رد: نبذة عن فرقة المرجئة
قيل: إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
· اذكر أهم عقائد الجهمية ؟
1 - إنكار جميع الأسماء والصفات لله عز وجل :
فقد أنكروها بحجج واهية وتأويلات باطلة منها :
- أن إثبات الصفات يقتضي أن يكون الله جسماً لأن الصفات لا تقوم إلا بالأجسام لأنها أعراض والأعراض لا تقوم بنفسها.
- إرادة تنزيه الله تعالى.
- أن وصف الله تعالي بتلك الصفات التي ذكرت في كتابه الكريم أو في سنة نبيه العظيم يقتضي مشابهة الله بخلقه
· ما الرد على هذه الشبه ؟
- مما يدركه طلاب العلم أن الله عز وجل وصف نفسه في كتابه الكريم ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم بصفات تعرف معانيها ولا تدرك كيفياتها وقد وقف السلف من الصحابة الكرام إلي وقتنا الحاضر إزاء هذه الصفات يتلخص في كلمات يسيرة ومعان واضحة ألا وهو الإيمان التام بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاءت به النصوص من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف يقولون عن كل صفة الصفة معلومة والكيف مجهول والسؤال عنها بدعه ولم يتنطعوا تنطع المشبهة ولم يسلكوا مسالك المعطلة لأنهم على معرفة تامة أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات فلا يصفون ذاتاً غير مدركة الماهية بصفات تكيفها لأن هذا هو القول على الله بغير علم وهذه دلالة على قوة ذكائهم و صفاء عقولهم لأنهم يعرفون بداهة أن الاشتراك في التسمية لا يوجب الاشتراك والمماثلة في الذات.
إن تنزيه الله عز وجل لا يمكن أن يكون بسلب صفاته وما تدل عليه من العظمة والكمال، إنه من الإجرام أن ينزه الله عن ما تمدح به: ]قل أأنتم أعلم أم الله [. إن التنزيه الصحيح إنما يكون في إثبات الصفة في أعلى كمالها؛ لأن الكمال المطلق لا يوصف به أحد غير الله تعالي.
2- القول بالجبر والإرجاء:
لقد كان الجهم بن صفوان مؤسساً حقيقياً لكثير من الشبهات في الدين ومؤججاً لكثير من الفتن بين المسلمين بفعل من جاء بعده ممن راقت في نظره آراء جهم ويظهر الإرجاء عند الجهمية في تلك الآراء التي نادى بها الجهم ومن أهمها عدم اعتبار العلم من الإيمان فإن الإيمان وحقيقته في نظرهم إنما هو مجرد الإقرار بالقلب ولا قيمة للعمل في الإيمان ولهذا سارع أصحاب الفسق والاستهتار بالقيم إلى التمسك بهذا المذهب لأنه يساير رغباتهم ويثبت لهم الإيمان بغض النظر عن جميع المعاصي التي يرتكبونها فهم مؤمنون كاملو الإيمان بالمفهوم الجبري والإرجائي فهم لا يمكن أن يطلقوا الكفر على أحد بسبب ترك الأعمال التي أمر الله بها بل لا يتجاسرون على إطلاق الكفر إلا إذا لم يقر بقلبه حسب زعمهم وقد قام أساس إرجاء الجهمية على موقفهم من حقيقة الإيمان وأنه المعرفة فقط وأنه كذلك لا يزيد ولا ينقص ومن العمل وأنه لا صله له بالإيمان ومن مرتكب الكبيرة وأن الذنوب لا تعلق لها بالإعتقاد وإنما هي تابعة للأعمال وبالتالي فلا أثر لها على الإيمان الذي في القلب فهونوا المعاصي وشجعوا علي الركون إلي الكسل والخمول في العبادات.
وأما الجبر فمعناه إسناد ما يفعله الشخص من أعمال إلى الله عز وجل وأن العبد لا قدرة له البتة على الفعل وإنما هو مجبور على فعله وحركته في الفعل بمثابة حركة النباتات والجمادات ومن هنا فإنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة لأن العبد مجبور على فعله لا حول له ولا قوة.
3- إنكار الجهمية الصراط:
الصراط من الأمور الغيبية التي أعدها الله في يوم القيامة وقد ثبت في الشرع بأحاديث صحيحة إضافة إلى قول الله عز وجل: ] وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما ًمقضياً[
الصراط المراد به ما ثبت في السنة النبوية أنه جسر ممدود على متن جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف يعبره الخلائق بقدر أعمالها إلي الجنة فمنهم من يجتازه ومنهم من يقع فيه.وإنكار الجهمية وغيرهم للصراط ليس لهم ما يتمسكون به إلا شبهات باطلة واستبعاد له ظانين أن استبعاده في عقولهم يصح أن يكون دليلاً على إنكاره وبغض النظر عن سرد تلك الشبهات فإن النتيجة واحدة وهي إنكار الصراط ويكفي في الرد عليهم أن يقال لهم إنكم تردون أقوال نبيكم صلى الله عليه وسلم بمحض الهوى والشبهات وليس لكم أي دليل ومن رد أقوال النبي صلى الله عليه وسلم بعد صحة ثبوتها فلا ريب في خسرانه ومفارقته طريق المؤمنين0
4_ إنكار الجهميه للميزان:
الميزان من أمور الآخرة الغيبية التي يجب الإيمان بها وقد أنكرته الجهمية والمراد به في الاصطلاح الشرعي الميزان الذي أخبر الله تعالى عنه في كثير من آيات القرآن الكريم إجمالاً وجاءت السنة النبوية فبينته وهو ميزان حقيقي له لسان وكفتان توزن به أعمال العباد خيرها وشرها يظهره الله في يوم القيامة لإظهار مقادير أعمال الخلق وقد أجمع المسلمون على القول به واعتقاده. وجاء ذكره في القرآن الكريم في أكثر من آية تنويهاً بعظمه وأهميته قال تعـالــى: ] ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين [ كما وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة فيها بيان ثبوت الميزان وصفاته وما الذي يوزن فيه هل هو العامل فقط أو العمل فقط أو العامل والعمل أو صحف الأعمال قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" .
وقد ذهبت الجهمية وغيرهم من أهل البدع إلى إنكاره بلا دليل لأنه في زعمهم يستحيل وزن الأعراض كما أنكروا أن يكون هناك ميزان حقيقي له كفتان ولسان معرضين عن النصوص الثابتة.
5- قول الجهمية بفناء الجنة والنار:
اقتضت حكمة الله تعالى أن يوجد الجنة وأن تكون دار أوليائه إلى الأبد وأن يوجد النار وتكون دار أعدائه إلى الأبد خلقهما الله وكتب لهما البقاء الأبدي بإبقاء الله تعالى لهما وهذا هو الثابت في الشريعة الإسلامية. وخالفت الجهمية وجاءوا بأفكار ومعتقدات ما أنزل الله بها من سلطان ولم يكن لهم ما يستدلون به على إنكارهم ذلك إلا مجرد الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا وصاروا يشنعون على السلف أهل الحق ما يعتقدونه في وجود الجنة والنار الآن ودوامهما في المستقبل. لقد زعم الجهم وأتباعه أن الجنة والنار ستفنى بحجة أن ما لا نهاية له من الأمور الحادثة المتجددة بعد أن لم تكن يستحيل حسب زعمه أنها تبقى إلى ما لا نهاية ولم يتصور أن بعض الأشياء التي شاء الله البقاء أنه يمتنع فناؤها ولا يوجد له من الأدلة إلا ما قاله أهل الكلام حينما أرادوا الاستدلال حسب عقولهم على حدوث الأجسام حين قالوا: كل جسم حادث لا بقاء له، فالأجسام حادثة وكل ما قبل الحدوث فهو حادث والعالم قبل الحدوث فهو حادث. وقد جاءت السنة بتأكيد ثبوت وجود الجنة والنار الآن ودوامهما في المستقبل في أحاديث كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم: " من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ".
وعقائد أخرى بشكل إجمالي :
1- إنكار رؤية الله تعالى .
2- إنكار عذاب القبر .
3- نفي أن يكون الله متكلماً بكلام يليق بجلاله والقول بأن القرآن مخلوق .
4- أن الإيمان هو المعرفة بالله .
· ما الحكم على الجهمية ؟
يتورع السلف كثيرا عن إكفار أي جماعة أو شخص ويرهبون إطلاق التكفير فلا يتسرعوا فيه كما تفعل الفرق المبطلة في تكفير الناس أو في تكفير بعضهم بعضا أيضا فقد ذهب كثير من علماء السلف إلى تكفير الجهمية وإخراجهم من أهل القبلة ومن هؤلاء الإمام الدارمي أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي لأمور منها :
- بدلالة القرآن الكريم حيث أخبر عن قريش قالوا عن القرآن: " إن هذا إلا قول البشر " أي مخلوق وهو نفسه قول الجهم بخلقه .
- ومن الأثر ما ورد عن علي وابن عباس في قتلهم الزنادقة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه " والجهمية أفحش زندقة وأظهر كفرا منهم.
- قال الدارمي: " ونكفرهم أيضا بكفر مشهور " ثم ذكر من ذلك قولهم بخلق القرآن وتكذيبهم لما أخبر الله تعالى أنه يتكلم متى شاء وكلم موسى تكليما، وهؤلاء ينفون عنه صفة الكلام فيجعلونه بمنزله الأصنام التي لا تتكلم
كما أورد الدارمي جملة من أسماء الذين حكموا بكفر الجهمية صراحة ومنهم: سلام بن أبي مطيع وحماد بن زيد ويزيد بن هارون وابن المبارك ووكيع وحماد بن أبي سليمان ويحي بن يحيى وأبو توبة الربيع ابن نافع ومالك بن أنس.
· متى نشأت فرقة المعتزلة ؟
المعتزلة فرقة ظهرت في الإسلام في القرن الثاني الهجري ما بين سنة 105 وسنة 110هـ بزعامة رجل يسمي واصل بن عطاء الغزال نشأت هذه الطائفة متأثرة بشتى الاتجاهات الموجودة في ذلك العصر وقد أصبحت المعتزلة فرقة كبيرة تفرعت عن الجهمية في معظم الآراء ثم انتشرت في أكثر بلدان المسلمين انتشارا واسعا .
وهناك روايات يذكرها الباحثون في كيفية نشأة المعتزلة:
- إذ يرى بعض العلماء أن أصل بدء الاعتزال كان في زمن الخليفة الراشد علي رضى الله عنه حينما اعتزل جماعة من الصحابة كانوا معه السياسة، وتركوا الخوض في تلك الخلافات التي نجمت بين علي ومعاوية رضى الله عنهما وهذا القول باطل لا صحة له .
- ويرى أكثر العلماء أن أصل بدء الاعتزال هو ما وقع بين الحسن البصري وواصل بن عطاء من خلاف في حكم أهل الذنوب.
وقد ظهر قرن الاعتزال بمبادئه المعروفة من البصرة التي كانت مسكنا للحسن البصري ثم انتشر في الكوفة وبغداد ومنها إلى شتى الأقطار والآفاق.
· ما أسماء المعتزلة وما سبب تلك التسميات ؟
1. المعتزلة : ويرجع سبب التسمية إلى اعتزال أول زعيم لهم وهو واصل ابن عطاء الغزالي إلى حلقة الحسن البصري حينما ألقي رجل سؤالا عن مرتكبي الذنوب فبادر واصل إلى الجواب قبل أن يجيب الحسن ومن هنا تطور الأمر إلى اعتزال واصل ومن معه حلقة الحسن البصري فسموا معتزلة على سبيل الذم من قبل المخالفين لهم.
2. المعتزلة جهمية : للاتفاق بين المعتزلة والجهمية في المسائل العقدية ولسبق الجهمية في الظهور وذلك لأن المعتزلة هم الذين احيوا آراء الجهمية في مبدأ ظهورهم. فالجهمية أعم من المعتزلة فكل معتزلي جهمي وليس كل جهمي معتزلياً.
3. القدرية: بسبب موافقتهم القدرية في إنكار القدر وإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم، وهم لا يرضون بهذا الاسم ويرون أنه ينبغي أن يطلق على الذين يقولون بالقدر خيره وشره من الله تعالى لا عليهم لأنهم لا يقولون بذلك بل يقولون بأن الناس هم الذين يقدرون أعمالهم.
4. الثنوية والمجوسية: وهم ينفرون من هذا الاسم والذي حمل المخالفين لهم على تسميتهم به هو مذهب المعتزلة نفسه الذي يقرر أن الخير من الله والشر من العبد وهو يشبه مذهب الثنوية والمجوس الذي يقرر وجود إلهين أحدهما للخير والآخر للشر.
5. الوعيدية: وهو ما اشتهروا به من قولهم بإنفاذ الوعد والوعيد لا محالة وأن الله تعالى لا خلف في وعده ووعيده فلابد من عقاب المذنب إلا أن يتوب قبل الموت.
6. المعطلة : وهو اسم للجهمية أيضا ثم أطلق على المعتزلة لموافقتهم الجهمية في نفي الصفات وتعطيلها وتأويل ما لا يتوافق مع مذهبهم من نصوص الكتاب والسنة .
· ما الأسماء التي يحبون أن تطلق عليهم ؟
1. المعتزلة : وقد سبق أنه اسم ذم وهو كذلك إلا أن المعتزلة حينما رأوا ولع الناس بتسميتهم به أخذوا يدللون على أنه اسم مدح بمعنى الاعتزال عن الشرور والمحدثات واعتزال الفتن.
2. أهل العدل والتوحيد أو "العدلية ": والعدل عندهم يعنى نفي القدر عن الله تعالى أو أن تضاف إليه أفعال العباد القبيحة والتوحيد عندهم يعنى نفى الصفات عن الله تعالى وتسميتهم بالعدلية اسم مدح اخترعوه لأنفسهم.
3. أهل الحق: لأنهم يعتبرون أنفسهم على الحق ومن عداهم على الباطل.
4. الفرقة الناجية: لينطبق عليهم ما ورد في فضائل هذه الفرقة.
5. المنزهون الله : لزعمهم حين نفوا الصفات أنهم ينزهون الله وأطلقوا على من عداهم وخصوصا أهل السنة أسماء جائرة كاذبة مثل: القدرية – المجيزة – المشبه – الحشوية – النابتة.
· من هو سلطان المعتزلة ؟
عندما عظم أمر المعتزلة واشتدت شوكتهم وقوى ساعدهم استطاعوا اختطاف الخليفة العباسي المأمون إلى جانبهم وحجبوا عنه كل فكر يخالف فكرهم، ووقع في يد أحمد بن ابي دؤاد ومن ثم ناصر المعتزلة بكل ما لديه من قوة بل وأراد حمل كافة الناس على اعتناق المذهب المعتزلي ورغب الناس فيه ورهبهم من تركه.
· ما الاتفاق بين المعتزلة والقدرية ؟
اتفقا في أهم مسائل العقيدة وهى القدر وموقف الإنسان حياله فذهبت المعتزلة والقدرية إلى القول بأن الله تعالى غير خالق لأفعال الناس بل الناس هم الذين يخلقون أفعالهم بأنفسهم وليس لله تعالى أي صنع في ذلك ولا قدرة ولا مشيئة ولا قضاء. وهذا تكذيب لله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام.
· من هم مشاهير المعتزلة القدرية الجهمية ؟
1- بشر بن السري 2- ثور بن زيد المدني
3- ثور بن يزيد الحمصي 4- حسان بن عطية المحاربي
5- الحسن بن ذكوان 6- داود بن الحصين
7- زكريا بن إسحاق 8- سالم بن عجلان
9- سلام بن عجلان 10- سلام بن مسكين
· اذكر أهم عقائد المعتزلة ؟
1 - اختلفوا في المكان لله تعالي:
- فذهب بعضهم "جمهورهم "إلى أن الله تعالى في كل مكان بتدبيره.
- وذهب آخرون إلى أن الله تعالى لا في مكان بل هو على ما لم يزل عليه.
2- ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء في قول الله تعالي: "الرحمن على العرش استوى".
3- اجمعوا على أن الله لا يرى بالأبصار.
4- اختلفوا في صفة الكلام لله تعالى:
- فذهب بعضهم إلى إثبات الكلام لله تعالي.
- وذهب بعضهم إلى إنكار ذلك.
· ما أبرز سمات فرقة المعتزلة ؟
1- إنكارهم الصفات وتعطيلها.
2- أنهم بنوا آراءهم ومعتقداتهم في أصول خمسة، لا يسمي الشخص معتزلياً إلا إذا حققها واعتقد صحتها.
· ما هي الأصول الخمسة للمعتزلة ؟
أ - التوحيد:
فإنهم يقصدون به صفات الله عز وجل وما يجب لله تعالي وما لا يجب في حقه وقد حرص المعتزلة على إنكار صفات لله تعالى بحجة أن إثباتها يستلزم تعدد القدماء وهو شرك على حد زعمهم لأن إثبات الصفات يوحي بجعل كل صفة إلها والمخرج من ذلك هو نفى الصفات وإرجاعها إلى ذات الباري تعالي فيقال عالم بذاته قادر بذاته وبذلك يتحقق التوحيد في نظرهم.
· ما الرد عليهم ؟
إن مذهب السلف في تقرير صفات الله عز وجل في أتم وضوح فإن السلف رحمهم الله يثبتون صفات الله عز وجل كما جاءت في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل مع معرفتهم بمعانيها وتوقفهم في بيان كيفيتها لأنهم يؤمنون بأن الكلام في صفة كل شيء فرع عن تصور ذاته والله عز وجل له ذات لا تشبه الذات ولا يعلم أحد كيفيتها وصفاته كذلك ثابتة على ما يليق بذاته جل وعلا.
المراد بالعدل عندهم ما يتعلق بأفعال الله عز وجل التي يصفونها كلها بالحسن ونفي القبح عنها بما فيه نفي أعمال العباد القبيحة عن الله عز وجل رضاء وخلقا لأن ذلك يوجب نسبة الفعل القبيح إلى الله تعالى وهو منزه عن ذلك لأن الله
|