فوق رؤسهم،وأنها مجرد صورة جوفاء فارغة المضمون والجوهر والمعنى،لأن من يقف بين يدي الله تعالى يأنس بجواره،ويذوق حلاوة الطاعة والإيمان ،لايمكن أن يمارس الظلم والطغيان، ويستحل الغش والإيذاء،ويغش الحرام ،ويجرأ على الزور والبهتان ،ويقدم على المحرمات ،ويفعل مانهى الله عنه،وينطلق لسانه باللدغ والإيذاء والإساءة.
ويظهر أمثال هؤلاء في المجتمع، وقد سقطوا في حومة الرذيلة، فيسيئون إلى أنفسهم وإلى غيرهم،وويشوهون صورة الدين والتدين، ويخلطون العمل الصالح بالعمل الفاسد،وأمرهم يوم القيامة إلى الله والحساب والميزان،وهو مابينه القرآن الكريم صراحة.
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102
وتبقى العدالة الإلهية قائمة ومتمثلة في قول الحق تبارك وتعالى:
فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ{6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ{7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ{8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ{9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ{10} نَارٌ حَامِيَةٌ{11}القارعة
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8} الزلزلة