الموضوع: معركة الفرقان
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 27-12-2009, 10:22 AM
الصورة الرمزية قسامية غزه
قسامية غزه قسامية غزه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: هناك في جامعتي.....بين كتبي وأوراقي
الجنس :
المشاركات: 3,882
الدولة : Palestine
افتراضي رد: معركة الفرقان

-إدامة تعرض المجتمعات (المدنية) الصهيونية في جنوب ووسط الكيان لضربات صاروخية طوال العملية دون وجود دفاع صاروخي صهيوني في المقابل، الأمر الذي يمثل تكرارا لما حدث في حرب لبنان الثانية عام 2006م، وهدراً لعقيدة (بن غريون) المقدسة في حماية المجتمع المدني الصهيوني زمن الحرب.
- توسيع دائرة الخطر الصاروخي لتشمل أعداداً سكانية وأهدافاً إستراتيجية حيوية لم تكن تدرك أجهزة الاستخبارات الصهيونية إدراجها في هذه الدائرة.
- استمرار فصائل المقاومة الفلسطينية في إنزال الضربات الصاروخية تجاه الأهداف الصهيونية حتى بعد التوقف الأحادي الصهيوني من جانب واحد لإطلاق النار.
- إعلان حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية وقفاً أحاديا مماثلاً للنار بعد 13 ساعة كاملة من الوقف الأحادي الصهيوني.
- إدراك الزعامات الصهيونية أن مستوى القتل والدمار الذي لحق بالطرف الفلسطيني خاصة تجاه المجتمع المدني منه سيدفع إلى تجنيد تدفقات بشرية ضخمة لصالح حركات المقاومة الفلسطينية والأخطر لصالح جماعات جهادية متطرفة قد تشرع قريباً في شن عملياتها تجاه المصالح الصهيونية على المستويين الإقليمي والعالمي.
غزة .. عملية " الرصاص المصهور" :
عملية وضعت خطوطها العامة منذ عامين وعلى نحو خاص عقب انتهاء حرب لبنان الثانية صيف العام 2006 وراجع خطوطها العامة تلك الرئيس الأمريكي في زيارة الخمسين ساعة الشهيرة للمنطقة في يناير العام الماضي 2008م، آنذاك تسرب قدر من التفاصيل التي خرجت للعلن في فبراير الماضي والتي نفذ الكثير منها على نحو لا تخطئه عين في تلك العملية العسكرية الأخيرة. وهناك تفاصيل أخرى القادم من الأيام سيكشفها، سيكون بعضها مثيراً والغالب انه سيكون بنفس القدر مؤلماً.
الخطوط التفصيلية للعملية جرى تدقيقها في يونيو من العام الماضي على التوازي مع إعلان التهدئة الذي أُعلن آنذاك، عرضت خطة العملية على وزير الدفاع الصهيوني للموافقة النهائية عليها في التاسع عشر من نوفمبر الماضي وصادق عليها هو ورئيس وزرائه في الثامن عشر من ديسمبر الماضي، واعتمدها مجلس الوزراء الصهيوني بكامل هيئته ليل الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي تحت ستار عنوان معلن آنذاك حول اجتماع لبحث مخاطر الجهاد الدولي !!.
تحت شعار الخداع ذاته جاءت وزيرة الخارجية الصهيوني تسيبي ليفني للقاهرة صباح اليوم التالي الخامس والعشرين من ديسمبر بغرض التباحث في شأن الأزمة القائمة على الحدود مع غزة، ثم إمعاناً في الخداع أعلنت دولة العدو في اليوم التالي وهو اليوم السابق لشن العملية العسكرية (السادس والعشرون من ديسمبر الماضي) عن فتح المعابر لعبور إمدادات إلى القطاع.
وهكذا في منتصف نهار السابع والعشرين من ديسمبر 2008 شن الطيران الصهيوني واحدة من أعنف وأكثر غاراته كثافة نيرانية ضد أكثر من 110 هدفاً معظمها في قلب واحدة من أكثر مدن العالم كثافة سكانية استغرقت ثلاثين دقيقة أسقطت خلالها حوالي 100 طن من الذخائر فائقة الدقة استهدفت ليس فقط أهداف القوة للخصم وإنما شملت أيضاً كوادر شرطة مدنية وأطفال مدارس لحظة خروجهم في نهاية يومهم الدراسي كان الهدف إحداث صدمة ورعب تطبيقاً للنمط الأمريكي الأحدث في افتتاحيات الحروب بهدف زرع التخبط والإرباك في عقلية القائمين على صناعة القرار السياسي للخصم، وكذلك القائمين على إدارة العمل العسكري الميداني، كانت هذه الضربة إيذاناً ببدء حرب طويلة وحشية ومدمرة هي الحرب الصهيونية- الفلسطينية الأولى والحرب الصهيونية-العربية السابعة.
الحرب التي دارت وقائعها الدامية على مدار 23 يوماً بكاملها، يمكن توصيفها من الناحية العملياتية في مراحل ثلاث:
المرحلة الأولى: الحملة الجوية
واستغرقت 7 أيام كاملة ما بين 27 ديسمبر 2008 و حتى 2 يناير 2009، وانتهت بقرار المجلس الوزاري الصهيوني بإطلاق الحملة البرية على التوازي.
المرحلة الثانية: الحملة البرية (الحصار وتوسيع المنطقة الأمنية)
واستغرقت 7 أيام كاملة فيما بين 3 يناير 2009 وحتى 9 يناير 2009 عندما صدر القرار الأممي 1860 الداعي لوقف إطلاق نار فوري.
المرحلة الثالثة: الحملة البرية (التوغلات البرية المحدودة)
واستغرقت 9 أيام كاملة فيما بين 10 يناير 2009 وحتى 19 يناير 2009، عندما أعلنت دولة الاحتلال وقفاً أحادياً لإطلاق النار من جانب واحد تبعته المقاوم الفلسطينية بوقف مماثل بعد حوالي 13 ساعة من الوقف الأول.
ملحوظة: هذا التوصيف لا يعني وجود خطة عمليات صهيونية مترابطة بقدر ما يعني مراحل غير مترابطة اعتمدت في إطلاق كل منها على نتائج لم تتحقق بالضرورة في المرحلة السابقة.
ثالثاً: في مسألة إعادة تشكيل البيئة الأمنية الجديدة في جنوب فلسطين المحتلة :
يقصد بهذا الهدف وقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة وإيقاف إطلاق الصواريخ والهاونات على التجمعات الصهيونية المتاخمة للقطاع وكذلك التي في نطاق النقب الجنوبي والأوسط عامة.
هذا الهدف تدرك دولة الاحتلال أنه لا يعتمد على نتائج عملية الرصاص المصهور فقط، بقدر ما يعتمد على أطراف أخرى أبرزها مصر والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
وتتأكد مظاهر الفشل في هذا الهدف في مجموعة من المؤشرات يبرز منها:
- ما تواجهه مذكرة التفاهم التي وقعتها ليفني– رايس في اليوم قبل الأخير من الحرب الدائرة في غزة (16 يناير 2009) من عدم وضوح لآليات التنفيذ ومن معارضة مصرية شديدة ومن إدارة أمريكية جديدة يحتاج القائمون عليها إلى شهور عدة لتبنيها والعمل على ترجمتها إلى واقع على الأرض.
- الطبيعة المراوغة للأسلحة المستهدف إيقاف تدفقها للقطاع سواء من حيث صغر الحجم وقلة الوزن وإمكانية التفكيك إلى عناصر أقل.
- حقيقة أن فصائل المقاومة الفلسطينية تتولى صناعة وتطوير ما يقارب من 80% من إجمالي الصواريخ وباقي أنواع الأسلحة الأخرى التي تستخدمها، ومن خلال مواد تتوافر محلياً.
- إقرار مسئولين وخبراء صهيونية بعدم جدوى القصف الجوي لأنفاق محور فيلاديلفي ( قائد سلاح الجو الصهيوني الجنرال ايدر نيشوستان في محاضرة أمام مؤتمر الفضاء الدولي في هرتزيليا في 31 يناير الماضي) وعدم فاعلية الاعتراضات البحرية والبرية لمسارات تهريب الأسلحة للقطاع (الجنرال حيور ايلاند رئيس جهاز الأمن القومي الصهيوني السابق في حديث لصحيفة هآرتس نشر في 15 يناير 2009م وهو اليوم العشرين للحرب على غزة طالب فيه بإنشاء منطقة أمنية عميقة داخل الأراضي المصرية كحل للمعضلة).
هذه في خلاصة سريعة معالم فشل مؤكد للحرب الصهيونية- الفلسطينية الأولى التي جرت وقائعها على أرض فلسطينية، حرب بدأتها دولة الاحتلال بعنف ووحشية وطموح شرير لتنتهي إلى حملة عسكرية مستنزفة متباطئة ومرهقة، حرب هي الثانية التي تبدأها دولة الاحتلال بنفسها وتسعى لإيقافها بنفسها دون نتائج واضحة، ولكن بأرض محروقة.
هاهي دولة العدو الصهيوني تتأكد المرة تلو المرة والحرب تلو الحرب من عدم جدوى استخدام آلتها العسكرية المتفوقة لوضع حد للذاكرة العربية وقبلها للتاريخ الفلسطيني ذاته .. وهي في محصلة كل ذلك تخوض أزمة قلق وجودي عميق لم تعد تخطئه عين.
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]