عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-11-2009, 09:32 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هكذا غنّى طفل فلسطيني أيـــام الحصــار

طفل الحصــــــار
وتمضي سنون الحصار ...
ويسدل بعض السّتار ...
على آخر الفصل في المهزلـــــــه
وتبقى المدينة رغم انتصاب الرّبيع ...
تغطّي ضفائرها بالدّخان
وتزهر فوق الرّصيف ...
جماجمنا المهــــــــملــــــه
... ويصرخ في بحرنا العابرون:
لقد ضاعت البوصلـــــه..
**
وتمضي قرون الحصار
ويكبر طفل رأيته بالأمس
يرضع من ثدي أمّــــــــــه
عيونه حبلـــى بأحزاننا المترعه
**
ويستيقظ الطفل يوما ...
عيونه تجهش بالثأر ...
بالانتصار
يجوب شوارعنا المقفره
تحيّيه أشلاؤنا من بعيد
تناديه كل الجماجم في المقبره
فيجهش بانرّدّ ... يحجم , يهرب
لكن يعود ليملأ من دمنا... محبره...
**
وتمضي سنون الحصار
ويبحث صاحبنا عن سيوف الصّحابه
للثأر , للانتصار
فيلفيها في مسجد الحيّ
تحرسها صومعه
أتيناك يا سيف خـــالد
أتيــــناك يا ذا الفقـــار...
ترنيمة
الشّوق برّح بي ... إلـــهي...
وغلامي أرّقه الحنيــــــن
يهذي طوال بكّــــاء ...
يمزّقه الأنــــــيــن
يا أمّنا قولي بحقّ : أين - بابانا- الحنون ؟؟
أين الذي كان يناديني :
معـــاذ .. ولدي .. ابني الأمين....
أين الذي كنت أراه يناجي ربّ العالمين ؟؟
**
قد غصّ في نجواه طفلي...
أمّــاه..- بابانا- سجــــيــــــن .. ؟؟..
أي يا بني... هوّن عليك ...
فسوف يرجع بعد حين...
العيد جاء ...
وعمّت البشرى ديار الأقربين
العيد جاء ...
وهرول الأطفال للسّاحات ...
للسّوق , لنهج الحيّ ..
كلّ يمرحون
العيد جاء ...
ولم ير طفلي أباه من سنين
... سيظلّ يبكي..
يا إلـــهي .. ما أقول لطفلي الملتاع ..
من فرط الحنين ؟؟
**
وأخذت شبلي ... شارد النّظرات ..
يوم العيد ... للسّجن البعيد
هذا أبوك- بنيّ - حرّ في القيود
هذا أبوك- بنيّ- حرّ خلف قضبان الحديد
فاشبع برؤياه ... ولا تملل
فإنّ اليوم عيد..
تلفزة الوطن العربي
أفتح تلفزة الوطن العربي
تزكمني رائحة الخطب
أنتشي ... لكن من عجبي..
**
في الشاّرع , في الوطن العربي
في المجلس , في الوطن العربي
في المصنع ... في الوطن العربي :
العربي يلعنه العربي
العربي يذبحه العربي
العربي يظلمه العربي ... ؟؟...
... وترى في عمق ممالكنا ...
وعلى أرصفة الوطن العربي
أعراضنا تدمى بلا ثمن
وشعوبا صرعى من الوهن
ودخانا يعلو من الأقصى ...
وبيوتا تنسف في بيروت
وفــــي صــــيـــــدا
وجماجم تغرس في الأرض ...
يرويها دم المسلم والعربي
**
وأدير مفاتيح تلفزتي
لأرى أحوال ممالكنا
لأعي أحزان مدينتنا
فأرى طاووسا يخطبنا
وأرى بهلولا يخدعنا
وأرى أنماط أحسبها...
من عالم عجم ... لا عربي
فيسيل الغيظ على شفتي
يحرقني ... يصفعني
يعــــصــــف بــــــي
فأثور ... لكن تجهضني...
مطرقة الطّـــاغية العربي ...

من مشاهد الرواية
أخيرا ...
سكتنا , رضينا,
فأعلنا صوم الحداد
ولطّخنا وجه مدينتنا بالسّواد
وأطفأنا في جوفنا كل نار
وصفّفنا أشلاءنا في انتظار الرحيل
لنبدأ سفرتنا الثانيه ..
إلى مرفأ مستعار...
**
وتأتي بواخرهم ...
رغم نوء المدينه
ملطّخة بالضّغينـــه
تجوب سواحلنا العاريـــه
لتحمل أشلاءنا الباقيـــه
إلى مرفأ مستعـــــــار
**
ونصغي ...
فيصفع آذاننا صوت ناعق
يرتّل في آخر الرّكح مهزلة الانتصار
يشوّقنا للرّحيل ...
فنمضي :
حقائبنا قسم لا يموت
وثأر دفناه في رحم امرأة لا تحيض
لترعاه حتى نعود
وأحلامنا في عيون الصّغار
مكوّمة عند خطّ الحدود
**
ونمضي ...
وتمضي بأجسادنا الباخره
ولكن تظلّ عيوننا حبلى ...
بعشق مدينتنا السّاحره
... وهكذا ينتهي فصل روايتنا السّاخره...

قطّة بيروت
يا قطّة تموء في شوارع بيروت
يا قطّة تريد أن تموت
أراها من خلال حائط الدّخان ...
والحـــــــريــــــــــــق ...
عزلاء في الطّـــريـــــق
تحرسها الأشــــلاء
ترمقها الجمـــــاجـــم الشّوهاء
يا قطّـــة تموء في الخلاء
إلـــــى متى يخطئك الفنـــاء
إلـــــى متــى يموت ههنا الأطفــــال ...
والرّجـــــــال والنّــــســــاء
وأنت في شوارع الدّمـــــار
عزلاء .... لا يصيبك الإعصار
... تعــــالى ههنا مجازر الصّـغـــار
تعالى ههنا الهـــوان ... والضّيـــــاع
والحــــــصــــــــــــــار
يا قطّـــــة تريد أن تمــــــــــــوت...
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.97 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.36%)]