أبناء النبي صلى الله عليه وسلم (القاسم) و (عبدالله)
و كان به يكنى ، وهو أكبر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد النهي عن التكني بكنية النبي صلى الله عليه وسلم
uفعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : (( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ .
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ .
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم .
فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : سَمُّوا بِاسْمِي وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي ))[1] .
u وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ :
(( وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ ، فَقَالَتْ الأَنْصَارُ لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ ، وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا . فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم .
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلامٌ ، فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ ، فَقَالَتْ الأَنْصَارُ لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَحْسَنَتْ الأَنْصَارُ ، سَمُّوا بِاسْمِي وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ ))[2]
uوفي رواية عَنْ جَابِرٍ قَالَ :
(( وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ ، فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ ، فَقُلْنَا : لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ ، وَلا كَرَامَةَ .
فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ))[3]
$قال النووي رحمه الله :
(( اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة عَلَى مَذَاهِب كَثِيرَة ، وَجَمَعَهَا الْقَاضِي وَغَيْره :
أَحَدهَا : مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَهْل الظَّاهِر أَنَّهُ لا يَحِلّ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم لأَحَدٍ أَصْلاً سَوَاء كَانَ اِسْمه مُحَمَّدًا أَوْ أَحْمَد أَمْ لَمْ يَكُنْ ، لِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيث .
وَالثَّانِي : أَنَّ هَذَا النَّهْي مَنْسُوخ ، فَإِنَّ هَذَا الْحُكْم كَانَ فِي أَوَّل الأَمْر لِهَذَا الْمَعْنَى الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث ثُمَّ نُسِخَ . قَالُوا : فَيُبَاح التَّكَنِّي الْيَوْم بِأَبِي الْقَاسِم لِكُلِّ أَحَد ، سَوَاء مَنْ اِسْمه مُحَمَّد وَأَحْمَد وَغَيْره ، وَهَذَا مَذْهَب مَالِك . قَالَ الْقَاضِي : وَبِهِ قَالَ جُمْهُور السَّلَف وَفُقَهَاء الأَمْصَار وَجُمْهُور الْعُلَمَاء . قَالُوا : وَقَدْ اُشْتُهِرَ أَنَّ جَمَاعَة تَكَنَّوْا بِأَبِي الْقَاسِم فِي الْعَصْر الأَوَّل وَفِيمَا بَعْد ذَلِكَ إِلَى الْيَوْم ، مَعَ كَثْرَة فَاعِل ذَلِكَ وَعَدَم الإِنْكَار .
الثَّالِث : مَذْهَب اِبْن جَرِير أَنَّهُ لَيْسَ بِمَنْسُوخٍ , وَإِنَّمَا كَانَ النَّهْي لِلتَّنْزِيهِ وَالأَدَب لا لِلتَّحْرِيمِ . الرَّابِع : أَنَّ النَّهْي عَنْ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم مُخْتَصّ بِمَنْ اِسْمه مُحَمَّد أَوْ أَحْمَد ، وَلا بَأْس بِالْكُنْيَةِ وَحْدهَا لِمَنْ لا يُسَمَّى بِوَاحِدٍ مِنْ الاسْمَيْنِ ، وَهَذَا قَوْل جَمَاعَة مِنْ السَّلَف وَجَاءَ فِيهِ حَدِيث مَرْفُوع عَنْ جَابِر .
الْخَامِس : أَنَّهُ يَنْهَى عَنْ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم مُطْلَقًا ، وَيَنْهَى عَنْ التَّسْمِيَة بِالْقَاسِمِ لِئَلا يُكَنَّى أَبُوهُ بِأَبِي الْقَاسِم ، وَقَدْ غَيَّرَ مَرْوَان بْن الْحَكَم اِسْم اِبْنه عَبْد الْمَلِك حِين بَلَغَهُ هَذَا الْحَدِيث فَسَمَّاهُ عَبْد الْمَلِك وَكَانَ سَمَّاهُ أَوَّلاً الْقَاسِم ، وَفَعَلَهُ بَعْض الأَنْصَار أَيْضًا .
السَّادِس : أَنَّ التَّسْمِيَة بِمُحَمَّدٍ مَمْنُوعَة مُطْلَقًا ، سَوَاء كَانَ لَهُ كُنْيَة أَمْ لا وَجَاءَ فِيهِ حَدِيث عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : ( تُسَمُّونَ أَوْلادكُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ ) .
وَكَتَبَ عُمَر إِلَى الْكُوفَة : لا تُسَمُّوا أَحَدًا بِاسْمِ نَبِيّ ، وَأَمَرَ جَمَاعَة بِالْمَدِينَةِ بِتَغْيِيرِ أَسْمَاء أَبْنَائِهِمْ مُحَمَّد حَتَّى ذَكَرَ لَهُ جَمَاعَة أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ وَسَمَّاهُمْ بِهِ فَتَرَكَهُمْ .
قَالَ الْقَاضِي : وَالأَشْبَه أَنَّ فِعْل عُمَر هَذَا إِعْظَام لاسْمِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لِئَلا يُنْتَهَك الاسْم كَمَا سَبَقَ فِي الْحَدِيث ( تُسَمُّونَهُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ ) .
وَقِيلَ : سَبَب نَهْي عُمَر أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَقُول لِمُحَمَّدِ بْن زَيْد بْن الْخَطَّاب : فَعَلَ اللَّه بِك يَا مُحَمَّد فَدَعَاهُ عُمَر فَقَالَ : أَرَى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُسَبّ بِك ، وَاللَّه لا تَدَّعِي مُحَمَّدًا مَا بَقِيت وَسَمَّاهُ عَبْد الرَّحْمَن ))[4] .
Dقلت :
0والذي تدل عليه الأحاديث أنه لا يجوز التكني بأبي القاسم بحال من الأحوال ، للنهي الوارد في ذلك ، كما أنه يمنع من تسمية الابن بالقاسم ، كما ورد في الحديث من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار وتغييره لاسم ابن الأنصاري إلى عبدالرحمن .
0كما أنه يجوز التسمي باسم النبي صلى الله عليه وسلم لصحة الحديث بذلك ((تسموا باسمي)) ، والله تعالى أعلم.
{عن مجاهد قال : مكث القاسم ابن النبي صلى الله عليه وسلم سبع ليال ثم مات .[5]
{قال المفضل : وهذا خطأ ، والصواب أنه عاش سبعة عشر شهراً .
{وقال الحافظ أبو نعيم : قال مجاهد : مات القاسم و له سبعة أيام .
{وقال الزهري : و هو ابن سنتين .[6]
{وقال قتادة : عاش حتى مشى .[7]
{وقال غيره: بلغ القاسم أن يركب الدابة و النجيبة ثم مات بعد النبوة @@@@@
(2) عبدالله عليه السلام
عبد الله عليه السلام :
وهو الطيب ، والطاهر ، وقد ولد بعد البعثة و مات صغيرًا .[8]
$قال الزبير بن بكار :
عبداللَّه هو الطيب ، وهو الطاهر ، سمي بذلك لأنه ولد بعد النبوة .
وأما بناته فأدركن البعثة و دخلن في الإسلام و هاجرن معه صلى الله عليه وسلم .
[1] رواه البخاري 1977 كتاب البيوع ، باب/ما ذكر في الأسواق ، ورواه مسلم 3974،والترمذي 2768،وابن ماجه 3727،وأحمد 11771
[2] رواه البخاري 2883كتاب فرض الخمس ، باب قوله تعالى (فإن لله خمسه وللرسول) ، ورواه مسلم 3976، وأحمد13710
[3] رواه البخاري 5718كتاب الأدب ،باب/أحب الأسماء إلى الله عز وجل،ومسلم 3980.
[4] شرح مسلم 7/465-469
[5] وذكره ابن قتيبة في المعارف ص 83
[6] وفي المنتظم ، ذكر عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال :مات القاسم وهو ابن سنتين.2(/317)
[7] البداية والنهاية 5/233
[8] البداية والنهاية 5/233

