[بشرى فلسطين]

أختي نهر الكوثر
تلتزم الفتاة الصمت لأنها لن تجد من ينصفها.
إحدى قريباتي لديها بنت في التاسعة عشر من عمرها على قدرٍ عال من الدين والخلق والالتزام ، منقبة ومحتشمة،وما يلفت نظري فيها أنها ليست كالفتيات الطائشات ، وأنا أول المعجبات بشخصية هذه الفتاة.
عملت فبل فترة بمجمع نسائي ،ولأنها على قدر من الجمال الملفت ، قامت إحدى العاملات هناك بإعطاء شابٍ فارغ رقم جوالها الخاص ، فهي تعرفه بحكم عملهما معا.
داوم الشاب الغافل على الاتصال على رقمها كل يوم ،وهي تتجاهل هذا الإتصال بعد أن عرفت من ردها عليه في المرة الأولى أنه يلهو.
وداوم هذا الشاب على الاتصال عليها طوال الليل ، وهي تتجاهل اتصاله، وعندما أعياها إصراره
أصبحت تفتح الخط عليه وتضع له آيات من القرآن لعله يرعوي ، ولكن حتى القرآن لم ينفع معه
وفي يوم وهي تضع له القرآن إذا به ينادي عليها باسمها
رمت المسكينة الجوال من يدها وأسرعت تستغيث بأبيها
حُلَّت المشكلة والحمدلله ، لم يعد يتصل عليها ، وتفهمت عائلتها الموضوع ولم تتناقش معها به، فهي تثق بها.
ولكن النتيجة منعت هذه الفتاة من العودة للعمل ، ولا مجال للنقاش في هذا الموضوع، فالفتاة سمعتها هي رأس مالها.
أعرف أنه من حرص أهلها عليها ، ولكن نفسيتها أصبحت سيئة جدا ، فالعمل كان متنفسها الوحيد
هذه هي عقليتنا أختي
وهذا هو مجتمعنا الذي يلتمس شتى الأعذار للشاب المخطئ ، بينما لا يرحم الفتاة حتى لو كانت بريئة
في رعاية الله