الموضوع: معركة الفرقان
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 27-12-2009, 10:21 AM
الصورة الرمزية قسامية غزه
قسامية غزه قسامية غزه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: هناك في جامعتي.....بين كتبي وأوراقي
الجنس :
المشاركات: 3,882
الدولة : Palestine
افتراضي رد: معركة الفرقان

دراسات وتحليلات
الاحتلال وعملية "الرصاص المصهور" .. أبعاد الفشل الاستراتيجي

أدرك أن تقييماً فورياً لحرب هي في طور خواتيمها الأولى مسألة لها خطرها الدائم وانحيازها الكامن باعتبار عدم التواجد على الجانب الآخر من التل وسط البيئة العملياتية لطرفي الحرب حيث تصبح الرؤية الثاقبة عن قريب والمعلومة المؤكدة التي ليست .....
وأدرك ان الأمر ربما يتطلب ما بين 12 شهراً إلى 18 شهراً على الأقل لتوفير قراءة راصدة ورزينة عما حدث لكنني أدرك عن يقين أن الحالة السيكولوجية التي عليها عالمنا العربي والتي تتصف بالانقسام وحدة الاستقطاب بين طرفين أولهما الشارع العربي بكامله مصحوباً بأغلبية نخبوية فكرية وثقافية على يقين بصمود وانتصار المقاومة وبتهاوي استراتيجيات السلام في مواجهة ثانيهما وهي أقلية نخبوية فكرية وثقافية ترى أن ما انتهت إليه الحرب الصهيونية على غزة بمثابة هزيمة للمقاومة الفلسطينية خاصة ولخيار المقاومة العربية عامة.
وقبل أن أعرض لمسألتي النصر والهزيمة وعلى أي طرف كان نصيبها أود أن أطرح بعض الملاحظات في شأن هذا الانقسام القائم والجدال السابح في فضاءاتنا العربية:
- إن دعاوى الأقلية النخبوية هذه تأتي معاكسة تماماً لإجماع شعبي عربي وإسلامي غير مسبوق داعم ومؤازر بل ومنبهر بالطرف الفلسطيني المقاوم في قطاع غزة.
- إن دعاوى الأقلية النخبوية هذه لم تأت تأسيساً على وقائع ميادين القتال ولا نتائج مواجهاتها بل جاءت انطلاقاً من رؤية مسبقة وقناعة متأصلة بجدوى التقارب وخيارات السلام مع عدو لم ولن يؤمن في يوم ما إلا بجدوى القوة العسكرية وخيارات الإكراه والإرغام ضد الطرف العربي.
- إن أدوات الأقلية النخبوية هذه في الجدل الدائر حول مسألتي النصر والهزيمة تعتمد النتائج التكتيكية التي يروج لها الطرف الصهيوني في ميدان المعركة والتي تتمحور حول عدد القتلى والمصابين في الطرف العربي والذي يصل نسبة الأطفال والنساء فيها على نحو خاص إلى ما يزيد عن 50% وحول أعداد ضخمة من الأبنية الحكومية والسكانية والمساجد والمستشفيات المدمرة بدعوى احتوائها على عناصر وأسلحة مرتبطة بالمقاومة إضافة إلى مساحات من الأراضي التي تم تجريفها توسيعاً لنطاق أمني مأمول لصالح الكيان.
إن تلك الأدوات التي يتوافر عليها أعضاء الأقلية النخبوية للوم وتعنيف المقاومة والتدليل على هزيمتها هي في واقعها شهادة على جرائم حرب وانتهاكات ضد الإنسانية ولا تمثل في جوهرها أي إنجاز تكتيكي يخدم مستويات الحرب العليا أو يمهد لتحقيق أهدافه وربما كان ذلك ما ذهب إليه أنتوني كوردسمان أحد أشهر الخبراء الاستراتيجيين الأمريكيين عندما كتب في ورقته الشهيرة في التاسع من يناير الماضي اليوم الرابع عشر من الحرب ويوم صدور القرار الأممي 1860 بوقف فوري لإطلاق النار التي حملت عنوان مكاسب تكتيكية وهزيمة إستراتيجية وبعد أن استعرض نشرة بأهداف القصف الجوي والمدفعي الصهيوني لليوم السابق: "أي نوع من المكاسب التكتيكية هذه التي تستحق هذه المعاناة البشرية والتي بلغت حتى الآن أكثر من 800 قتيل وأكثر من 3000 مصاب، وأي نوع من المكاسب التكتيكية تلك التي عقدت أكثر الحياة الاقتصادية والاجتماعية لـمليون ونصف المليون فلسطيني يعانون مشكلات الطعام والتعليم والعلاج والخدمات الأخرى... أي نوع من المكاسب التكتيكية تلك التي تستحق هذه التكلفة السياسية والإستراتيجية التي تدفعها دولة الكيان الآن... ما هو الغرض الاستراتيجي وراء هذا القتال الدائر؟! "
غزة .. عملية "الرصاص المصهور" ومعايير قياس الانجاز:
ما من حرب تخاض دون أهداف سياسية، وما من حرب تتوقف دون جرد لحسابها النهائي.
وجرد الحساب النهائي أو المحصلة النهائية للحروب ترتبط في جوهرها بالمستوى الأعلى في البناء الهرمي لمستويات الحرب الثلاث التي تشمل:
1. المستوى الأدنى: المستوى التكتيكي حيث تدور المعارك في ميدان القتال وتتحدد فيه المكاسب لطرف دون آخر بقياسات كمية محددة.
2. المستوى الوسيط: المستوى العملياتي (أو جهة القتال) حيث يتم التخطيط وتوجيه معارك المستوى الأدنى لصالح تحقيق الأهداف السياسية للمستوى الأعلى.
3. المستوى الأعلى: المستوى الاستراتيجي وهو مستوى الحرب وصناعة القرار وصياغة الأهداف السياسية الوطنية المطلوب انجازها من شن الحرب.
ولأن الحرب عملية سياسية في المقام الأول تدار بوسائل العنف فإن قياس نتائجها يرتبط أيضاً بالمسائل السياسية المرتبطة بها وتحديدا الأهداف السياسية الوطنية التي شنت من اجلها هذه الحرب.
الطرف الصهيوني قرر أهدافه السياسية وان جاءت غامضة وضبابية في أمور ثلاث:
الأول/ إضعاف القدرة السياسية والعسكرية لحركة حماس.
الثاني/ استعادة مستوى الردع الصهيوني (بعد أن أطاحت به مسألتي الانسحاب الأحادي من غزة العام 2005 ونتائج حرب لبنان الثانية العام 2006).
الثالث/ إعادة تشكيل بيئة أمنية جديدة في جنوب فلسطين المحتلة .

تقييم الانجاز الصهيوني وحقائق الفشل في "عملية الرصاص المصهور":
أولاً: في مسألة إضعاف القدرة السياسية والعسكرية لحركة حماس:
لم يحقق الطرف الصهيوني هذا الهدف رغم الإقرار بإنزال خسائر في القدرات العسكرية لحركة حماس وباقي فصائل المقاومة في القطاع ويؤشر على الفشل:
- نجاح الطرف الفلسطيني المقاوم في إدارة معركة الصواريخ حيث برز:
· قدرة إطلاق كمية تجاوزت الـ 980 صاروخاً خلال مدة العملية.
· إدارة معدلات إطلاق معتدلة طوال مدة العملية بمتوسط 40 صاروخاً يومياً في الأسبوعين الأولين و20 صاروخاً يومياً في الأسبوع الأخير.
· إبراز قدرة إطلاق راسخة لم تتأثر بالعمليات الميدانية (إطلاق 53 صاروخاً في اليوم الأول للعملية تحت ضغط الضربات الجوية الصهيونية الكثيفة والمفاجئة- إطلاق 40 صاروخ في اليوم العشرين للعملية تحت ضغط الهجمات البرية الكثيفة في مناطق تل الهوى وحي الزيتون و أبراج الكرامة على التوازي مع العمليات الجوية الكثيفة في سماء غزة).
· وضع التجمعات الصهيونية في جنوب النقب شرقاً حتى بئر السبع وشمالاً حتى قاعدة "بلماخيم" في الضواحي الجنوبية لتل أبيب في دائرة خطر صواريخ المقاومة الفلسطينية ولمدة 23 يوماً كاملاً أجبرت فرض نظام الإنذار المبكر واللجوء إلى الملاجئ على ما يقرب من مليون فرد صهيوني.
· وصول مديات الصواريخ إلى مناطق وأهداف ذات أهمية إستراتيجية حيوية لدى الطرف الصهيوني( القواعد الجوية الثلاث تل نوف وحتسور وحتساريم- قاعدة الدفاع الصاروخي البالستي في بلماخيم – مدينة بئر السبع مقر القيادة العسكرية الجنوبية – ميناء أسدود).
- عدم اسر أي من القيادات الميدانية أو السياسية لفصائل المقاومة الفلسطينية أو أي من الكوادر المقاتلة ( والتي تهيأت آلة الدعاية الصهيونية في حال وقوع ذلك لإبرازه إعلامياً على نحو مباشر).
- وقوع خسائر بشرية معتدلة في الكوادر المقاتلة لحركة حماس حيث أعلنت الحركة عن استشهاد 48 فرداً من مقاتليها ( حوالي 2.5 % من القوة الصفوة التي تقدرها مراكز الدراسات الدولية المختصة).
- استمرار سلطة حماس في القطاع وإدارتها للعمل الحكومي اليومي سواء كان ذلك تحت ضغط العمليات العسكرية الصهيونية أو فيما بعد انتهاء العمليات.
- اكتساب حماس لشرعية دولية وإقرار إقليمي ودولي بدورها الأساسي، ويبرز في هذا الصدد على نحو خاص:
· القرار الأممي لوقف إطلاق النار رقم 1860 بتاريخ 9 يناير2009م.
· القرار الصهيوني الأحادي بوقف إطلاق النار في 18 يناير 2009م.
· إقرار ممثل الرباعية الدولية توني بلير في30 يناير 2009م بدور أساسي لحماس في عملية سلام الشرق الأوسط وبخطأ التركيز المنفرد على الضفة الغربية في عمليتي الإعمار والسلام.
ثانياً: في مسألة استعادة مستوى الردع الصهيوني:
رغم ادعاء دولة العدو استعادتها لمستوى الردع في أعقاب عملية "الرصاص المصهور" تأسيساً على تقديرات استخباراتية بحجم الخسائر التي ألحقتها على المستويين البشري والمادي بحركات المقاومة الفلسطينية فإن الأمر القائم يؤشر إلى عكس ذلك، وإلى أن الردع الصهيوني قد أُضعف عمّا قبل العملية، ويبرز هذا الأمر في:
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]