عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-10-2009, 01:14 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

تحدث عن فلسطين في دائرة أصدقائك.. وفي دائرةالعمل.. فلنترك جانبًا في هذه الأيام العصيبة الحديث عن المباريات والدوري والكأس والمسلسلات والأفلام.. والقيل والقال.. وفلان وعلان.. فلنتحدث عن فلسطين..
حتى في الدوائر السطحية التي تلتقي بها قدرًا ودون ترتيب تحدث عن فلسطين.. سواءًا أكنت منتظرًا في عيادة طبيب.. راكبًا في وسيلة مواصلات... تحدث عن فلسطين..
ثم فكرأن توسع دوائر التحريك:
مقال في جريدة أو خطاب إلى بريد إحدى الصحف..
مقال في مجلة حائط في مدرسة أو جامعة..
كلمة بسيطة سريعة في مسجد أو في فصل أو في مدرج.. دقيقتين أو ثلاثة.. خبر عن عملية استشهادية أو سؤال الدعاء لأهل فلسطين.
خطبة جمعة - لو تستطيع - أو تنصح الخطيب بذلك..
اعمل صالون ثقافي في بيتك وادع أصدقاءك وناقشوا القضية.. ولا مانع إن تدعو إلى اللقاء متحدثًا يدرك أبعاد القضية, يحاورهم ويشرح لهم..
ابعث رسائل على الإنترنت لكل من تعرف من الأفراد والهيئات في كل بقاع العالم.. ابعث للمسلمين ولغير المسلمين.. اشرح القضية.. وضح فضائح اليهود.. اعمل رأي عام عالمي مضاد للإعلام اليهودي.. تحرك.. ليس هناك وقت..
حتى المظاهرات السلمية تعتبر تحريكا للقضية.. لكن مع الأخذ في الاعتبار أن المظاهرة تكون بالضوابط الشرعية.. ليس فيها تكسير أو إفساد حتى للمحلات الأمريكية وغيرها.. فهي في عهدنا والمسلمون لا ينقضون العهود.. وليس فيها سباب.. فليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء.. وليس فيها اختلاط مخل بالآداب الإسلامية.. وليس فيها شعارات ضالة تؤخر القضية بدلاً من تقديمها..
هذا التحرك –يا أخي- لابد أن يكون بسرعة..
فعلاً ليس هناك وقت..
مرور الوقت –دون عمل- ليس في مصلحةالقضية..
- مع مرور الوقت يزداد عدد الشهداء, وتفقد الأمة أفرادها الواحد تلوالآخر..
- مع مرور الوقت تهدم المنازل, وتجرف الأراضي, ويُشتت الناس, ويتزايدعدد من لا مأوى لهم، وكل هذا يُكثِّر من أوراق الضغط اليهودي.
- مع مرور الوقت تزداد المستوطنات, وتزداد الهجرة اليهودية لأراضي الفلسطينيين, ويزداد الإحلال اليهودي للشعب الفلسطيني..
- مع مرور الوقت يتناقص الغذاء والكساء والدواء, وذلك لغلق كل الحدود والمعابر..
- مع مرور الوقت تتزايد الجرأة اليهودية على المسلمين فنسمع عن أشياء جديدة وبصورة متكررة:
نسمع عن عملية اغتيال لأشخاص بعينهم..
نسمع عن عمليات اختطاف لأفراد بعينهم من عقر دارهم..
نسمع عن قصف بالمروحيات والأباتشي..
نسمع عن اجتياح بالدبابات والجرافات..
نسمع عن مذابح جماعية.. ونشاهد سكوتا عالميًا مخزيًا!!..
- مع مرور الوقت يحدث شيء خطير أسميه إلف المأساة..
يتعود المسلمون على منظر الدماء..
يتعودون على منظر الجرحى بالمئات والآلاف..
يتعودون على منظر الأمهات الثكالى..
يتعودون على منظرالأطفال الباكية المشردة..
يتعودون على مناظر الهدم والتجريف والظلم والإبادة..
يتعودون على كل ذلك فلا تتحرك القلوب كما كانت تتحرك، ولا تُذرف الدموع كما كانت تُذرف ولا تتأثر المشاعر كما كانت تتأثر.. إلف المأساة..
ثم أتدري كم ستعيش في هذه الأرض؟!.. الموت يأتي بغتة.. ومن مات قامت قيامته.. ولا شك أننا سنسأل عن هؤلاء الذي يقتلون صباح مساء على بعد أميال منا.. لا داعي أن نأخذ الموضوع ببساطة..
لكي تشعر بالمشكلة ضع نفسك مكانهم.. وليس ببعيد أن يبدل الله الأدوار عما قريب.. تخيل أنك تسير في الشارع ومعك ابنك 8 سنوات أو 10 سنوات, فجاء يهودي وأطلق رصاصة استقرت في قلبه أو في رأسه فسقط بين يديك، وأنت لا تملك له علاجًا، حتى مات أمام عينيك, فترفع رأسك فإذا بأكثر من مليار مسلم يشاهدون ولايتحركون!.. ماذا تفعل؟! ألا ترفع يدك إلى السماء وتدعو على من شاهد ولم يتحرك؟.. وتدعو على من سمع ولم يعقل؟
تخيل نفسك في هذا المقام!!
ألا تخشى من دعوة هؤلاء المظلومين على إخوان لهم في الدين, شاهدوا الأرواح تزهق، والأرض تُسرق, والشعب يُشتت, فتأسفوا قليلا, ثم سارت حياتُهم بصورة طبيعية كما كانت..
تحريك القضية وبسرعة واجب حتمي يحفظ القضية من الموت أو النسيان ولكن..
لابد أن يكون التحريك بالمفاهيم الصحيحة..
تحريك القضية بمفاهيم خاطئة قد يضر بها ويُعطل سيرها.. بل ويعجل بموتها..
لابد من تفريغ الوقت لفهم القضية فهما صحيحًا وتفهيمها لغيرنا..
أعداء الإسلام يدبرون مؤامرات لا حصر لها لهدم الإسلام وإبادة أهله.. لا يهدأون ولا يكلّون.. وعلى قدر هذا النشاط من أعداءنا يجب أن تكون حركتنا أو يزيد..
مؤامرات سياسية عن طريق المفاوضات والسفارات والهيئات والأحلاف.
مؤامرات عسكرية عن طريق الجيوش والصواريخ والطائرات والبوارج.
مؤامرات اقتصادية عن طريق الحصار والقيود الاقتصادية والديون والعولمة.
مؤامرات تفريقية للتفريق بين الشعوب الإسلامية وبين أفراد الشعب الواحد بل وبين أفراد الأسرة الواحدة.
مؤامرات أخلاقية عن طريق إفساد أخلاق المسلمين بالإعلام والدش والإنترنت والتليفزيون والصحف الصفراء و البيضاء.
ثم مؤامرات فكرية عن طريق تغيير أفكار المسلمين وتبديل المعايير الصحيحة وقلب الموازين العادلة.
وكل هذه المؤامرات خطير.. وكلها قاتل وفتاك..
لكن أشد هذه المؤامرة خطورة هي المؤامرة الفكرية..
المؤامرة الفكرية.. التي تقلب الحق باطلاً والباطل حقًا..
تخيل أن رجالاً عاشوا طويلاً, وكافحوا وتعبوا وسهروا وبذلوا, من أجل أفكار ضالة, وعقائد منحرفة, وأهداف تافهة.. كل ذلك وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا..
كارثة!.. المؤامرة الفكرية تقتلع الأمم من جذورها..
لا أمل في النجاة إن انحرفت أفكار الناس..
ومن انحرف ولو درجة, فلا يرجى له وصول..
كثيرٌ ممن يكافح من أجل فلسطين.. يكافح للدفاع عن أفكارٍ منحرفة, ومفاهيم خاطئة.. ولذا فهم يؤخرون أو يضيعون القضية..
تحريك القضية بالمفاهيم الصحيحة من أقوى الأسلحة في حرب التحرير..
هيا نختبر مفاهيمنا حول القضية..

الواجب الإيجابي الثاني: إحياء الأمل
الواجب الثاني هو قتل الانهزامية وعلاج الإحباط الذي دخل في نفوس المسلمين, أو قل رفع الروح المعنوية وبث الأمل في القيام من جديد.. واجب من أعظم الواجبات, ليس فقط ناحية قضية فلسطين ولكن ناحية أمة الإسلام بأسرها. وقد يعجب المرء أن تُحبط أمةٌ تملك شرعًا مثلَ شرع الإسلام, وتاريخًا مثل تاريخ الإسلام, ورجالاً مثل رجال الإسلام..
لكنَّها حقيقةٌ مشاهدة وواقعٌ لا ينكر!!..
لماذا أُحبط المسلمون؟!
أمورٌ كثيرة تفاعلت فأورثت هذا الإحباط في نفوس المسلمين..
- الواقع الذي عاشه المسلمون من هزائم كثيرة وانتصاراتٍ قليلة في خلال القرن العشرين بدءًا من سقوط الخلافة العثمانية وهزيمة 1948 و1956 (مع أنها صُورت على أنها نصر) وهزيمة 1967 والانتصار الذي لم يكتمل في 1973 واجتياح لبنان في 1982..
- الواقع الذي نعيشه من مذابح بشعة في فلسطين وكوسفو والبوسنة وكشميروالشيشان والعراق والصومال وغيرها..
- الواقع الذي نعيشه من ظلم وفسادٍ وإباحية وانهيار للاقتصاد واختلاسٍ بالمليارات وديون متراكمة وإفلاسات مشهرة،- وفرقة وتناحروتشاحن وبغضاء..
- هذا الواقع المر بالإضافة إلى تزوير التاريخ حتى خرج إلينا مسخًا مشوهًا يستحي منه الكثير ويتناساه الأكثر
- بالإضافة إلى تزوير الواقع وتشويه صورة الإسلام,- وإلحاق كل الجرائم بالمتمسكين بدينهم,- ونفي كل مظهر من مظاهر الحضارة والرقي عنهم..
- هذا كله بالإضافة إلى تعظيم الغرب وتفخيمه حتى يصبح منتهى أحلام الشباب أن يلقوا بأوطانهم وأهلهم وراء ظهورهم وينطلقوا إلى الجنة: أمريكا وأوروبا كما يقولون!..
تفاعلت هذه الأمور وغيرُها حتى رسخّت الإحباط في نفوس الكثيرين من أمة الإسلام..
إلى هؤلاء الذين أحبطوا ويأسوا.. وإلى أولئك الذين يريدون أن يبثوا الأمل في قلوب القانطين.. أوجه هذه الكلمات:

الواجب الإيجابي الثالث: الجهاد بالمــال..
ما أحوجَ أهلِ فلسطين للمال في هذه الأوقات.. حصار اقتصادي رهيب.. طرد من الأعمال.. إغلاق للمعابر.. تجريف للأراضي.. هدم للديار.. نقص في الغذاء والدواء والكساء والسلاح.. استشهاد للشباب, وعائلات لاحصر لها تفقد عائلها..
أخي في الله.. استمع جيدًا..
إن كنت تريد جهادًا فيسبيل الله وقد حيل بينك وبينه, فأثبت صدقُك لله بجهاد المال.. من جهز غازيًا فقدغزا.
أخي لا تسوف.. سارع.. "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.. (أول صفة لهم) الذين ينفقون في السراء والضراء"..
"وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدَكم الموت فيقولَ رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين, ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعلمون"..
فكّــر يا أخي..
جنيه واحد لفلسطين يساوي عند الله سبع مئة جنيه أو يزيد.
ألف جنيه لفلسطين تساوي عند الله سبع مئة ألف جنيه أويزيد.. لا تتردد.. ثم كن على يقين أنك ستُعوَّض.. "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه".
"ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثًا فاحفظوه: (أول شئ) ما نقص مال من عبدمن صدقة"..
أخي في الله.. اهزم الشيطان.
"الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء, والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً, والله واسع عليم"..
والله يا أخي ستمرالأيام, وستذهب أنت, ويذهب المال, ويذهب أهل فلسطين، ولا يبقى شيء إلا ما عند الله, فآثروا ما يبقى ويدوم, على ما يفنى وينعدم..
اجعل بذل المال لفلسطين قضيةً ثابتة في حياتك، اقتطع نسبة ثابتة من دخلك الشهري أو اليومي أو الموسمي.. لا تنتظر حتى تتراكم الأموال فتكبر النسبة في عينيك، أولاً بأول تهزمُ الشيطان.. ولا تمتنع عن الإنفاق..
حفز الآخرين على الجهاد بالمال.. ربي أولادك على الإنفاق وإن كان قليلاً.. اشرح لهم بأسلوب مبسط أحوال أطفالِ فلسطين..
زكاة المال جائزة على أهل فلسطين.. بل هي محمودة.. ففيهم الفقير والمسكين والغارم والمجاهد في سبيل الله.
لا تمن بعطيتك, ولا تتكبر بها، ولا ترائي, ولا تستقل تبرعًا, فرب درهمٍ سبقَ ألف درهم..
واعلم يا أخي أن الله عز وجل قسّم الأعمال بين عباده وكان نصيبُك النصيب َ الأيسر، عليهم في فلسطين أن يدفعوا أرواحهم، وعليك أنت - في بيتك الآمن - أن تدفع مالك. فارض بما قسم الله لك من العمل، يرفع عنك من البلاء ما لاتُطيق.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 43.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.45%)]