عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-11-2009, 10:04 AM
الصورة الرمزية hamamzajil
hamamzajil hamamzajil غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: algeria
الجنس :
المشاركات: 665
الدولة : Algeria
افتراضي رد: المحافظون الجدد ..عقيدة وفلسفة سياسية

الآثار العالمية للفلسفة السياسية الأمريكية :




إن الفلسفة السياسية التي تحدثنا عنها آنفاً جعلت



الإستراتيجية الأمريكية تنظر إلى منطقتنا العربية نظرة خاصة ،



وتعد بداية التسعينيات من القرن المنصرم مرحلة جديدة شهدها



المجتمع الدولي ، لأنها مثلت مرحلة خطيرة وفريدة في التاريخ



البشري ؛ إذ شهد العقد الأخير من القرن العشرين تفرد



الإمبراطورية الأمريكية بالعالم كقوة سوبر عظمى ؛ وهذا استثناء



تاريخي لا سابق له . واعتبر كثير من المحللين الاستراتيجيين في



العالم أن هناك لحظتين تاريخيتين ؛ ساهمت بشكل كبير بكشف



الولايات المتحدة لإستراتيجيتها الكونية كإمبراطورية جديدة بدأت



تقود العالم بمفردها هما :



أولاً : عاصفة الصحراء :



حيث أعلن بوش الأب بعد انتصاره على العراق ؛ أن العالم اليوم



يشهد نظاماً عالمياً جديداًُ ؛ لن تسمح خلاله الولايات المتحدة



لأحد بأن يحاول الوقوف بوجه استراتيجيتها .




ثانياً : أحداث الحادي عشر من أيلول :



هذه الأحداث كان المستفيد الأكبر منها الولايات المتحدة ؛



لما شهدناه لاحقاً من تداعيات لهذه الأحداث كمحاربة الإسلام



تحت مسمى الإرهاب ، والإدارة الأمريكية إلى هذه اللحظة ترفض



أن تضع تعريفاً للإرهاب من جهة ؛ ومن جهة أخرى فشلت في أن



تفصل في حربها ما بين الإرهاب والإسلام . وكان الحدثان



فرصتين تاريخيتين كي تعيد الولايات المتحدة ترتيب خارطة



العالم بما يتلاءم مع فلسفتها السياسية ، وهذا ما صرح به تماماً



وزير الدفاع الأمريكي السابق ( رامز فيلد ) بعد يومين من أحداث



أيلول لوكالات الأنباء العالمية حيث قال : إن الدماء الأمريكية



التي زهقت في الأحداث ستحقق أهدافاً عظيمة للولايات المتحدة



على مدى قرن كامل ؟؟!!. نتائج الفلسفة السياسية للمحافظين



الجدد :



أولاً : محاولة إيجاد عدو يجعل الشعب الأمريكي ملتفاً



حول إدارته . وقد تم تحديد ذلك العدو بالإسلام .



ثانياً : تطبيق نظرية ( ماكندر ) المتمثلة بالسيطرة على مناطق



الثروات في العالم .



ثالثاُ : إيجاد أسواق ناشئة مستهلكة للسلع الأمريكية



؛ دون أن يكون لهذه السلع منافس حقيقي .




رابعاً : الدعم المطلق للكيان الصهيوني الذي يساعد على تحقيق



فلسفتها السياسية .



خامساً : محاولة قمع ووأد أي مشروع يُريد الظهور كمنافس



للولايات المتحدة .



سادساً : وجود شركات عملاقة " الشركات المتعددة الجنسيات"



تعمل على ضخ المال من شتى بقاع الأرض



بقوة إلى داخل الولايات المتحدة حتى تبقى محافظة على اقتصاد



قوي ؛ على مبدأ الأطراف يجب أن تعمل على خدمة المركز .



سابعاً : دعم المشروع الصهيوني والتصدي لكل من يحاول أن



يتعرض له بسوء . وحينما ننظر إلى ما يمد الإستراتيجية



الأمريكية بالحياة ويجعلها دائماً متفوقة ؛ سنجده يتمثل في ثلاثة



أشياء :



الأول : أن تكون مصادر الطاقة أو جلها تحت السيطرة



الأمريكية.



الثاني : امتلاك الولايات المتحدة لترسانة عسكرية لا



قبل لأحد بها وعدم السماح للآخرين بامتلاك قوة تدافع عن



نفسها.



الثالث : اقتصاد قوي ومتين ؛ يضمن التفوق



الإمبراطوري للولايات المتحدة . وإذا نظرنا إلى الآثار العالمية



للفلسفة الأمريكية ؛ والمقومات التي تجعلها إمبراطورية قوية



متحكمة بمفاصل الثروة والقرار في العالم ؛ سنجد أن منطقتنا



العربية هي أفضل ملعب تتحرك فيه الإدارة الأمريكية لكي تحقق



هذه الإستراتيجية ، وهذا ما يفسر الاهتمام الشديد بمنطقتنا .



ولكن هناك عائق إيديولوجي في هذه المنطقة ؛ يجعل



الإستراتيجية الأمريكية لا تستطيع تحقيق أهدافها الإستراتيجية



بسهولة ؛ ويتمثل هذا العائق الإيديولوجي بالإسلام ؛ الذي يمثل



اعتقاداً ايدولوجيا يؤمن به معظم شعوب هذه المنطقة ؛ وهذا



الاعتقاد الديني لأهل هذه المنطقة يتصادم كثيراً في مفاصل



متعددة مع إستراتيجية الإمبراطورية الأمريكية . واختيار الإسلام



كعدو محتمل يتمتع بكل المواصفات التي تجعل الإدارة الأمريكية



تخوف العالم من امتداده وتحشد الصفوف إلى جانبها يعدُّ اختياراً



ذكياً وهنا نتساءل :




لماذا الإسلام تحديداً ؟:



رغم أن دول المنطقة مجتمعة لا تشكل خطراً حقيقياً على الولايات



المتحدة كقوة مادية ؛ يمكن مقارعتها إلا أن الولايات المتحدة



اتخذت قراراً استراتيجيا قبل وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول



اعتبرت الإسلام عدواً استراتيجياً لها ؛ وذلك لعدة أسباب منها



الحقيقي ومنها الوهمي.



من هذه الأسباب :



1 . أمريكا لم تحدد عدوها الاستراتيجي في منطقة جغرافية محددة :



وهذا يجعلها تتحرك في كل بقاع الأرض



؛ وتزرع قواعدها في المناطق التي تمد الولايات المتحدة بالطاقة



التي هي شريان الحياة للإمبراطورية الأمريكية بحجة وجود



إسلاميين يريدون استهداف مصالحها .



2 . عداؤها للإسلام يضفي على حربها الطابع الأممي :



وبالتالي تستطيع أن تختلق



الأعذار ؛ وتضع الأكاذيب لتتدخل عسكرياً في المناطق التي لها



مصالح حيوية فيها .



3 . خلق وجود عسكري أمريكي في



المناطق العربية والإسلامية :




يكون خادماً لاستراتيجيتها بحيث



تكون دائماً قريبة من المناطق التي ستشكل خطراً على



استراتيجيتها في المستقبل كالصين وإيران وروسيا ؛ وللعلم فإن



عدد القواعد العسكرية الأمريكية التي تحيط بالصين بلغ (130)



قاعدة عسكرية أمريكية ؟؟!! . عدا قواتها الموجودة اليوم في



أفغانستان ؟.



4 . المنطقة الجغرافية التي يقيم عليها المسلمون



هي أغنى مناطق العالم بالطاقة ؛ وتحتاج إليها الولايات المتحدة



بشدة . وعندما تتواجد الولايات المتحدة عسكرياً في هذه المناطق



فإنها تضمن تدفق مصادر الطاقة إليها دون أية معارضة



( والعراق مثالاً ) .‏



---------------------


منقول مع تحياتي
__________________

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.12%)]