
28-11-2009, 05:32 PM
|
عضو مشارك
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 52
الدولة :
|
|
إنفلونزا ألكمامات
انفلونزا الكمامات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
إن الحمدَ لله، أحمدُه تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آلِ محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}آل عمران_آية:102.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}النساء_آية:1.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} الأحزاب_آية: (70_71).
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، و خيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وإن شرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
إخوتي في الله،،،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. (اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا)
أحبتي في الله،،،
مقالة اليوم نعالج فيها وباء الكمامات.. تلك الظّاهرة التي أوشكت أن تَعضَّ قلوب المؤمنين.. تلك الظاهرة التي صارت تؤرّق قلوب الذين لا يلبسونها، وكاد النّاس أن يفتتنوا بها..
تعالوا على مشارف هذه "الأنفلونزا".. على مشارف هذا الوباء.. تعالوا نوقف سيل المخاوف.. تعالوا نجعلها مقالة طمأنينة.. مقالة أمان للقلوب.. مقالة توكُّل على الله.. مقالة رضا بما يقدّر فرارًا إليه جلّ جلاله ومعرفة لحكمته إذ يخوّف بالوباء..
ماذا وراء الطّاعون؟ ماذا وراء "الأنفلونزا"؟ ماذا وراء كلّ ذلك؟ هل ابتلانا الله من أجل الكمامة؟
ماذا وراء الكمامة؟ لماذا هي خطر؟ لماذا الكمامة وباء؟ لماذا الكمامات "أنفلونزا" يُخشى من عدواها أن تنتقل وتتفشى بين المسلمين.. لماذا؟
(اللهمّ إنّا نعوذ بك من الخوف إلّا منك، اللهمّ إنّا نسألك الفرار إليك وحدك جلّ جلالك تباركت وتعاليت).
إنّ الذين أذاعوا إلينا خبر هذه الأوبئة لم يلبسوا الكمامة، خوّفونا وهم أعلم النّاس أنّها ليست مخيفة إلى هذه الدّرجة:
كم عدد المصابين؟ هل بلغوا الألف؟ وإن بلغوا الألف، فكم عدد هؤلاء النّاس الذين أصيب بينهم ألف؟
إذا كانت النّسبة واحد في المليون؛ فما وجه الخوف؟ ولِـمَ الهلع؟
إنّ الكمامة ليست حرامًا، ولبسها وقايةً ليس ممنوعًا في الشّرع، ولكن الخطر هو ذلك الهلع الذي أصاب القلوب.. الخطر هو انصراف القلوب عن الفاعل الحقيقي: جلّ جلاله.. هو انصراف القلوب عن مراد الله من الوباء، وهو الذي قال جلّ جلاله: {ظَهَرَ الْفَسَادُ..} الروم_الآية :41.
{ظَهَرَ الْفَسَادُ..}: طاعون..
{ظَهَرَ الْفَسَادُ..}:"أنفلونزا"..
{ظَهَرَ الْفَسَادُ..}: وباء..
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..} الروم_الآية :41.
لماذا؟
{لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} الروم_الآية :41.
لماذا؟؟
{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الروم_الآية :41.
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ۚ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۖ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} الروم_الآيات 45_42).
هذا هو سرّ ظهور الفساد في الأرض.
والكمامة تسدّ أنوف القلوب عن رائحة الموعظة..
الكمامة فيها مخدّر يشغلك عن مراد الله..
الكمامة تحول بينك وبين تذوّق الخوف الحقيقي الذي يريده الله منك.
إنّنا -لا قدّر الله- لو انتشر بيننا الوباء، فحقّ على من أصيب أن يلبس الكمامة لئلّا يؤذي المسلمين.
لكن.. انتبه إلى مخاطر هذه الكمامة.. انتبه.
إننا على بَرّ هذا البلاء، ولم يمسّنا تماما.. إنما هو مجرد تخويف من الله جلّ جلاله؛ فهل تدري المراد الذي حالت بينك وبينه الكمامة؟
ماذا وراء الكمامة؟
أن ترى يد الله
تأمل.. انظر إلى يد الله وراء ذلك.. املأ عينيك بالاتّعاظ والتّذكرة.. ارفع هذه الكمامة وتذوّق:{لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} الروم_الآية :41، {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا} الإسراء_الآية :60. فالله هو الفاعل جلّ جلاله وراء كل ذلك.
ذكر البخاري -من رواية أبي هريرة رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم قال: "لا عدوى ولا صفر" فقال رجل أعرابي:-صلّ على النّبيّ يا عمّ، صلّ على النّبيّ ليرفع الله هذه الغُمّة- (اللهمّ صلّ على النّبيّ محمّد، واكشف عنّا هذا الوباء) قال: "يا رسول الله؛ فما بال إبلي تكون في الرّمَل كالظّباء، فإذا دخل الإبل الأجرب أصابها؟"
إبلي أي جِمَالي، وقوله: "تكون في الرّمل": أي تجري، والظّباء: هي الغزلان..
تلك الإبل تجري كأنّها الغزلان.. تتبختر كالظّباء.
فإذا دخل الأجرب بينها أصيبت، وأصابها الجرب.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم له: "فمن أعدى الأوّل؟"
الأعرابي رضي هذه الكلمة؛ أفلا نرضاها؟ مَنْ أعدى الأوّل يا ناس؟ مَنْ الذي أعدى أوّل بعير؟ مَنْ الذي أصابه أوّلًا؟ مَنْ الذي قدّر عليه ذلك؟
إنه الله جلّ جلاله.
فرسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول إنّ الإصابة الأولى كالإصابة الألف.. كالإصابة المليون.. كلّها بقدر الله وإذنه، والسبب في ذلك سواء.
يتبع.....
|