الفصل السابع
إيضاحات لبعض الآراء الاعتقادية للرافضة
إلا أننا سنقتصر في دراستنا لآرائهم على أهم المسائل الاعتقادية، عندهم، والتي كان لها أثر هام في تباعدهم عن هدي الكتاب والسنة، وطريقة أهل الحق، وسنقتصر على المسائل الآتية على سبيل الإيجاز:
1- قصر استحقاق الخلافة في آل البيت.
2- دعواهم عصمة الأئمة والأوصياء.
3- تدينهم بالتقية.
4- دعواهم المهدية.
5- ودعواهم الرجعة.
6- موقفهم من القرآن الكريم.
7- موقفهم من الصحابة.
8- القول بالبداء على الله تعالى.
* أولا: موقفهم من الخلافة والإمامة:-
هذه القضية هي الشغل الشاغل لهم، وهي مركز بحوثهم، ومن أهم الأسس لعقيدتهم، وأكثر المسائل الفرعية ترجع إليها، وأهم ما يدور من الخلاف بينهم وبين أهل السنة، أو فيما بينهم إنما يدور حولها.
* وفيما يلي نستعرض أهم آرائهم فيها:
1- الإمام له صلة بالله تعالى من جنس الصلة التي للأنبياء والرسل.
2- الإيمان بالإمام جزء من الإيمان بالله.
3- حرفوا معاني القرآن الكريم إلى هواهم في الأئمة.
4- زعموا في الأئمة أنهم هم الذين جمعوا القرآن كله كما أنزل ولا يعترفون بغير ذلك.
5- الأئمة عندهم اسم الله الأعظم.
6- وأن الإمام إذا مات لا يغسله إلا الإمام الذي يليه.
* ثانيا: دعواهم عصمة الأئمة والأوصياء:
هذه إحدى خرافات الشيعة في أئمتهم فقد ادعوا عصمتهم من كل الذنوب والخطايا، الصغائر والكبائر، لا خطأ ولا نسيانا منذ طفولتهم إلى نهاية حياتهم وجوبا لا شك فيه.
* سبب ذلك:-
نجد أن الذي حملهم على ذلك هو أن العصمة عندهم شرط من شروط الإمامة، ثم رفعوا أئمتهم وغلوا فيهم غلوا فاحشا إلى أن اعتبروهم أفضل من الأنبياء؛ لأنهم نواب أفضل الأنبياء.
* إبطال ما ادعته الشيعة من عصمة أئمتهم:-
أما اعتقاداتهم خوف وقوع الخطأ من الإمام لو لم يكن معصوما، فإنه من المعلوم عند الناس أن المقصود من تنصيب الإمام هو تنفيذ الأحكام ودرء المفاسد، وحفظ الأمن والنظر في مصالح العامة وغير ذلك، وليس من شرط بقائه في الحكم أن يكون معصوما.
وادعاؤهم أنه لا يجوز عليه الخطأ يكذبه العقل والواقع.
* ثالثا: تدينهم بالتقية:
التقية في اللغة يراد بها الحذر.
والتقية في مفهوم الشيعة معناها أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن.
أي أن معناها النفاق والكذب والمراوغة والبراعة في خداع الناس.
* البيان منزلة التقية عند الشيعة نورد الأمثلة التالية:
1- التقية أساس الدين، من لا يقول بها فلا دين له.
2- اعتقدوا أن التقية عز للدين، ونشره ذل له. كما روي الكليني عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله: "يا سليمان، إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذله الله".
3- جعل الشيعة ترك التقية مثل ترك الصلاة تماما. قال القمي: "التقية واجبة، من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة".
4- حدد الشيعة لجواز ترك التقية بخروج القائم من آل محمد ( المهدي المنتظر).
* أسباب قول الشيعة بالتقية:-
1- قالت طائفة: إن التقية تجب للحفاظ على النفس أو العرض أو المال أو الإخوان.
2- وقالت طائفة: إن التقية تجب لأنها فضيلة، والفضائل يجب التحلي بها.
3- والحق أنهم أوجبوا التقية لظروف أحاطت بهم، ورأوا أن لا خلاص لهم إلا بالاتكاء على دعوى التقية.
* أدلة الشيعة على جواز التقية:
1- قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
2- قوله تعالى: ( فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ).
3- قوله تعالى: ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ).
4- قوله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ).
4- المهدية والرجعة عند الشيعة:
من هو المهدي:
يؤمن أهل السنة بالهدي الذي صحت به الأحاديث، ولكن غير مهدي الشيعة الخرافي الذي وصلوا في إيمانهم به وانتظاره وترقبه إلى حد جعلهم محل سخرية العالم منهم، وأخباره عندهم أكثر من أن تذكر، وقد أفرده الطوسي بكتابه المسمي: "كتاب الغيبة".
ومع أنه كما هو الصحيح عند أكثر العلماء- أنه شخصية خيالية لا وجود له إلا في أذهان الشيعة الذين يزعمون إمامته وينتظرون خروجه بعد غيبته الكبرى، ومن تلك التناقضات الشيعية ما تجده من
1- اختلاف الشيعة في وجود محمد بن الحسن وولادته.
2- وذهب آخرون إلى إثبات ولادة محمد بن الحسن، بل وحددها محمد صادق آل بحر العلوم المعلق على فرق الشيعة للنوبختي بأنها كانت يوم الجمعة منتصف شعبان على أشهر الأقوال كما سنة 255هـ.
* كما اختلفوا في اسم أمة على أقوال:
- فقيل: اسمها نرجس.
- وقيل: صقيل أو صقيل.
- وقيل: اسمها حكيمه.
- وقيل: اسمها سوسن.
* مكان وجود المهدي:
1- أنه مختف في سامراء في سرداب دار أبية وهذا من أشهر أقوال الشيعة والمتداول بينهم، وفي كتبهم.
2- أنه مختف في المدينة المنورة.
3- أنه مختف بمكة المكرمة.
4- وبعضهم قال: هو بذات طوى.
5- وبعضهم قال: إنه في اليمن بواد يسمى شمروخ.
6- وبعضهم قال: إنه بالطائف حسب رواية الطوسي الطويلة عن علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي.
* رجعة المهدي ومتى تتم؟
يؤثر سائر العقلاء أنه لا رجعة لأحد بعد موته ليعيش في الدنيا، ويؤمن المسلمون برجعة واحدة تكون في يوم القيامة حين يجمع الله الخلائق لفصل القضاء.
فقد قرروا في عقائدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم
وأهل بيته علي والحسن والحسين وبقية الأئمة سيرجعون. وفي المقابل يرجع أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، ويزيد وابن ذي الجوشن، وكل من آذى أهل البيت بزعمهم.
وقد بلغ بهم كرههم للصحابة أن زعم أحد غلاتهم ومتعصبيهم وهو الشريف المرتضى أن أبا بكر وعمر يصلبان على شجرة في زمن المهدي وهي خضراء فتيبس فيضل بسبب ذلك جمع كثير من الناس.
* أما متى يخرج المهدي؟
فقد وقت بعض الشيعة لخروج المهدي زمنا معينا، وذلك بعد وفاة الحسن العسكري بزمن، إلا أن الذين وقتوا خروجه بزمن حينما انتهى التقدير ورأوا أن المسألة ستتضح ويظهر فيها الكذب مددوا هذه الغيبة إلى وقت غير مسمى.
ورواية أخرى يذكرها الكليني عن أبي جعفر تذكر أنه سيخرج بعد سبعين سنة، ثم مددت هذه المدة أيضا حين أفشى السر إلى أجل غير مسمى، وذلك حسب ما روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر أن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين.
* سبب إصرار الشيعة على القول بوجود محمد بن الحسن العسكري:-
وأكثر تلك الشروط هي تقول على الله ومجازفة وحكم على الغيب، فيها على سبيل المثال لا الحصر:-
1- أن الإمام لا يموت حتى يكون له خلف من ذريته هو الذي يتولى الإمامة من بعده حتما لازما.
2- أن الإمامة لا تعود في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا، بل في الأعقاب وأعقاب الأعقاب.
3- الإمام لا يغسله إلا إمام هو أكبر أولاده.
5- موقفهم من القرآن الكريم:
القرآن الكريم كلام الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تكفل الله بحفظه وحمايته من أيدي العابثين وتأويلات المبطلين فقال عز وجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
إن الحق والواجب أن يكون القرآن الكريم بعيدا عن أي مساس، وأن يكون نواة تجتمع عليها كلمة كافة المسلمين، وأن يجعل الحكم له في كل قضية، إلا أنه- ومع الأسف الشديد – لم يسلم القرآن الكريم من تدخل أهواء الشيعة- المتعمقين في الغلو- فقالوا بأقوال لا تجتمع معها كلمتهم وكلمة أهل السنة أبدا حتى يرجوا عنها؛ لأنها يسيران في طريقين متباعدين لا يلتقيان.
كما يعتقدون أن مصحفا مفقودا سيصل إلى أيديهم يوما ما يسمى "مصحف فاطمة" فيه أضعاف ما في المصحف العثماني الموجود بين أيدي المسلمين، وأنه يختلف عن هذا المصحف اختلافا كثيرا.
6- موقفهم من الصحابه:
فقد هلكوا فيهم؛ إذ بالغوا في العداء لهم وكفروهم، وحكموا بردة أخيارهم- حاشاهم من ذلك- بل وجعلوا من عبادتهم لله التقرب إلى الله بلعنهم صباحا ومساء وأثبتوا من الأجر- بافترائهم على الله- ما لا يعد ولا يحصى لمن سبهم صباحا ومساء واختلفوا عليهم أكاذيب وافتراءات لا يصدقها من له أدنى مسكة من عقل.
ولا يخلو كتاب من كتب الشيعة- على كثرتها وبطلانها- من سب وشتم للخلفاء الراشدين وسائر الصحابة إلا من استثنوهم.
أو الكذبة الأخرى في وقولهم: "ولله وراء هذا العالم سبعون ألف عالم في كل عالم سبعون ألف أمة، كل أمة أكثر من الجن والإنس، لا هم لهم إلا اللعن على أبي بكر وعمرو وعثمان".
وللشيعة دعاء يسمونه "دعاء صنمي قريش" أي أبي بكر وعمر، ونصه: "اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما..." وهذا الدعاء انتظم الخليفة الراشد أبو بكر وعمرو وعائشة وحفصة رضوان الله على جميعهم. وقد أشرنا إلى عدائهم للخلفاء في درس الرجعة والمهدية.
وللطبرسي في كتابه "فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب" من الغمز واللمز والأكاذيب على آل البيت ما يدل دلالة واضحة على بعد هؤلاء العتاة عن الدين الإسلامي الحنيف، وجهلهم بحق الصحابة، وأنهم يعيدون عن هدي الإسلام كل البعد، وهكذا فعل الطوسي في كتابه "الغيبة".
* شهادة المنصفين:
والآن اسمع ما يقوله المنصفون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهناك عشرات الأمثلة تركتها لئلا يطول البحث، ويمكنك الرجوع إليها بسهولة ويسر.
* يقول الكاتب الإنجليزي المشهور كاريل في إعجابه بالقرآن الكريم:
" إن القرآن لا ريب فيه، وإن الإحساسات الصادقة الشريفة والنيات الكريمة تظهر لي فضل القرآن، الفضل الذي هو أول وآخر فضل وجد في الكتاب نتجت عنه جميع الفضائل على اختلافها، بل هو الكتاب الذي يقال عنه في الختام:
" (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) لكثرة ما فيه من الفضائل المتعددة".
* ويقول الفريد غليوم أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة لندن:
" علينا من المبدأ أن نقرر أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان وحدا من أعلام التاريخ العظماء ... إلى أن يقول: إن إخلاص خلفائه لدعوته وإيمانهم بها وفهمهم لها قد جعلهم يعملون على تعميم الدعوة الرحيمة".
7- قولهم بالبداء على الله:
البداء: معناه الظهور بعد الخفاء، كما في قوله تعالى: (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) أي ظهر.
وله معان أخرى كلها لا تخرج عن مفهوم تجدد العلم بتجدد الأحداث.
وإذا أطلقت هذه المعاني على الإنسان فلا محذور فيها لتحققها فيه، وأما إذا أطلقت على الله عز وجل فلا شك أنها كفر تخرج صاحبها من الملة، ذلك أن الله تعالى عالم الغيب والشهادة، يعلم السر وأخفى، ويعلم ما ظهر وما سيظهر على حد سواء، ومحال عليه عز وجل حدوث الجهل بالشيء فتبدو له البداءات فيه.
* أدلتهم على القول بالبداء:
- عن وزارة بن أعين عن أحدهم عليهما السلام قال: "ما عبد الله بشيء مثل البداء".
والحقيقة ما عبد الله بشيء مثل التوحيد له عز وجل والانقياد التام، وأما البداء فهو عقيدة يهودية، من قال بها فقد وصف ربه بالنقص والجهل والتخبط في الاعتقاد.
- وفي رواية ابن عمير عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام: "ما عظم الله بمثل البداء".
- وعن مرزام بن حكيم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "ما تنبأ نبي قط حتى يقر الله بخمس: والعبودية والطاعة".
* أول من قال بالبداء على الله تعالى:
يبدو أن أول من ادعى البداء على الله تعالى هم اليهود، قالوا: إن الله تعالى خلق الخلق، ولم يكن يعلم هل يكون فيهم خير أو شر، وهل تكون أفعالهم حسنة أم قبيحة، فقد جاء في سفر التكوين في الإصحاح السادس من التوراة ما نصه.
ويقول الشهرستاني في تقريره لهذه القضية: "وإنما ضار المختار إلى اختار القول بالبداء لأنه كان بدعي علم ما يحدث من الأحوال، إما بوحي يوحى إليه، وإما برسالة من قبل الإمام، فكان إذا وعد أصحابه بكون شيء وحدوث حادثة، فإن وافق كونه قوله جعله دليلا على صدق دعواه.
ففي القرآن الكريم آيات تكذب كل زعم يقول بالبداء على الله عز وجل، ومن ذلك:
1- قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبه في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
2- قوله تعالى: (لا يضل ربي ولا ينسى).
3- قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة).
الفصل الثامن
الشيعة في العصر الحاضر وهل تغير خلفهم عن سلفهم؟
لقد تعتمد علماء الشيعة مغالطات الناس قديما وحديثا في إبداء نظرتهم إلى المخالفين لهم من سائر الناس ومن السنة- بخصوصهم - متخذين من التقية منفذا لكل ما يريدونه من قول أو فعل، كما أنها تظهر بين آونة وأخرى كتابات لهم تبدي في الظاهر تقاربهم من أهل السنة، فانخدع الكثير بتلك الدعايات ولكن تبين أن الشيعة سلفا وخلفا لم يتغير موقفهم قيد أنملة.
ولقد حذر كبار علماء الإسلام منذ القدم من هؤلاء الشيعة، فقال الشافعي: "ما رأيت في أهل الأهواء قوما أشد بالزور من الرافضة".
وقال شريك بن عبد الله القاضي: "أحمل عن كل من لقيت إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا".
وقد وجدت الآن كتب تبين حقيقة الشيعة في هذا العصر الذي يقودهم فيه الخميني، وتبين أهداف الخميني ونواياه بالمسلمين من أهل السنة، من تشجيعه للتتار على التنكيل بالمسلمين وغير ذلك من الأحداث التي تشهد بمواقف الشيعة وخيانتهم.
وشيعة اليوم لا يختلفون عن شيعة الأمس في المراوغة والكيد، وفي الغلو أيضا، فهذا الخميني زعيم ثورتهم في إيران يصرح بتعصبه الشديد وخروجه عن الحق في الأئمة، ورفعهم فوق مكانتهم البشرية فهو يقول:
"إنهم عليهم السلام يختلفون عن سائر الناس اختلافا في قدم الخلق وفي الوجود، ولهم مع الرب تعالى مرتبة لا يدانيها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
ولقد بلغ الحقد الشيعي على المسلمين- وخصوصا أهل السنة- في عصرنا الحاضر إلى حد الاستهتار بدماء المسلمين وأعرضهم، وتهديد أمنهم في بيوتهم ولعل ما فعلوه في مكة المكرمة في حج عام 1407هـ أقوى شاهد على مدى حقدهم، ونظرتهم إلى المخالفين لهم، حينما تظاهروا في الحج ما يقارب مائة وخمسين ألفا، وهجموا يريدون الكعبة، وتجمعوا في مظاهرات غوغائية، وكانوا يهدفون إلى تحقيق مخطط رهيب رافعين شعاراتهم وصور زعيمهم الخميني، وتقدموا رجالا ونساء يريدون الحرم، لولا أن الله تعالى وبفضله ثم يقظة الحكومة السعودية لنجح مخطط أولئك.
بل ويرى عدم جواز الصلاة على ميت أهل السنة الذين يسميهم زورا بالنواصب فقال:
"يجب الصلاة على كل مسلم وإن كان مخالفا للحق على الأصح، ولا يجوز على الكافر بأقسامه حتى المرتد، ومن حكم بكفره ممن انتحل الإسلام كالنواصب والخوارج.
الفصل السابع
الحكم على الشيعة
يسأل كثير من الدارسين عن حكم الشيعة ... هل هم كفار خارجون عن الملة، أم هم في عداد الفرق الإسلامية؟
* فأما بالنسبة للشيعة بخصوصهم فالذي اتضح لي:
1- أن الشيعة ليسوا جميعا على مبدأ واحد في غير دعوى التشيع، فمنهم الغلاة الخارجون عن الملة دون شك، ومنهم من يصدق عليهم أنهم مبتدعون متفاوتون في ابتداعهم.
2- أن التثبت في تفكير المعين أمر لابد منه.
3- ليس معنى التثبيت في تفكير المعين أننا لا نطلق على الطائفة الخارجة عن الحق ألفاظ التبديع والتضليل والخروج عن الجماعة.
4- اتضح أن الشيعة عندهم مبادئ ثابتة في كتبهم المعتمدة، قررها رجالاتهم المعتبرون قدوة في مذاهبهم، من قال – ولو ببعض من تلك المبادئ فلا شك في خروجه عن الملة الإسلامية، ومنها:
أ- قولهم بتحريف القرآن وأنه وقع فيه الزيادة والنقص حين جمعه أفاضل الصحابة رضوان الله عليهم.
ب- غلوهم في أئمتهم وتفضيلهم على سائر الأنبياء كما ملئت بذلك كتبهم القديمة.
ج- غلوهم في بغض الصحابة ممن شهد الله لهم بالفوز والنجاة، كأبي بكر وعمر وعثمان وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وحفصة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
د- قولهم بالبداء على الله تعالى، وقد تنزه الله عن ذلك.