التلخيص العاشر
· متى ظهرت الأشاعرة ؟
ظهرت الأشعرية بعد سيطرة المعتزلة في القرن الثالث الهجري وهى في الأصل نسبة إلى أبي الحسن الأشعري ظهر بالبصرة وكان أول أمره ى مذهب المعتزلة ثم تركه واستقل عنهم ولقد أصبح الانتساب إلى الأشعري هو ما عليه أكثر الناس في البلدان الإسلامية وانتساب الأشاعرة إليه إنما هو بعد تركه للاعتزال وانتسابه إلى ابن كلاب وهي المرحلة الثانية من المراحل التي مر بها الأشعرية ولم يدم فيها إذ رجع إلى مذهب السلف ولكن بعض الأشاعرة ينتسبون إليه ولكن في مرحلته الثانية ومن انتسب إليه في مرحلته الثالثة فقد وافق السلف.
· من هو أبو الحسن الأشعري ؟
هو علي بن إسماعيل الأشعري ينتسب إلى أبي موسى الأشعرية وهو أحد علماء القرن الثالث تنتسب إليه الأشعري ولد في البصرة سنة 250 هـ وقيل سنة 270 هـ وتوفى سنة 330 هـ تعمق أولا في مذهب المعتزلة وتتلمذ على أبي علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب أحد مشاهير المعتزلة إلا أن الله أراد له الخروج عن مذهبهم والدخول في مذهب أهل السنة والجماعة ومما يذكر عن سيرته أنه كان دائما يتململ من اختلاف الفرق في وقته وينظر فيها بعقل ثاقب فهداه الله إلى الحق واقتنع بما عليه السلف من اعتقاد مطابق لما جاء في القرآن والسنة النبوية فكان له موقف حاسم في ذلك. لقد كان الأشعري إماماً فذاً كثير التأليف واسع الإطلاع محببا إلى الناس ولهذا تجد أن كل طائفة تدعي نسبته إليها.
· ما هي عقيدة الأشعري ؟
علمنا فيما مضى أن الأشعري كان على مذهب المعتزلة ومن العارفين به وأنه أقام عليه مدة أربعين سنة ومما يذكره العلماء عن سيرته ورجوعه عن الاعتزال ومذهب ابن كلاب إلى المذهب الحق أنه مكث في بيته خمسة عشر يوما لا يخرج إلى الناس وفى نهايتها خرج في يوم جمعة وبعد أن انتهى من الصلاة صعد المنبر وقال مخاطبا من أمامه من جموع الناس أني تائب إلى الله ومقلع متصد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم .فعقيدته بعد انضمامه لأهل الحق هي على قوله في كتابه باب في إبانة قول أهل الحق والسنة :
عقيدته كما بينها في كتابه " الإبانة": نقر بالله وملائكته وكتبه ورسوله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبه ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن الله استوى على عرشه كما قال:" الرحمن على العرش استوى " ونثبت له أن له وجها وأن له يدين بلا كيف وأن له عينا بلا كيف وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا وأن لله علما ونثبت له أيضاً السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج. وأن كلام الله غير مخلوق وإنه لم يخلق شيئا إلا وقد قال له: كن فيكون .
وإن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظر إليهم وأصلحهم وهداهم وأضل الكافرين ولم يهدهم ولم يلطف بهم بالإيمان كما زعم أهل الزيغ والطغيان.
وغيرها من عقيدة السلف رحمهم الله جميعا.ً
· من أشهر زعماء الأشعرية الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري ؟
لقد انتسب إلى الأشعري جماعة من المشاهير كان لهم الباع الطويل في تحرر المذهب الذي ينتسبون إليه إلا إنهم لم يكونوا على طريقة أبي الحسن الأشعري والمتقدمين من أصحابه في إثبات الصفات. وهم :
- أبو بكر الباقلاني المتوفي سنة 403 هـ.
- البيضاوي المتوفي سنة 701 هـ.
- الشريف الجرجاني المتوفي سنة 816 هـ.
- الإمام الجويني (الأب)، وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى سنة 438 هـ.
- ابنه إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف المتوفى سنة 478 هـ. والجويني نسبة إلى بلدة في فارس تسمى " جوين" وقد سمي إمام الحرمين، لأنه مكث أربع سنوات ثم عرج على المدينة المنورة وكان يدرس فيهما ويناظر.
- الغزالي أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي الملقب حجة الإسلام توفى سنة 505 هـ وهو ينسب إلى طوس.
- أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستاني ولد سنة 467 هـ وتوفى سنة 548 هـ.
- أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني، الرازي المولد، الملقب فخر الدين، المعروف بابن الخطيب، الفقيه الشافعي.
وأما قدماء الأشاعرة الذين كانوا على مذهب أبي الحسن الأشعري في إثبات صفات الله تعالي فمنهم الباقلاني أبو بكر محمد بن الطيب والطبري أبو الحسن الطبري والباهلي أبو عبد الله بن مجاهد وهؤلاء مشوا على الطريقة السلفية في باب الصفات ولكن من جاء بعدهم ممن ينتسب إلى الأشعري تركوا طريقتهم وأولوا الصفات تأويلات باطلة ومنهم من رجع أخيراً إلى مذهب السلف وذموا ما كانوا عليه من الانحراف وهم بعض من قدمنا أسماءهم فيما يذكر عنهم عند وفاتهم.
· ما موقف الأشاعرة من صفات الله تعالى ؟
وقف الأشاعرة بالنسبة للإيمان بصفات الله تعالى موقفا مضطربا مملوءا بالتناقض ولم يتمكنوا من الدخول في المذهب السلفي كاملا إذ وافقوا السلف في جانب وخالفوهم في جانب آخر ونفس المسلك هذا أيضا تم مع مذهب المعتزلة فقد وافقوهم في جانب وخالفوهم في آخر.
فذهب الأشاعرة إلى تقسيم الصفات الإلهية إلى صفات نفسية راجعة إلى الذات أي إلى وجود الله تعالى ذاته وإلى صفات سلبية واختاروا لها خمسة أقسام وحدانية الله تعالى والبقاء والقدم ومخالفته عز وجل للحوادث وقيامه عز وجل بنفسه وسموها سلبية لأن كل صفة منها تسلب في إثباتها كل ما يضادها أو كل ما لا يليق بالله تعالى .كما يقسمون الصفات كذلك إلى سبعة أقسام يسمونها " صفات المعاني " وهى الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر وهذه الصفات يثبتونها لله تعالى صفات ذاتية لا تنفك عن الذات يؤمنون بها كما يليق بالله تعالى ويسمونها أحيانا الصفات الذاتية والوجودية.
وقد قسموا الصفات الثابتة لله تعالى إلى قسمين:
- صفات ذاتية: وهى التي لا تنفك عن ذات الله تعالى كالعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام.
- صفات فعلية: وهى التي تتعلق بمشيئته وقدرته بمعنى إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها كالاستواء على العرش والنزول والمجيء إلى أخره.
وبعض الصفات تجمع الأمرين فتكون ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر مثل صفة الكلام فهي ذاتية باعتبار أن الله تعالى لم يزل ولا يزال يتكلم لا تنفك عن ذاته هذه الصفة وهى فعلية باعتبار أن الله يتكلم حسب مشيئته.
وأيضاً قسموا الصفات الثابتة لله تعالى إلى:
- صفات عقلية: ثبتت بالنص وبالعقل أيضاً كالعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة والبقاء والحياة والقدرة والوجود والوحدانية.
- صفات خبرية: وهى التي ثبتت بالخبر "السمع" دون النظر إلى ثبوتها بالعقل كالاستواء والنزول والوجه واليدين.
وهذه الصفات تشمل الصفات الفعلية الاختيارية المتعلقة بمشيئة الله تعالى كالنزول والاستواء والرضا والغضب والإتيان والمجيء والفرح والسخط.
وينبغي الحذر ممن يزعم أن الأشعري قد ترك المذهب السلفي ورجع عنه وكون مذهبا وسطا ليس هو على طريقة المعتزلة ولا هو على طريقة أهل السنة أصحاب الحديث وأن كتابه الإبانة كان على طريقة هؤلاء بينما اللمع هو آخر ما كتبه وقد استقر عليه كما يزعم هؤلاء.
وحينما يذهب الأشاعرة إلى إثبات السبع الصفات وهى الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة لله سبحانه وتعالى كما يليق به تعالى من أنه حي بحياة وعليم بعلم وقدير بقدرة وغيرها ثم يردون بقية الصفات الأخرى ويؤولونها تأويلات بعيدة عن حقيقتها إنما يسلكون مسلكا متناقضا لا مبرر له يلزمهم أن يثبتوا بقية الصفات الخبرية من الرحمة والغضب والفرح والضحك والمجيء والنزول لأنها ثابتة لله تعالى كما جاء في كتابه الكريم على ما يليق بالله تعالى دون أن يلحظ فيها المشابهة بخلقه لا في علمه ولا في رحمته فإن الذي يلحظ في إثبات صفة الفرح أو الرحمة بخلقه يلزمه أن يلحظ المماثلة بخلقه في إثبات السمع والبصر والحياة أيضاً وإلا كان تفريقا بلا دليل فيجب أن يثبتوا كل الصفات السمعية على حد سواء وأن ينزهوا بعد ذلك في كل صفة. وأما إجابتهم لمن نازعهم وألزمهم بالإلزام السابق بأن تلك الصفات السبع دل عليها العقل بخلاف ما عداها فهو قول غير صحيح وحجة غير مقبولة وهو قول في مقابلة النصوص وتقديم العقل على النقل ليس بتسليم للنصوص ورضا بها وإذعانا لله تعالى فيها.وقد وقعوا في التناقض حينما ينفون بعض الصفات على أساس أن إثباتها يستلزم مشابهة الله بخلقه لأن المخلوق هو الذي يوصف بتلك الصفات ولكنهم لا يجعلون هذه قاعدة عامة في إثبات السبع الصفات على ما يليق بالله حتى وإن وجد مفهوم الاشتراك فيها بين الله وبين خلقه فإن هذا الاشتراك لا يوجب المماثلة وقولهم إن الاشتراك في تلك الصفات لا يوجب المماثلة كلام صحيح لكنهم لا يجرونه في كل الصفات فلزمهم التناقض والتفريق بين المتماثلات ومن هنا ألزمهم المعتزلة أن ينفوا الصفات كلها.
وقد هدى الله السلف فآمنوا بكل ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه سلم ونفوا عنه كل ما نفاه وأثبتوا له كل ما أثبته بلا تنطع ولا تأويلات باطلة وقولهم المأثور " هذه الصفة معلومة وكيفيتها مجهولة والسؤال عنها بدعة " .
· من هو مؤسس الماتريدية ؟
تنتسب هذه الطائفة إلى أحد علماء القرن الثالث الهجري وهو محمد بن محمد بن محمود المعروف بأي منصور الماتريدي ولد في ما تريد وهى من بلدان سمرقند فيما وراء النهر ولا يعرف سنة مولده وقد توفى سنة 333 هـ . تلقى علوم الفقه الحنفي والكلام على أحد كبار علماء ذلك العصر وهو نصر بن يحيى البلخي المتوفى سنة 368 هـ وغيره من كبار علماء الأحناف كأبي نصر العياض وأبي بكر أحمد الجوزجاني وأبي سليمان الجوزجاني حتى أصبح من كبار علماء الأحناف كانت له مناظرات ومجادلات عديدة مع المعتزلة في الأمور التي خالفهم فيها وقد اتحد في الهدف مع الأشعري في محاربة المعتزلة وكان معاصراً له وأما في العقائد فكان على اتفاق مع ما قرره أبو حنيفة في الجملة مع مخالفته في أمور وله مؤلفات كثيرة في مختلف الفنون منها بيان وهم المعتزلة / تأويلات أهل السنة / الدرر في أصول الدين / الرد على تهذيب الكعبي في الجدل / عقيدة الماتريدية / كتاب التوحيد وإثبات الصفات / كتاب الجدل / مأخذ الشرائع في أصول الفقه / المقالات. وكان يلقب فيما وراء النهر بإمام السنة وبإمام الهدى وقد وقف في وجه المعتزلة الذين كانوا فيما وراء النهر إلا أنه كان قريبا منهم في النظر إلى العقل ولم يغل فيه غلوهم بل اعتبره مصدرا أخر إضافة إلى المصدر الأساسي وهو النقل مع تقدم النقل على العقل عند الخلاف بينهما إلا أنه يعتبر معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع وإن الله يعاقبه على عدم هذه المعرفة.
· ما أهم آراء الماتريدي ؟
1- لا يرى الماتريدي مسوغا للتقليد بل ذمه وأورد الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى وجوب النظر والاستدلال.
2- يرى لزوم النظر والاستدلال في نظرية المعرفة وأنه لا سبيل إلى العلم إلا بالنظر وهو قريب من آراء المعتزلة.
3- يوافق في الاعتقاد في أسماء الله السلف ويرى أن أسماء الله توقيفية فلا نطلق على الله أي اسم إلا ما جاء به السمع إلا أنه يؤخذ على الماتريدية أنهم لم يفرقوا بين باب الإخبار عن الله وبين باب التسمية فأدخلوا في أسمائه ما ليس منها كالصانع والقديم والشيء، والسلف يخالفونهم في هذا.
4- يرى أن المؤمنين يرون ربهم والكفار لا يرونه ويخالف الأشعري في أن الماتريدي يرى أن الأدلة على إمكان رؤية الله تعالى عقلا غير ممكنة بينما يستدل عليها أبو الحسن الأشعري بالعقل إلا أنهم خالفوا السلف فنفوا المقابلة والجهة مطلقاً وذلك بسبب نفيهم عن الله علو الذات كما أن إثباتهم للرؤية ونفى الجهة والمقابلة فيه تناقض فإن الله تعالى يرى في جهة العلو.
5- هو أقرب ما يكون إلى السلف في سائر الصفات فهو يثبت الاستواء على العرش وبقية الصفات دون تأويل لها ولا تشبيه أي في الصفات التي تثبت عند الماتريدية بالعقل لكنهم يؤولون ما عداها.
6- في القضاء والقدر: هو وسط بين الجبر والاختيار فالإنسان فاعل مختار على الحقيقة لما يفعله ومكتسب له وهو خلق لله حيث يخلق للإنسان عندما يريد الفعل قدرة يتم بها وهذه القدرة يقسمها إلى قسمين:
- قدرة ممكنة: وهى ما يسميها لسلامة الآلات وصحة الأسباب.
- قدرة ميسرة: زائدة على القدرة الممكنة وهى التي يقدر الإنسان بها على الفعل المكلف به مع يسر تفضلاً من الله تعالى.
7- يقول الماتريدي بخلق أفعال العباد وهو يفرق بين تقدير المعاصي والشرور والقضاء بها وبين فعل المعاصي فالأول من الله والثاني من العبد بقدرته واختياره وقصده ويمنع أبو منصور من إضافة الشر إلى الله وهذا معروف عن السلف أما تقسيمه القدرة وجعل العبد فاعلاً باختياره وقصده وقدرته من وجه ولو كان الله هو الفاعل من وجه آخر فيه حيد عن مذهب السلف في ذلك.
8- في مسائل الإيمان: لا يقول بالمنزلة بين المنزلتين ولا يقول بخروج مرتكب الكبيرة عن الإسلام ويرى أن الإيمان هو التصديق بالقلب دون الإقرار باللسان ومن هنا يفترق الماتريدي عن السلف وعنده لا يجوز الاستثناء في الإيمان لأن الاستثناء يستعمل في موضع الشكوك والظنون وهو كفر وأهل السنة قالوا بجواز الاستثناء في الإيمان لأنه يقع على الأعمال لا على أصل الإيمان أو الشك في وجود الإيمان.
· ما المسائل التي اختلفوا فيها بين الماتريدي والأشعري ؟
1- مسألة القضاء والقدر: فقال الماتريدية إن القدر هو تحديد الله أزلاً كل شيء بحده الذي سيوجد به من نفع وما يحيط به من زمان ومكان. والقضاء الفعل عند التنفيذ. قال الأشاعرة إن القضاء هو الإرادة الأزلية المقتضية لنظام الموجودات على ترتيب خاص. والقدر تعلق تلك الإرادة بالأشياء في أوقاتها المخصوصة.أي أن الأشاعرة يرون أن المحبة والرضى والإرادة بمعني واحد بينما يرى الماتريدية أن الإرادة لا تستلزم الرضى والمحبة.
2- اختلفوا في أصل الإيمان: فذهب الماتريدية إلى أنه يجب على الناس معرفة ربهم ولو لم يبعث فيهم رسولا بينما ذهب الأشعرية إلى أن هذه المعرفة واجبة بالشرع لا بالفعل كما تعتقد الماتريدية وذهب الأشاعرة إلى عدم وجوب الإيمان وعدم تحريم الكفر قبل بعثه الرسل.
3- اختلفوا في صفة الكلام: فترى الماتريدية أن كلام الله لا يسمع وإنما يسمع ما هو عبارة عنه بينما يرى الأشاعرة جواز سماع كلام الله تعالى.
4- اختلفوا في زيادة الإيمان ونقصانه وشرطه.
5- اختلفوا في المتشابهات.
6- اختلفوا في النبوة هل يشترط فيها الذكورة فجعلها الماتريدية شرطاً ونفى ذلك الأشاعرة واحتج هذا الفريق بقوله تعالي:"وأوحينا إلى أم موسى" ورد الفريق الأول بأن الإيحاء هنا بمعناه الواسع وهو الإلهام.
7- اختلفوا في التكليف بما لا يطاق: فمنعه الماتريدية وجوزه الأشاعرة.
8- اختلفوا في الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى: فأثبتتها الماتريدية ونفتها الأشاعرة.
9- اختلفوا في التحسين والتقبيح: فقال به الماتريدية وأن العقل يدركهما ومنع الأشاعرة ذلك قالوا إنما يتم التحسين والتقبيح بالشرع لا بالعقل.
10- اختلفوا في إيمان المقلد: فجوزته الماتريدية بينما منعه الأشاعرة واشترطوا أن يعرف المكلف كل مسألة بدليل قطعي عقلي .
11- اختلفوا في معنى كسب العباد لأفعالهم: بعد اتفاقهم جميعا على أن أفعال العباد كلها مخلوقة لله تعالى فعند الماتريدية يجب التفريق بين المؤثر في أصل الفعل والمؤثر في صفة الفعل فالمؤثر في صفة الفعل قدرة الله تعالى والمؤثر في صفة الفعل قدرة العبد وهو كسبه واختياره. وعند الأشاعرة إن أفعال العبد الاختيارية واقعة بقدرة الله وحدها وليس للعبد تأثير فيها بل أن الله يوجد في العبد قدرة واختياراً يفعل بهما إذا لم يوجد مانع فالفعل مخلوق لله والعبد مكتسب له.
|