على آخر الفصل في المهزلـــــــه
وتبقى المدينة رغم انتصاب الرّبيع ...
جماجمنا المهــــــــملــــــه
... ويصرخ في بحرنا العابرون:
يرضع من ثدي أمّــــــــــه
عيونه حبلـــى بأحزاننا المترعه
تناديه كل الجماجم في المقبره
فيجهش بانرّدّ ... يحجم , يهرب
لكن يعود ليملأ من دمنا... محبره...
ويبحث صاحبنا عن سيوف الصّحابه
أتيــــناك يا ذا الفقـــار...
الشّوق برّح بي ... إلـــهي...
وغلامي أرّقه الحنيــــــن
يا أمّنا قولي بحقّ : أين - بابانا- الحنون ؟؟
معـــاذ .. ولدي .. ابني الأمين....
أين الذي كنت أراه يناجي ربّ العالمين ؟؟
أمّــاه..- بابانا- سجــــيــــــن .. ؟؟..
أي يا بني... هوّن عليك ...
وعمّت البشرى ديار الأقربين
وهرول الأطفال للسّاحات ...
يا إلـــهي .. ما أقول لطفلي الملتاع ..
وأخذت شبلي ... شارد النّظرات ..
يوم العيد ... للسّجن البعيد
هذا أبوك- بنيّ - حرّ في القيود
هذا أبوك- بنيّ- حرّ خلف قضبان الحديد
فاشبع برؤياه ... ولا تملل
في الشاّرع , في الوطن العربي
في المجلس , في الوطن العربي
في المصنع ... في الوطن العربي :
العربي يظلمه العربي ... ؟؟...
... وترى في عمق ممالكنا ...
ودخانا يعلو من الأقصى ...
مطرقة الطّـــاغية العربي ...
ولطّخنا وجه مدينتنا بالسّواد
وصفّفنا أشلاءنا في انتظار الرحيل
يرتّل في آخر الرّكح مهزلة الانتصار
وثأر دفناه في رحم امرأة لا تحيض
ولكن تظلّ عيوننا حبلى ...
... وهكذا ينتهي فصل روايتنا السّاخره...
يا قطّة تموء في شوارع بيروت
أراها من خلال حائط الدّخان ...
والحـــــــريــــــــــــق ...
ترمقها الجمـــــاجـــم الشّوهاء
يا قطّـــة تموء في الخلاء
إلـــــى متى يخطئك الفنـــاء
إلـــــى متــى يموت ههنا الأطفــــال ...
والرّجـــــــال والنّــــســــاء
وأنت في شوارع الدّمـــــار
عزلاء .... لا يصيبك الإعصار
... تعــــالى ههنا مجازر الصّـغـــار
تعالى ههنا الهـــوان ... والضّيـــــاع
والحــــــصــــــــــــــار
يا قطّـــــة تريد أن تمــــــــــــوت...