عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-12-2009, 10:31 AM
الصورة الرمزية ابو هاله
ابو هاله ابو هاله غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,783
الدولة : Egypt
Thumbs up نهاية أعظم وأخطر فتنة بين المسلمين

نهاية أعظم وأخطر فتنة بين المسلمين

على يد شيخ من أهل الثغور الربانيين

روى الآجري في الشريعة بسنده عن صالح بن علي الهاشمي
قصة الشيخ الشامي الذي سجنه الواثق بمكيدة من ابن أبي دؤاد
وذكر القصة المسعودي ونقلها عنه الشاطبي في الاعتصام

يقول فيها المهتدي الخليفة العباسي ابن الواثق :

قَدْ كُنْتُ عَلَى ذَلِكَ بُرْهَةً مِنَ الدَّهْرِ ،
حَتَّى قَدِمَ عَلَى الْوَاثِقِ ( الخليفة العباسي )
شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ مِنْ ( أَذَنَةَ )
مِنَ الثَّغْرِ الشَّامِيِّ مُقَيَّدًا ،
طِوَالًا ، حَسَنَ الشَّيْبَةِ ، فَسَلَّمَ غَيْرَ هَائِبٍ ، وَدَعَا فَأَوْجَزَ ،
فَرَأَيْتُ الْحَيَاءَ مِنْهُ فِي حَمَالِيقِ عَيْنَيِ الْوَاثِقِ وَالرَّحْمَةَ عَلَيْهِ .


فَقَالَ : يَا شَيْخُ ! أَجِبْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي دُؤَادٍ عَمَّا يَسْأَلُكَ عَنْهُ ،
فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَحْمَدُ يَصْغُرُ وَيَضْعُفُ وَيَقِلُّ عِنْدَ الْمُنَاظَرَةِ .


فَرَأَيْتُ الْوَاثِقَ وَقَدْ صَارَ مَكَانَ الرَّحْمَةِ غَضَبًا ،
فَقَالَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَصْغُرُ وَيَضْعُفُ وَيَقِلُّ عِنْدَ مُنَاظَرَتِكَ ؟ !
فَقَالَ : هَوِّنْ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَتَأْذَنُ لِي فِي كَلَامِهِ ؟
فَقَالَ لَهُ الْوَاثِقُ : قَدْ أَذِنْتُ ذَلِكَ .


فَأَقْبَلَ الشَّيْخُ عَلَى أَحْمَدَ ، فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ! إِلَامَ دَعَوْتَ النَّاسَ ؟
فَقَالَ أَحْمَدُ : إِلَى الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ ،

فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ : مَقَالَتُكَ هَذِهِ الَّتِي دَعَوْتَ النَّاسَ إِلَيْهَا مِنَ الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ ؛
أَدَاخِلَةٌ فِي الدِّينِ فَلَا يَكُونُ الدِّينُ تَامًّا إِلَّا بِالْقَوْلِ بِهَا ؟
قَالَ : نَعَمْ ،

قَالَ الشَّيْخُ : فَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا النَّاسَ إِلَيْهَا أَمْ تَرَكَهُمْ ؟ ، قَالَ : لَا .

قَالَ لَهُ : يَعْلَمُهَا أَمْ لَمْ يَعْلَمْهَا ؟
قَالَ : عَلِمَهَا ،

قَالَ : فَلِمَ دَعَوْتَ النَّاسَ إِلَى مَا لَمْ يَدْعُهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ وَتَرَكَهُمْ مِنْهُ ؟
فَأَمْسَكَ ،

فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! هَذِهِ وَاحِدَةٌ .


ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي يَا أَحْمَدُ ! قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ،
فَقُلْتَ أَنْتَ : الدِّينُ لَا يَكُونُ تَامًّا إِلَّا بِمَقَالَتِكَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ ،
فَاللَّهُ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ أَصْدَقُ فِي تَمَامِهِ وَكَمَالِهِ أَمْ أَنْتَ فِي نُقْصَانِكَ ؟ !
فَأَمْسَكَ ،

فَقَالَ الشَّيْخُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! وَهَذِهِ ثَانِيَةٌ ! .


ثُمَّ قَالَ بَعْدَ سَاعَةٍ : أَخْبِرْنِي يَا أَحْمَدُ ! ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :

يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ،
فَمَقَالَتُكَ هَذِهِ الَّتِي دَعَوْتَ النَّاسَ إِلَيْهَا فِيمَا بَلَّغَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى الْأُمَّةِ أَمْ لَا ؟
فَأَمْسَكَ ،

فَقَالَ ( الشَّيْخُ ) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! ، وَهَذِهِ ثَالِثَةٌ ! .


ثُمَّ قَالَ بَعْدَ سَاعَةٍ : أَخْبِرْنِي يَا أَحْمَدُ ! .
لَمَّا عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَكَ هَذِهِ الَّتِي دَعَوْتَ النَّاسَ إِلَيْهَا ؛
اتَّسَعَ لَهُ عَنْ أَنْ أَمْسَكَ عَنْهُمْ أَمْ لَا ؟
قَالَ أَحْمَدُ : بَلِ اتَّسَعَ لَهُ ذَلِكَ
.
فَقَالَ الشَّيْخُ : وَكَذَلِكَ لِأَبِي بَكْرٍ ، وَكَذَلِكَ لِعُمَرَ ، وَكَذَلِكَ لِعُثْمَانَ ، وَكَذَلِكَ لَعَلِّيٍّ ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؟
قَالَ : نَعَمْ .


فَصَرَفَ وَجْهَهُ إِلَى الْوَاثِقِ ، وَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ !
إِذَا لَمْ يَتَّسِعْ لَنَا مَا اتَّسَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَلِأَصْحَابِهِ ؛
فَلَا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْنَا ،

قَالَ الْوَاثِقُ : نَعَمْ ؛ لَا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْنَا إِذَا لَمْ يَتَّسِعْ لَنَا مَا اتَّسَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَصْحَابِهِ .


ثُمَّ قَالَ الْوَاثِقُ : اقْطَعُوا قُيُودَهُ . فَلَمَّا فُكَّتْ ؛ جَاذَبَ عَلَيْهَا .
فَقَالَ الْوَاثِقُ : دَعُوهُ . ثُمَّ قَالَ : يَا شَيْخُ ! لِمَ جَاذَبْتَ عَلَيْهَا ؟

قَالَ : لِأَنِّي عَقَدْتُ فِي نِيَّتِي أَنْ أُجَاذِبَ عَلَيْهَا ، فَإِذَا أَخَذْتُهَا ؛ أَوْصَيْتُ أَنْ تُجْعَلَ بَيْنَ يَدِي وَكَفَنِي
حَتَّى أَقُولَ : يَا رَبِّي ! سَلْ عَبْدَكَ : لِمَ قَيَّدَنِي ظُلْمًا وَارْتَاعَ فِيَّ أَهْلِي ؟

فَبَكَى الْوَاثِقُ وَبَكَى الشَّيْخُ وَكُلُّ مَنْ حَضَرَ .


ثُمَّ قَالَ لَهُ الْوَاثِقُ : يَا شَيْخُ ! اجْعَلْنِي فِي حِلٍّ .
فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! مَا خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي حَتَّى جَعَلْتُكَ فِي حِلٍّ إِعْظَامًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلِقَرَابَتِكَ مِنْهُ .


فَتَهَلَّلَ وَجْهُ الْوَاثِقِ ، وَسُرَّ ،

ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَقِمْ عِنْدِي آنَسُ بِكَ ، فَقَالَ لَهُ :

مَكَانِي فِي ذَلِكَ الثَّغْرِ أَنْفَعُ ،

وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ، وَلِي حَاجَةٌ .

قَالَ : سَلْ مَا بَدَا لَكَ .

قَالَ : يَأْذَنُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي رُجُوعِي إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي أَخْرَجَنِي مِنْهُ هَذَا الظَّالِمُ .
قَالَ : قَدْ أَذِنْتُ لَكَ .

وَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ ، فَلَمْ يَقْبَلْهَا .


فَرَجَعْتُ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ عَنْ تِلْكَ الْمَقَالَةِ ( أي عن القول بخلق القرآن )،
وَأَحْسَبُ أَيْضًا أَنِ الْوَاثِقَ رَجَعَ عَنْهَا .


فَتَأَمَّلُوا هَذِهِ الْحِكَايَةَ ، فَفِيهَا عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ،
وَانْظُرُوا كَيْفَ مَأْخَذُ الْخُصُومِ فِي إِفْحَامِهِمْ لِخُصُومِهِمْ بِالرَّدِّ عَلَيْهِمْ
بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وَمَدَارُ الْغَلَطِ فِي هَذَا الْفَصْلِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ ،
وَهُوَ الْجَهْلُ بِمَقَاصِدِ الشَّرْعِ ، وَعَدَمِ ضَمِّ أَطْرَافِهِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ ؛
فَإِنَّ مَأْخَذَ الْأَدِلَّةِ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ الرَّاسِخِينَ إِنَّمَا هُوَ عَلَى أَنْ تُؤْخَذَ الشَّرِيعَةُ
كَالصُّورَةِ الْوَاحِدَةِ بِحَسْبِ مَا ثَبَتَ مِنْ كُلِّيَّاتِهَا وَجُزْئِيَّاتِهَا الْمُرَتَّبَةِ عَلَيْهَا ،
وَعَامِّهَا الْمُرَتَّبِ عَلَى خَاصِّهَا ،
وَمُطْلَقِهَا الْمَحْمُولِ عَلَى مُقَيَّدِهَا ،
وَمُجْمَلِهَا الْمُفَسَّرِ بِبَيِّنِهَا . . . .
إِلَى مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ مَنَاحِيهَا ،
فَإِذَا حَصَلَ لِلنَّاظِرِ مِنْ جُمْلَتِهَا حُكْمٌ مِنَ الْأَحْكَامِ ؛
فَذَلِكَ الَّذِي نَظُمَتْ بِهِ حِينَ اسْتُنْبِطَتْ
(انتهى كلام الشاطبي رحمه الله )

فانظروا رحمكم الله كيف جعل الله نهاية فتنة خلق القرآن

على يد عالم من أهل الثغور

من ثغر الشام العظيم


قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وكان ابن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهم يقولون:
إذا اختلف الناسُ في شيء فانظروا ما عليه أهل الثَّغْر،
فإن الحق معهم؛ لأن الله تعالى يقول:
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) .

وبالجملة إن السَّكَن بالثغور والرِّباط والاعتناء به أمر عظيم،

وكانت الثغور معمورة بخيار المسلمين علمًا وعملاً،
وأعظم البلاد إقامة بشعائر الإسلام وحقائق الإيمان
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

وكان كل من أحب التبتل للعبادة والانقطاع إلى الله
وكمال الزهد والعبادة والمعرفة يدلُّونه على الثغور.

وقال رحمه الله :
فكان عبد الله بن المبارك يَقْدَم من خُراسان فيُرابط بثغور الشام،
وكذلك إبراهيم بن أدهم ونحوهما،
كما كان يُرابِطُ بها مشايخ الشام كالأوزاعي
وحذيفة المرعَشي ويوسف بن أسباط
وأبي إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين وأمثالهم.
(انتهى كلام شيخ الاسلام رحمه الله)

قال رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم:
"إنكم ستُجَنَّدون أَجنادًا؛ جُندًا بالشام وجُندًا باليَمَنِ وجُندًا بالعراقِ"،
قال: فقلت يا رسول الله! خِرْ لِي، فقال:
"عليكَ بالشامِ، فإنها خِيرةُ الله مِن أَرْضِه، يَجْتَبِي إليها خِيرتَه مِن عبادِه،
فمن أبي فليلحق بيمنه، وليسق من غُدُره
فإن الله قد تكفَّل لي بالشامِ وأهلِه".
رواه أبو داود واحمد وصححه الألباني

وفي هذا رد وافي لمن يزعم ان أهل الثغور لم يكن فيهم العلماء !!


بل كانوا هم العلماء العاملون بحق
وهم المجاهدون والمجتهدون

رحمهم الله

اللهم اجعلنا أنصار دينك وسنة نبيك

والحمد لله رب العالمين



رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.97 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]