أمازلنا نتذكر
ان الوفاء بالعهود و العقود من اهم الفرائض و ألزم الواجبات التى فرضها العليم الخبير حفظاً على نظام المعيشة و بقاء الحياة و تبادل المنافع التى لا غنى عنها بين الافراد و الامم .
أمازلنا نتذكر
ان الغدر و الاخلاف من الذنوب الهادمة لنظام الحياة و القاتلة للامم و الشعوب و ما فقدت أمة الوفاء بالعهد الذى هو ركن الامانة و قوام الصدق فى المعاملات إلا وحل بها من أنواع العقاب الالهى ما تستحق .
فالاخلال بالعهد و الاخلاف بالوعد من أشر أنواع الكذب و أفحش أنواع الخيانة
فأنظروا حال الامم اللذين استهانوا بالايفاء بالعهود
و لم تبال بالتزام العقود
ترى بها الكثير و الكثير من الضعف
ترى بها ضياع الثقة
ترى بها التفرق
ترى بها سوء الظن
هذا هو حالنا الان.....
بدون الوفاء
أذن فما هو الوفاء ؟؟؟؟؟
الوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات، وقد أمر الله -تعالى- بالوفاء بالعهد
فقال جل شأنه:
{وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً} [الإسراء: 34].
وقال تعالى:
{وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم }.[النحل: 91].
أنواع الوفاء:
الوفاء له أنواع كثيرة، منها:
الوفاء مع الله
إن من أعظم أنواع الوفاء أن تفي بما أمرك الله به..
أراك تقول:" بم أفي!؟ فأنا لم أحلف على شيء، لم أعد ربي بشيء" ولكنك أيها الأخ الكريم قد فهمت خطأ !
فهل نسيت نعم الله عليك..؟انظر كم أنعم الله عليك !!
إنها نعم كثيرة أليس كذلك!؟ألا تستحق هذه النعم الوفاء..!؟
{ وما بكم من نعمة فمن الله} النحل 53.
تخيّل لو أن هناك إنسان ينفق عليه أبوه وأمه ولا يبخلان عليه بشيء، وثم بعد ذلك تنكّر لهما وأعطاهما ظهره!!!
بما تصف هذا الإنسان!؟ وكيف تنظر إليه !؟
كيف تكون وفيا مع الله..!؟
حتى تكون وفيا مع الله لا بدمن ثلاثة أشياء:
الإيمان به
وإخلاص العمل له
العمل بأوامره وترك نواهيه.
إذا تحققت فيك هذه الثلاث صفات فأنت وفي مع الله عز وجل.
هل تعاهدني الآن أن تأخذ هذه الثلاث أخذ الجد..!؟
يقول الله عز وجل:
{ لتؤمنوابالله ورسوله وتعزّروه وتوقّروه وتسبّحوه بكرة وأصيلا* إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهدالله عليه فسيؤتيه أجرا عظيما}الفتح 9_10.
ويقول الله عز وجل مخاطبا بني إسرائيل:
{ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون}البقرة 40.
أين أنت من الوفاء مع الله..!؟
أنظر الى وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الله.. يقوم الليل حتى تتورّم قدماه، فتقول له السيدة عائشة: يا رسول الله: أما قد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيرد عليها بكل وفاء:" أفلا أكون عبدا شكورا"
انك تتودد لمن يكرمك في الدنيا وينعم عليك، وتجتهد في أن تفي له بما أعطاك.. فهل تتودد لله
{ ولله المثل الأعلى} النحل60
...هل تف بعهدك مع الله؟
إن علينا من الواجبات الكثير والكثير لنفي بعهودنا مع الله..
{ وأقيموا الصلاة وآتواالزكاة} البقرة 43
...هل وفيت؟
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}النور 31
قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهنّ ولا يبدين زينتهنّ}
النور 31 ...هل وفيت؟
أين أنتم من الوفاء مع الله؟
إيها القلب الغافل استيقظ قبل فوات الأوان.
ولاتنسى هذا العهد..!!
يقول الله عز وجل:
{ ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين} يس 60.
من ضمن عهودنا مع الله عز وجل عداوة الشيطان.
إياك أن تنسى هذا العهد.. أوتغفل عنه.
أين عداوتك للشيطان..؟! أين وفاؤك بهذا العهد..؟!
أخشى أن تكون وفيا للشيطان..!!
وتكون خائنا للرحمن..!!
يوفون بالنذر...
يقول الله عز وجل:
{ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شرّه مستطيرا} الإنسان 7.
فمن ضمن عهودك مع الله.. النذر، فلا بد أن تفي بهذا النذر، ولقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أختي نذرت إلى الله أن تحج، وقد ماتت فماذا أفعل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أرأيت إن كان على أختك دين أكنت قاضيه؟" قال: نعم، قال النبي صلى اللهعليه وسلم:"فاقض الله في دينه، فان الله أحق بالوفاء".رواه البخاري 6699.
نذرنا كثيرا لله ولم نوف أليس كذلك..!؟
ابدأ من جديد.. وعظم هذا الحق انه من حق الله.. والله أحق بالوفاء.
(وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولاتنقضوا الأيمان بعد توكيدها)
ومن بين عهودك مع الله أنك إذا حلفت،أو أقسمت أن تنفذ وتفي بقسمك
يقول الله عز وجل:
{ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولاتنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا} النحل 91.