عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-11-2009, 07:15 PM
الصورة الرمزية بشرى فلسطين
بشرى فلسطين بشرى فلسطين غير متصل
مشرفة ملتقى فلسطين والأقصى الجريح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: فلسطين ..يوما ما سأعود
الجنس :
المشاركات: 3,319
الدولة : Palestine
Icon1 فتنة العالم الفاجر .. وفتنة العابد الجاهل

بسم الله الرحمن الرحيم
ينقسم العباد في الحياة الدنيا إلى عالم وجاهل:
فهناك عالم بأمور الدنيا وجاهل ما ينفعه من أمور آخرته
وهناك جاهل بأمور الدنيا والآخرة ، لا يعي ما يقول ولا يفقه ما يسمع، فهذا كالأنعام بل أضل منها.
وفي الضفة الأخرى حيث النقيض تماما، هناك عالم بأمور دينه يعرفها ويعمل بها ، وبالتأكيد هو عالم بدنياه .
فلا أظن أن هناك عالم بالدين قد ضيع علم الدنيا ، إذ نحن أمة إقرأ ، أمة العلم والقرآن.
مثالان مختلفان ، وشتان بين عالم للدنيا وعالم مخلص يرجو رحمة ربه.

فالعالم الذي يؤثر علم الدنيا، ويتبع هواه،لهو أسوأ حالا من الجاهل الذي يتخبط في جهله
قال تعالى :{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)} الأعراف
فهذه آفة العلم ، إيثار الدنيا والرياسة والمنصب والشهوات .
فالحذر الحذر من الدنيا وزخرفها، العمل لها.
فقد جعل الله سبحانه وتعالى رضى العبد بالدنيا ، وغفلته عن معرفة آيات ربه وتدبرها، والعمل بها سبب شقائه وهلاكه.
ولا يجتمع رضىً بالدنيا ، وشوقٌٍ للقاء الله في قلب عبد أبدا

ولن يكون العبد الجاهل أحسن حالا من العالم المفرط، ولعله أقل ضرارا
فالعبد الجاهل آفته في إعراضه عن العلم ، والعمل بلا برهان ، فتراه يقع فريسة للبدع والخرافات
وتجده مذبذبا ، لا يعرف لمن يسمع أو من يتبع
ولقد قال سفيان بن عيينة : احذروا فتنة العالم الفاجر ، وفتنة العابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ؛ فهذا بجهله يصد عن العلم ، وذاك ببغيه يدعو إلى الفجور.

ولو تأملنا أحوال الناس ، لوجدنا هذا النوع هو الغالب على الناس - إلا ما رحم ربي- عمروا دنياهم ، وأفسدوا أخراهم، فقد استوفوا نصيبهم ونالوا أجورهم كاملة .
فانتبه أخي وانتبهي أختي أنا تكونا منهم
فاحذر أن تكون عالما فاجرا ، أو عابدا جاهلا.
ولأن تعيش غريبا خير لك من بيع آخرتك بمتاع زائل ، فلهم شأنهم ولك شأن، علمك غير علومهم ، وطريقك غير طريقهم ، فهم في وادٍ وأنت في واد.
وكلما شعرت بالغربة ، وأحسست بمرارة الوحدة تذكر
قوله تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)} يونس
فهؤلاء ، رضاهم بالدنيا ، وغفلتهم عن آيات ربهم ، أورثتهم النار والشقاء الأبدي في الدنيا والآخرة
أما أنت ، إيمانك بلقاء الله ، أورثك الرضا بالقضاء ، ودوام الشكر ، والعمل لما بعد الموت ، وجنة عرضها السموات والأرض.
وهذه مواريث الإيمان بالمعاد ، وتلك مواريث حب الدنيا وملذاتها.
كتبته الفقيرة إلى الله
بشرى
__________________

يا أقصى والله لن تهون
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]