كيف نتخلص من الأخلاق السيئة
أولا: اكتساب الأخلاق السيئة:
الناس تكتسب كثيرا من الأخلاق السيئة ووسائل اكتسابها كثيرة، ولها العديد من الطرق إما عن طريق مشاهدة الناس أو من الشارع أو مراقبة الغير وكذلك ربما من الوالدين أو من الأصدقاء أو من السوق وذلك عن طريق الاحتكاك بالناس، فالمرء يتلقى أو يأخذ أخلاق صديقة، ويتعلم منها فقد تكون صالحة أو تكون فاسدة فهو بذلك يتلقها إلى غيره وهكذا.
* طرق التخلص من الأخلاق السيئة:
أولا: الإقلاع عن الأخلاق السيئة:
وهو أحد شروط التوبة، ويحتاج إلى ما يسمى بالإيراد.
والإرادة هي: القوة الخفية لدي الإنسان، وتعني اشتياق النفسوميلها الشديد إلى فعل شيء ما أو تركة.
والإرادة قوه مركبة من رغبة بالإضافة إلى حاجة إلى أمل ، فلابد لكل إنسان يريد أن يتطهر من أخلاقة السيئة أن يمتلك الإرادة وهي تبدأ كرغبة، ثم تتحول إلى عزم في القلب.
العزم لغة: الجد.
اصطلاحا: هو اجتماع قوي الإرادة على الفعل.
فإذا اجتمعت الإرادة والعزم استطاع الإنسان إصلاح نفسه وتهذيبها وابعادها عن الأخلاق السيئة إلى الأخلاق الحسنة.
ثانيا: لابد من البديل الحسن:
مثال: إذا كان الإنسان متعودا على أصدقاء السوء يقوم بتركهم والبحث عن صحبة حسنه يستفيد منهم ويكون بذلك قد ترك الشر وأقبل على الخير، وهكذا نجد بدائل حسنه لكل سيئ وهي على التالي:
الأولى: العزم على ترك العادة السيئة وتنفيذ ذلك .
الثانية: إيجاد البديل الحسن.
ثالثا: لوم النفس ومحاسبتها على الدوام:
يقول ابن القيم: المراد بالمحاسبة الاستمرار على حفظ التوبة، حتى لا يخرج عنها وكأنه وفاء بعقد التوبة.
الخطوة الثالثة: الاستمرار بالمحاسبة والمتابعة ولوم النفس بالتقصير حتى لا تشمخ وتأمن، والمراد هو لوم النفس ومحاسبتها في حالة الخطأ فإذا أراد أ
محاسبتها على خطئها يقوم بمنعها ما تريد، أي القيام بمبدأ الثواب والعقاب.
* رابعا: تذكر الموت وأهوال القيامة:
يعد تذكر الموت من أهم أسباب تغير النفس من الفساد إلى الصلاح وذلك عندما تتذكر الموت وأهواله وما سيكون عقابها في الآخرة فتذكر الموت من أهم البواعث للعمل الصالح.
* أثار تذكر الموت وأهوال القيامة:
1- التحرر من اسر الدنيا والشغف بها.
2- التحرر من مخاوف الدنيا.
3- التزام التقوى والمسارعة إلى العمل الصالح.
4- أخذ الدروس والعبر.
( من الأساليب العلمية لتذكية النفس )
أولا: العلم النافع:
العلم النافع الذي يحقق التذكية: هو كل علم يقرب من الله سبحانه، ويزيد الخشية منه، ويدفع إلى العمل الصالح.
ويدخل في هذا العلم الثري أولا: وهو علم الكتابة والسنة بفهم سلف الأمة، ثم تأتي بعض العلوم الأخرى كالطب والفلك وغيرها.
وحتى يؤدي العلم مهمته في تذكية النفس لابد من شرطين:
الأول : العمل الصالح مع الإخلاص لله تعالى:
الثاني : أن يتجنب المسلم المراء والخصام في مسائل العلم.
ثانيا: العمل الصالح:
العمل لغة: المهنة والفعل.
اصطلاحا: هو العمل المراعي من الخلل.
دائرة العمل الصالح واسعة جدا، وجولة فقط في بعض أركان الإسلام ترى العاقل الآثار العظيمة في تذكية النفس، فالدين كله خلق، والعبادات كلها أخلاق، مع الله سبحانه، ثم هي مع الناس، والعاقل هو من استفاد من عبودية في أخلاقة وعبادئه وسائد أموره.
ثالثا: صحبة الصالحين:
مصاحبة الأخبار هي الفائدة الحقيقة إلى اكتسابها وهي العون على تغيير الأخلاق السيئة، العاقل هو من يستفيد مما جعل لغيره ويرى ويعرف اصحابه من يستشيره ومن يأخذ بنصحه.
رابعا: الزواج:هو أحد أهم الطرق للابتعاد عن الأخلاق السيئة مثل النظر إلى المحرمات وغيرها فهو حصن يردع الإنسان عن كثير من الشرور.
خامسا: إمعان النظر في كتاب الله سبحانه وتعالى:
القرآن الكريم هو كتاب الله سبحانه الذي انزله ليكون هدى للناس في كل أمورهم فهو دستور كل شيء وهو دستور الحياة وكذلك الأخلاق فهو مليئ بالأمثال والقصص والعبر هداية لخيري الدنيا والآخرة.
وقد أشتمل القرآن الكريم على:
1- آيات بينات: وهي الآيات الواضحات من الحقائق الشرعية، من الأمر والنهي وغيرها.
2- أخبار الأمم السابقة وما فيها من عبر للعاقلين.
3- الموعظة للمتقين: المواعظ والنصائح والوصايا.
* فوائد القصص القرآني:
1- الإقتداء بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
2- اجتناب سلوك المجرمين.
3- التفكر.
4- المعين التربوي، والزاد العلمي.
رسول الله مع أصحابه
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في المسجد النبوي فسألوه: ماذا تحب من دنياك يا رسول الله؟
فقال صلى الله عليه وسلم: "حبب إلي من الدنيا ثلاث: الطيب، والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة" (صحيح النسائي للألباني 3939).
فقال أبو بكر رضي الله عنه : " وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث: نفقة مالي عليك، وجلوسي بين يديك، والنظر إليك".
فقال عمر رضي الله عنه: " وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث: قول الحق، والأمر بالمعروف والهي عن المنكر".
وقال عثمان رضي الله عنه: "وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام".
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث: إكرام الضيف، وصيام رمضان في الصيف، وضرب المشركين بالسيف".
فنزل جبريل عليه السلام عند ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" وأنا يا رسول الله حبب إلى من دنياكم ثلاث: حب المساكين، وأداء الرسالة إلى المسلمين، والحمد لله رب العالمين"، ثم عرج جبريل إلى السماء، ورجع في أسرع من طرفة عين، فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: " وأنا أحب من ديناكم ثلاث:"قلب شاكر، ولسان ذاكر، وجسم على البلاء في طاعتي صابر".
القيم في قصة رسول الله مع أصحابه
1- قول الحق تتمثل في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذه من أجل الأخلاق الإسلامية فهي مما يذكر الناس بالآخرة وتتمثل في قول الفاروق رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم.
3- الكرم: وهي تتمثل في قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.