أحببت أن أروي لكم قصة ، عشتُ مع صاحبتها أمتع الأوقات ، ففي أيام عملي في مكتب دعوة الجاليات ، في الحي الذي أسكن به (حي السلامة) ، صادقتُ الكثيرات ، وكانت صاحبة قصتنا التالية منهن.
الاسم : برليتا
المهنة : عاملة منزل
الديانة السابقة : born again christians (المجددين الروحيين)
سبب إعتناق الإسلام :
لقد تجهمت الحياة في وجهي, وذلك بسبب الإكتئاب والإضطراب النفسي الذي كنت غارقة فيه , حتى أخمص قدمي .
ولدت في أسرة نصرانية تعتنق المذهب الكاثوليكي ، ولكني لم أقتنع يوما بعقيدة التثليث مما حدى بي للإنتقال من مذهب نصراني لآخر .
لقد تقاذفت بي الأمواج وأنا أعتنق كل فترة دينا ومعتقدا جديدا ، وعلى الرغم من اختلاف أسماء المعتقدات النصرانية مثل :
Born again christians ,seven days adventists و غيرهما الكثير .
وعلى الرغم من إختلاف أسمائها ، إلا أن جوهرها وأصلها واحد ، ألا وهو الشرك .
لقد كنت أتعذب كثيرا , لأن في داخلي أمر ما يؤكد لي أن كل دين أو مذهب جديد أعتنقه هو باطل , باطل …
زرت مختلف الكنائس , سألت القساوسة هناك على إختلاف معتقداتهم ولكن لاجدوى ، لاجدوى .
سمعت عن الإسلام ولكن أيكون هو الدين الحق ؟!!
هل أعتنق الدين الخامس لأكتشف بعد فترة وجيزة أنه أيضا باطلا ؟!!
في أحد الليالي , وأنا في شدة الضيق , و أنا في غمرة الألم ، رفعت يدي وأجهشت بالبكاء ودعوت الله من أعماق أعماق قلبي : أين الحقيقة يارب ؟ يارب دلني عليك فأنا تائهة ضائعة ، ماذا أفعل يارب ؟؟؟ فإذا كان هذا الدين الي سمعت عنه هو الدين الحق , اجعلني أسافر لتلك البلاد التي يعتنق أهلها جميعهم هذا الدين خذ بيدي يارب .. ارحمني .. دلني عليك.
واستجاب الله دعائي ، نعم استجاب الله دعائي ، وجدت نفسي في اليوم التالي أجهز حقائبي للقدوم إلى السعودية ، وعملت كعاملة منزل عند أسرة سعودية .
ويا للروعة ، فقد قامت كفيلتي بإعطائي بعض الكتيبات عن الإسلام و أخيرا وجدت الحق .
عرفت من هو ربي الله الواحد الأحد, و من هو سيدنا المسيح عليه السلام , ومن هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم .
لقد كانت لحظات رهيبة تلك التي أشهرت فيها إسلامي , ولا أخفيكم فإني كلما تعمقت في هذا الدين أكثر كلما حمدت الله تعالى الذي نجاني من ظلمات النصرانية إلى نور الإسلام . وأخذتني كفيلتي إلى مكتب دعوة الجاليات حيث الضياء والنور، فهناك وجدت نفسي بين أخوات فاضلات اعتنقوا الإسلام بعضهنّ حديثي الإسلام مثلي .
يا الله كم كنت سعيدة بوجودي معهن .
وحينما تعلمت الصلاة وتعلمت تلاوة سورة الفاتحة ، لا أدري ما الذي أستطيع قوله : إن هذه السورة العظيمة , يحبها فؤادي و يرتعش لها جسدي , وتدمع لها عيني ، وكيف لا وهي منزلة من عند الله تعالى , فهي كلمات الله تعالى , الله ربّ العالمين يختار برليتا من بين بلايين النصارى , لكي تؤمن به وتصلي وتتلو كلماته إنه لفضل عظيم , عظيم , عظيم .
لقد كنت في السابق قبل إسلامي أبكي بحرقة لأني ضالة أبحث عن الحق ، أما الآن و بعد أن منّ الله علي بالإسلام أصبحت أبكي أيضا ولكن خشية من الله , وتقديرا وتعظيما لكلمات الله.
وأخيرا أتوجه بالنصح لكل من هو غير مسلم , إبحث عن الحق بصدق وأمانة ، وسوف يأخذ الله بيدك ويشرح صدرك لهذا الدين .
أما بالنسبة لأخوتي المسلمين أوصيهم أن يحمدوا الله سبحانه على نعمة الإسلام وأن يتدبروا آيات القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة التي يتلونها دائما في الصلاة ، وليعلموا يقينا أن البشر جميعا لا يعدلوا ذرة بالنسبة لملكوت الله تعالى ، فما بالك و أنت بمفردك مخلوقة ضعيفة تقفي بين يدي ملك الملوك عزّ وجل من بيده ملكوت السموات والأرض.