عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 20-12-2009, 05:14 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحِجاب والاكتئاب

والآن دعيني أزُف إليكِ هذه البُشرى الجديدة :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخير فِيَّ وفي أُمَّتي إلى يوم القيامة"
أي أن الشَّر َّمهما كثُر وتنوعت أشكاله وفنونه، فسيظل هناك خير يتمثل في بعض المسلمين أمثالك، كما أن ظلام الدنيا كله لن يستطيع أن يطفىء نور شمعة واحدة من أمثالك...فلن تكوني إذن غريبة بمعنى أنك ستكونين الوحيده على وجه الأرض، بل سيظل هناك عفيفات ، طاهرات ومؤمنات مثلك إلى يوم القيامة ، فابحثي عنهن كما تبحثي عن العبير وسط زكام الروائح الكريهة ،واشتاقي لصحبتهن كما تشتاقي إلى النسيم العليل وسط الحرارة المرتفعة ،وانضمِّي إليهن بسرعة، فإن " يدُ الله مع الجماعة "[1] كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم .
·وإذا كانت صديقاتك –للأسف- لا يلتزِمن بالحجاب ،
فاعلمي أن يوم القيامة سوف " يَفِرُّ المَرءُ من أخيه،وأُمِّه وأبيه وصاحِبَتِه وبَنيه وفَصيلَتِه التي تُؤويه " ...حتى والدتك التي تحبك أكثر من نفسها ، سوف تهرب منك ذلك اليوم وتقول: (( نَفْسي ، نَفْسي)) .
فمن حقك الاستمساك بصديقاتك اللاتي ترتاحين إليهن،وتسعدين بصحبتهن، ولكن إذا كان هذا على حساب سعادتك في الآخرة ،فينبغي لك أن تعيدي التفكير، فإن عذاب النار- والعياذ بالله- شديد لا يحتمله بشر، فإذا كانت نار الدنيا لا تُحتمل، فكيف بنار الآخرة التي هي سبعين ضعف نار الدنيا ؟!!!
أعاذنا الله وإياكِ من النار !!!!!
ولقد وصف القرآن الكريم حال من ظلم نفسه بمصاحبة من يُبعدونه عن طريق الله، فقال: "ويوم يعضُّ الظالمُ على يديه يقول يا ويلتا ليتني لم أتِّخذ فُلانا ًخَليلاً (أي صديقا ً)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً "
ولكن يوم القيامة لن ينفعه الندم ولا الحسرة !!!
فالأيام يا غاليتي أنواع :
·يوم مفقود:وهوالماضي الذي ذهب بلا عودة، ليُنقِص من أعمارنا يوما ً!!
·ويوم مشهود : وهو اليوم الذي نعيشه ونملُك أن نفعل به ما نشاء ...هذا اليوم يقول لنا كل صباح : "يا بن آدم أنا يومٌ جديد،وعلى عمَلك شهيد ، فاغتنِمني... فإني إن ذهبتُ فلا أعود أبداً " كما قال الحسَن البصري.
·ويوم موعود: وهو يوم في المستقبل قد يأتي وقد لا يأتي،ومن ثم فهو غير مضمون!!!
ولقد قال أحد الحكماء:
من صاحب اُلمُصلِّين صلَّى .. ومن صاحب المُغنِّين غنَّى!!!
ولا تقولي أنا شخصيتي أقوى من أن أتأثر بهن، فأنت تتغيرين- لاإرادياً ، و ببطء شديد - لتصبحي مثلهن دون ان تدري!!!
فإن لم تتغيري للأسوأ ، فإنك لا تجدين بينهن مَن تَدلُّكِ على الخير أو تُعينُكِ عليه ، بينما تعينك صديقتك الصالحة على أن تُكثري من الأعمال الصالحة لترتفع درجاتك في الجنة ...فإذا كنت تريدين من الدنيا –وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة- خير ما فيها، فكيف ترضين في الجنة بأقل منزلة ؟
لماذا لا تطمعين في الفردوس الأعلى؟!!
ألا تحبين مصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته الصالحات وبناته الطاهرات ، ومريم عليها السلام وهاجَر، وسارة عليهما السلام وأمثالهن؟!!!!
ألاتحبين أن يكون سَقف قَصرك هو عرشُ الرحمن ؟!!!
ألا تعلمي أن الناس يوم القيامة يدخلون إلى الجنة جماعات
وإلى النار- والعياذُ بالله - أيضا ًجماعات؟
يومها سيبحث كل صديق عن صديقه،فإما أن يأخذ بيده ويدخلا الجنة معاً؛وإما ..... والعياذ بالله .
ألا تعلمين أن جزاء مصاحبة الصالحات-لمجرد أنهن يقرِّبنَكِ من الله -هو أن تجتمعي بهن على منابر من نور حول عرش الرحمن ، فيُظِلكُنَّ بظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه ؟!!!!
بل والأجمل من ذلك أدعوكِ للاستماع لهذا الحديث القدسي:"وجَبَت
محبتي للمتحابين فِيَّ ، والمتجالسين فيَِّ ، والمتزاورين فِيَّ ، والمتباذلين فِيَّ "!!!
أي أن محبة الله تعالى واجبة لكل مَن اجتمعوا من أجل طاعته، وتحابّوا من أجله، وتزاوروا من أجله ،وأعطى بعضهم بعضاً من أجله !!!
فما رأيك؟!!!

[1] سنن الترمذي ،وهو حديث غريب.


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]