الموضوع: الأخوة في الله
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-11-2009, 02:51 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأخوة في الله

فسلم على أخيك بصدق وحرارة ، لا تسلم سلاماً باهتاً بارداً لا حرارة فيه.
إننا كثيراً لا نشعر بحـرارة السلام واللقاء ولا بإخلاص المصافحة .. لا نشعر أن القلب قد صافح القلب .
ففى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام. (( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فخيارهم فى الإسلام خيارهم فى الجاهلية إذا فقهوا والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ))([1]).
قال الخطابى : فالخَيِّر يحنو إلى الأخيار والشرير يحنو إلى الأشرار هذا هو معنى ما تعارف من الأرواح ائتلف وما تنافـر وتناكر من الأرواح اختلف ، لذا لا يحب المؤمن إلا من هو على شاكلته من أهل الإيمـان والإخلاص ولا يبغض المؤمن إلا منافـق خبيث القلب ، قال الله تعالى ] إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [ [ مريم : 96 ].
أى يجعل الله محبتة فى قلوب عباده المؤمنـين ، وهذه لا ينالها مؤمن على ظهر الأرض إلا إذا أحبـه الله ابتداءً . كما فى الصحيحين من حديث أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إنى أحب فلاناً ، فأحبه قال : فيحبه جبريل ، ثم يُنادى فى السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء . قال ثم يوضع له القبول فى الأرض ، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول : إنى أُبغض فلاناً فأبغضه فقال : فيبغضه جبريل ثم يُنَادى فى أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه . قال : فيبغضونه . ثم توضع له البغضاء فى الأرض ))([2])
أيها الأحباب الكرام :
المرء يوم القيامـة يحشر مع من يحب ، فإن كنت تحب الأخيار الأطهار ابتداءً من نبيك المختار وصحابته الأبرار والتابعين الأخيار ، وانتهاء بإخوانك الطيبين فإنك ستحشر معهم إذا شاء رب العالمـين وإن كنت تحب الخبث و الخبائث وأهل الفجور واللهو واللعب كنت من الخاسرين فتحشر معهم إذا شاء رب العالمين .
ففى الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رجلاً سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن الساعة .فقال يا رسول الله متى الساعة . قال : (( وما أعددت لها )). قال : لا شىء ، إلا أنى أحب الله ورسوله . فقال : (( أنت مع من أحببت )) قال أنس : فما فرحنا بشىء فرحنا بقول النبى صلى الله عليه وسلم : (( أنت مع من أحببت )) .قال أنس فأنا أحب النبى صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر ، وأرجو أن أكون معهم بُحبِّى إياهم وإن لم أعمل بعملهم ))([3]).
ونحن نشهد الله أننا نحب رسول الله وأبى بكر ، وعمر ، وعثمان وعلىّ وجميع أصحاب الحبيب النبى ، وكل التابعين لنهجه وضربه المنير ونتضرع إلى الله بفضله لا بأعمالنا أن يحشرنا معهم جميعاً بمنه وكرمه وهو أرحم الراحمين.
ولله در القائل :
أتحب أعـداء الحبيب وتدعـى حباً له ، ما ذاك فى الإمكـان
وكذا تعادى جاهـداً أحبـابه أين المحـبة يا أخا الشيطان ؟!
إن المحــبة أن توافـق مـن تحب على محـبته بلا نقصـانِ
فلئن ادعيت له المحبـة مـع خلاف ما يحب فأنت ذو بهتان
لو صـدقت الله فيما زعمتـه لعاديت من بالله ويحـك يكفرُ
وواليت أهل الحق سراً وجهـرة ولما تعاديهم وللكـفر تنصـرُ
فما كل من قد قال ما قلت مسلم ولكن بأشراط هناك تذكـرُ
مباينة الكـفار فى كـل موطن بنا جاءنا النص الصحيح المقرر
وتخضع بالتوحـيد بين ظهورهم تدعـوهم لـذاك وتجــهر
ومن السُّنَّة إذا أحب الرجـل أخاه أن يخـبره كما فى الحديث الصحيح الذى رواه أبو داود من حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أحب الرجل أخاه فيخبره أنه يحبه ))([4]).
وفى الحديث الذى رواه أبو داود من حديث أنس : أن رجلاً كان عند النبى صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال : يا رسول الله ! إنى لأحب هذا . فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : (( أعلمته ؟ )) قال : لا . قال : (( أعلمه )) قال : فلحقه ، فقال : إنى أحبك فى الله . فقال : أحبك الذى أحببتنى له([5]) .
وفى الحديث الـذى رواه أبو داود وأحمد وغيرهما من حديث معاذ بن
جبل أن النبى صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال (( يا معـاذ والله إنى لأحبـك )) .
فقال معاذ : بأبى أنت وأمى يا رسـول الله ، فوالله إنى لأحبك . فقال صلى الله عليه وسلم : (( أوصيك يا معاذ فى دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعنى على ذكرك وشكرك ، وحسن عبادتك ))([6]).
وامتثالاً لأمر النبى الكريم ،فإنى أشهد الله أنى أحبكم جميعاً فى الله وأسأل الله أن يجمعنى مع المتحابين بجلاله فى ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، إنه ولى ذلك والقادر عليه .
أقول قولى هذا ، و أستغر الله لى ولكم .
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبد ورسوله اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه ، وعلى آله ، وأصحابه ، وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد أيها الأحبة الكرام .

([1]) رواه مسلم رقم ( 2638 ) فى البر والصلة ، باب الأرواح جنود مجندة ، وأبو داود رقم
( 4834 ) فى الأدب ، باب من يؤمر أن يجالس وهو فى صحيح الجامع ( 6797 ) .

([2]) رواه البخارى رقم ( 3209 ) فى بدء الخلق ، باب ذكر الملائكـة صلوات الله عليهم ،
ومسلم ( 2637 ) فى البر والصلة ، باب إذا أحب الله عبداً حببه إلى عبادة ومالك فى أو
الموطأ ( 2/ 953 ) فى الشعر ، والترمذى رقم ( 3160 ) فى التفسير .

([3]) رواه البخارى رقم ( 3688 ) فى فضائل أصحاب النبى r ، باب مناقب عمر بن الخطاب
t ، ومسلم رقم ( 2639 ) فى البر والصلة ، باب المـرء مع من أحب ، وأبو داود رقم

( 5127 ) فى الأدب ، والترمذى رقم ( 1386 ) فى الزهد .

([4]) رواه أبو داود ( 5124 ) فى الأدب ، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إليه ، والترمذى رقم
( 2393 ) فى الزهد ، باب ما جاء فى إعلام الحب وصححه الألبانى فى صحيح الجامع ( 279 )

([5]) رواه أبو داود رقم ( 5125 ) فى الأدب ، باب إخبار الرجل بمحبته إليه ، وحسنه الألبانى
فى صحيح سنن أبى داود ( 4274 ) .

(13) رواه أبو داود رقم (1522) فى الصلاة ، باب الاستغفار ، والنسائى ( 3/53) فى السهو
باب نوع آخر من الدعاء ، والحاكم فى المستدرك ( 3/ 273-274 ) ، وقال صحيح
الإسناد ولم يخرجاه ، ووفقه الذهبى وهو فى صحيح الجامع ( 7969 ) .


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.24 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]