
28-10-2009, 01:06 AM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة :
|
|
رد: كيف دخل التتـر بلاد المسلمين ؟
4- مواقف الملأ وخيانات أصحاب الملل والنحل والأهواء:
وتلك قاصمة الظهر، والحدث الذي يحتاج إلى جـلاء، والأدوار الخفية التي تحتاج إلى بيان، وهو السؤال المهم في هذا البحث: كيف دخل التتـر بلاد المسلمين؟
ولا أدري أيقصد ابن الأثيـر الإشارة إلى شيء من ذلك أم لا حينما قال: ((وقيل في سبب خروجهم إلى بلاد الإسلام غير ذلك مما لا يذكر في بطون الدفاتر)) وامتنع عن كشفه وهو يقول:
فكـان ما كـان مما لست أذكـره فظـن خيرا ولا تسأل عن الخبـر([1])
وأيا كان الأمر فسنتتبع هذا الأمر، ونجيب على هذه التساؤلات من خلال بيان المواقف التالية:
أ- الخليفة العباسـي (الناصر):
هو أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله، ولي الخلافة سنة خمس وسبعين وخمسمائة للهجرة وله ثلاث وعشرون سنة، وتوفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة، ولم يل الخلافة – من بني العباس – أطول مدة منه([2]) فكانت خلافته سبعا وأربعين سنة([3]).
أما عن تشيعه فقد قال ابن واصل: كان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الإمامية، وهو خلاف ما كان عليه آباؤه من القادر إلى المستضيء؛ فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللقادر عقيدة مشهورة في ذلك([4]).
وسئل ((ابن الجوزي)) و((الناصر)) يسمع: ((من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أفضلهم من كانت بنته تحته))([5]) وبهذه الإجابة الجيدة قطع ابن الجوزي الطريق على السائل الذي كان يريد منه إجابة تخالف رأي الخليفة الناصر، لأن الإجابة تنطبق على أبي بكر، وعلي رضي الله عنهما.
ومن المؤشرات على تشيع ((الناصـر)) كذلك أن الشيعة يعتبرونه من أعلام المائـة السابعة للشيعة([6])، ويرون أن ((الشيعة)) في عهـده أخذت بالظهور والإنتشار في بغـداد من جديد بعد الإضطهادات التي لاقـوها بعد زوال آل بويـه !!([7]) .
ويقول ((ابن الطقطقي)): كان من أفاضل الخلفاء، يفاوض العلماء، وكان يرى رأي الإمامية([8]).
وحين كتب إليه ابن صلاح الدين (نور الدين علي) – ويقال إنه كان يتظاهر بالتشيع - شكاية عن أخيه العزيز وعمه العادل قال فيها:
مـــولاي إن أبا بكــر وصـاحبه عثمان قد غصبا بالسيف حق علي
ذي ســـــنة بين الأنام قديمــة أبدا أبو بكــر يجـور على علي
أجابه الناصر:
غصبـوا علياَ حقه إذ لم يكـن بعـد النبـي له بيثرب ناصــر
فابشـر فإن غدا عليه حسابهم واصبـر فناصرك الإمام الناصر([9])
قال ابن كثيـر: وكان الناصـر شيعيا مثله([10])، كمـا ذكر الصفـدي أن التشيـع ظهـر في خلافـة الناصـر بسبب ابن الصاحب ثم انطفـى بهلاكه وظهـر التسنن المفـرط، ثم زال وظهر الفتـوة والبنـدق والحمـام الهادي
وتفنن الناس في ذلك([11]).
كمـا نقل أيضا أن رسول صاحب ((مازندران)) لما دخل بغداد في عهد الناصر كان يأتيه ورقة كل صباح بما عمل في الليل، وصار يبالغ في الكتم والورقة تأتيه، فاختلى ليلة بإمرأة دخلت إليه من باب السـر فصبحته الورقة بذلك وفيها: كان عليكم دواج فيه صورة الفيلة، فتحيـر وخرج من بغـداد وهو لا يشك أن الخليفة يعلم الغيب؛ لأن الإمامية يعتقدون أن الإمام المعصوم يعلم ما في الحامل وما وراء الجدار([12]).
أما عن موقفه مع ((التتـر)) فيقول ابن الأثيـر: ((وإن كان([13]) ما ينسبه العجم إليه صحيحا من أنه هو الذي أطمع التتـر في البلاد، وراسلهم في ذلك فهو الطامة الكبـرى التي يصغر عندها كل ذنب عظيم([14]).
وفي مرآة الزمان قال سبط الجـوزي: قال لي المعظم بن العـادل: كتب إلى جلال الديـن ]بن خوارزم شـاه[ يقول: تجيء أنت واتفـق معي حتى نقصد الخليفة ]الناصـر[ فإنه كان السبب في هلاك أبـي ]خوارزم شاه[، وفي مجيء التتـار وجدنا كتبـه إلى الخطـا وتواقيعه لهم بالبـلاد
والخلع والخيل، فلم يوافقه المعظم على ذلك([15]).
وبالجملة فقد حمّل عدد من المؤرخين القـدامى والمحدثين الخليفة العباسي الناصـر مسؤلية اختراق المغول لبلاد المسلمين حينما حرضهم على غـزو الأراضـي الخوارزمية، ورأي فيهم القوة القادرة على رد السلطان الخوارزمي علاء الدين محمد – خصمه – إلى صوابه.
فمن القدامى أمثال: ابن الفرات وأبي الفداء، والمقريزي.
ومن المحدثين أمثال: حافظ حمدي.
ومن الأوربيين أمثال: دوسون، وهورث، وبروان، وكيرتن، وميور، وجرينا، وهارولد لام.
وفي مقابل ذلك كله يرفض الدكتـور القـزاز ما نسب إلى الخليفـة الناصـر، لكنه يوجهه بتقصير الخليفة وعدم تقديـره لمسؤليته كخليفـة للمسلمين([16]).
ب- موقـف الملك الرحيـم:
البـدر لؤلؤ صاحب الموصل([17]) والملقب بالملك الرحيـم، ملك الموصل نحوا من خمسين سنـة، وهو الذي أزال الدولة الأتابكيـة عن الموصل – وهم أسيـاده – وكان فيه نزعة تشيـع إذ كان يبعث في كل سنـة إلى ((مشهد علي)) قنديلا ذهبا زنته ألف دينار، قال ابن كثيـر: وهذا دليل على قلة عقله وتشيعه([18]).
أما أصله فكان أرمنيا حتى نقل عنه الذهبي أنه كان يحتفل لعيد الشعانين لبقايا فيه من شعار أهله، وكان يمد سماطا عظيما للغاية ويحضر المغاني وتدار في غضون ذلك أواني الخمـور، ويتخاطف الناس ما ينثره من الذهب في ذلك اليوم، فمقت لإحيـاء شعار النصارى وقيل فيه:
يعظم أعيـاد النصـارى محبة ويزعم أن الله عيسى ابن مريـم
إذا نبهـته نخـوة أرْيحــيّة إلى المجـد قالت أرمنيته: نم([19])
أما عن مساهمته في دخول التتـر بلاد المسلمين، فقـد ذكـر الحافـظ
ابن كثير أن جنـود التتـر حين نازلت بغداد سنـة ست وخمسين وستمائة جاءت إليهم أمـداد صاحب الموصـل – يساعدونهم على البغـاددة – وميرته وهدايـاه وتحفه؛ وكل ذلك خوفا على نفسه من التتـار ومصانعة لهم([20]).
وقال الذهبي عنه: وكان يصانع التتـار وملوك الإسـلام([21]).
بل نقل بعض المؤرخين أن ((صاحب الموصل)) كان من بين المحرضيـن لهولاكو على قتل الخليفة العباسـي.([22]) وحين انفصل هولاكو خان عن بغداد – بعد الوقعة الفظيعة العظيمة – سار الملك الرحيم إلى خدمته طاعة له ومعه الهدايا والتحف، فأكرمه واحترمـه ورجع من عنده فمكث بالموصل أياما يسيـرة، ثم مات([23]).
ونقل الذهبـي أنه قلد هولاكـو جوهـرة يتيمة قدمها هديـة له وطلب أن يضعها في أذن هولاكـو فأتكـأ ففـرك أذنه وأدخـل الحلقة في أذنـه،
وأن الملك الرحيم عاد إلى بلاده (الموصـل) متوليا من قبل هولاكو، وقرر عليه مالاً يحمله([24]).
بل زاد مستوى العلاقة بين الملك الرحيم وأسرته وبين التتـر حتى بلغ المصاهرة فقد تزوج ولده الملك الصالح إسماعيل ابنة هولاكوا، لكن ذلك لم يدم طويلا إذ أغضب الصالح إسماعيل ابنة هولاكو وأغارها، فنازلت التتـر الموصل واستمر الحصار عشرة أشهر ثم أخذت، وخرج إليهم الصالح بالأمان فغدروا به واستباحوا الموصل([25]).
وتلك عاقبة المواطأة مع الكفار، ونتيجة معجلة لممالأة الفجار، ممن لا يرقبون في المسلمين إلاًّ ولا ذمة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
جـ- الوزيـر ابن العلقمـي:
هو أبو طالب مؤيد الدين محمد بن أحمد بن علي بن أبي طالب ابن العلقمي البغدادي الرافضي([26]).
خفف من رافضيتـه ((الصفـدي)) حيـن قال: أظهـر الرفـض قليـلا. وبالغ في تسنن خصمه الدوادار حيـن قـال: إنه كان يتغالـى في
السنة ([27]) فخالف في ذلك غيره – كما سيتضح.
قال السبكـي: كان شيعيا رافضيا في قلبه غل على الإسلام وأهله([28]).
تولى الوزارة للخليفة العباسـي ((المستعصم)) مدة أربع عشرة سنة أفشى خلافها الرفض فعارضتـه السنة فكبت فتنمّـر([29]).
وكان – كمـا قال ابن ثيـر – رافضيا خبيثا رديء الطوية على الإسـلام وأهله([30]).
وقال في موضع آخر: ((كان شيعيا جلدا ورافضيا خبيثا))([31]).
مولده في شهر ربيـع الأول سنـة إحدى وتسعيـن وخمس مائة، وهلك في أوائل سنة سبع وخمسين وست مائة([32]).
موقف ابن العلقمـي وخطواته:
أما عن موقفه مع التتـر فهو موقف الخزي والعار؛ إذ سعى في دمار الإسلام وخراب بغـداد كما قال الصفـدي([33]).
ومالأ على الإسـلام وأهله الكفـار حتى فعل مـا فعل بالإسـلام وأهلـه([34]). وهو الذي حفـر للأمة قليـبا فأُوقِـع فيه قريبا – كمـا قال الذهبـي -([35]) .
المكاتبـة:
لقد كاتب ((هولاكو)) وجسّـره وقوى عزمه على قصد العـراق ليتخـذ عنده يـداً وليتمكـن من أغراضـه(3).
بل لقـد جر هولاكو وقرر معه أمورا انعكسـت عليه([36]).
واستخدم في هذه المكاتبات شتـى الحيـل وبلغ نهاية المكـر، قد حكي أنه لمـا كان يكاتب التتـار تحيّـل مرة إلى أن أخذ رجلا وحلق رأسـه حلقـا بليغـا وكتب ما أراد عليه بوخز الأبر كمـا يفعل بالوشـم، ونفـض
عليه الكحـل وتركه عنده إلى أن طلع شعره وغطى ما كتب فجهزه وقال: إذا وصلت التتـر مرهم بحلق رأسك ودعهم يقـرأون ما فيه، وكان في آخـر الكلام: قطِّعوا الورقـة، فضربت رقبته، وهذا غايـة في المكر والخـزي – كمـا قال الصفـدي([37]) -.
الخطـوات السابقـة:
ولم تكن سياسة المكاتبـة مع التتـر هي الأولـى في هذا السياق، بل سبقتها خطـوات مهَّـدت لها وكانت بمثابـة الأرضيـة والمقـدمة لما بعدها؛ فقـد اتخذ ابن العلقمـي سياسة خبيثة – في إضعـاف جيش الخلافـة ساهمت في دخـول التتـر بغـداد دون مقاومـة تذكـر، إذ اجتهد قبتل مجيء التتـر في صرف الجيـوش وإسقاط اسمهم من الديـوان وصرفهم عن إقطاعاتهم، ونجح في ذلك إذ كانت العساكـر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف – منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسـر – فلم يزل ابن العلقمـي مجتهدا في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشـرة آلاف في أواخـر أيام المستعصم([38]).
ويقـول الذهبـي: ((استوزر ((المستعصم)) ابن العلقمـي الرافضـي فأهلك الحرث والنسـل، وحسّـن له جمـع الأمـوال، وأن يقتصـر علـى
بعض العساكـر، فقطع أكثـرهم))([39]).
وبلغت حالة الجيش وعساكر الخلافـة بالذات مبلغا من الـذل والهـوان، حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجـد، وحق للشعراء أن ينشـدوا فيهم الشعـر ويرثوهـم بالقصائد، وينعـوا على الإسلام وأهلـه([40]).
وكـان ذلك بسبب سياسة هذا الرافضي المغرض الذي عبـر عن سياسته وأثـر وزارته على المستعصم ابن كثيـر حين قال: ((إنه لم يعصم المستعصم في وزارته، ولم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة))([41]).
وقال في موصع آخر: ((إنه كان وزيـر سـوء على نفسه وعلى الخليفة وعلى المسلمين))([42]).
فلما تحقق لابن العلقمـي ما أراد، كاتب التتـار وأطمعهم في أخذ البـلاد وسهل عليهم ذلك، وحكـى لهم حقيقة الحـال، وكشـف لهم ضعـف الرجـال([43]).
وهكـذا تبـدو سياسة ابن العلقمـي بعيـدة الغـور سيئة القصد، ولا يحيق المكـر السيء إلا بأهله – كمـا سيتضح بعد.
الخطوة الثالثة: الغدر بالقضاة والفقهاء وقتل الخليفة:
ولم تقف سياسة ابن العلقمي عند هذا الحد، فقد بادر بإتخـاذ الخطـوة العملية حين قدم التتـار، وكان أول من بـرز إليهم فخـرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه فاجتمع بهولاكو ثم عاد فأشـار على الخليفة بالخروج إليه والمثـول بين يديه لتقـع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فخرج الخليفة في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤساء الأمراء والدولة والأعيـان، فلما اقتربوا من منزل هولاكو حُجِبو عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسا خلص بهم الخليفة، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت، وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هولاكو فسأله عن أشياء كثيرة، ويقال إنه اضطرب في كلامه من هول ما رأى من الإهانات والجبروت، ثم أعيد إلى بغـداد تحت الحوطة والمصادرة يحيط به الطوسـي وابن العلقمـي الرافضيان، ونهب من دار الخلافـة أشياء كثيرة من الذهـب والحلي والأشياء النفيسـة، ثم أشـار هؤلاء الرافضة على هولاكـو بعدم مصالحة الخليفة وقال الوزير: متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عاما أو عامين ثم يعود الأمـر إلى ما كـان قبل ذلك، وحسنـوا له قتله،
ويقال إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمـي، ونصير الدين الطوسـي، فلما عاد الخليفة إلى هولاكو أمر بقتله([44]).
ويقال إن الخليفة قتـل رفسا وهو في جوالق لئـلا يقع على الأرض شيء من دمه فيؤخـذ بثـأره وقيل بل خنق، ويقال إنه أغـرق. والله أعلم([45]).
أسباب المؤامـرة:
ويبقـى بعد ذلك السـؤال المهم: لماذا فعل ابن العلقمـي ما فعل وأحـل بدار الخلافة ما حـل ؟
وإجابة السؤال تتضح من خـلال منظوريـن، عام، وخاص، وإليك البيـان:
المنظور العـام:
أما العام فخلاصتـه خبث طوية الروافـض بشكل عـام على أهل السنـة وتظرف معتقدهم فيهم، وعدم تحرجهم من التعـاون مع الكفـار على إبـادة المسلمين السنـة، ويكشـف لنا هذه الحقيقـة بجـلاء شيخ الإسـلام ابن تيمية في أكثر من كتـاب، وفي أكثر من موضـع في الكتـاب
الواحد. وينقـل من معتقداتـهم أنهم يكفـرون كل من اعتقد في أبي بكر وعمر والمهاجرين والأنصار العدالة أو ترضيّ عنهم كمـا رضي الله عنهم ... ويستحلون دمـاء من خـرج عنهم، ويسمـون مذهبهم مذهب الجمهور ... ويـرون في أهل الشـام ومصر والحجـاز والمغـرب واليمن والعراق والجزيـرة وسائـر بـلاد الإسلام أنه لا يحل نكاح هؤلاء ولا ذبائحهم ... ويرون أن كفر هؤلاء أغلظ من كفر اليهود والنصارى لأن أولئك عندهم كفـار أصليون وهؤلاء مرتدون ...
ولهذا السبب – كما قال ابن تيميـة – يعاونـون الكفـار على الجمهور من المسلمين؛ فيعاونون التتـار على الجمهـور، وهم كانـوا من أعظم الأسباب في خروج جنكز خان ملك الكفـار إلى بلاد الإسـلام وفي قدوم هولاكو إلى بلاد العراق، وفي أخذ حلب ونهب الصالحيـة وغير ذلك بخبثهم ومكرهم لمـا دخل فيه من توزر منهم للمسلمين وغير من تـوزر منهم([46]).
وقال أيضا: ((وهؤلاء – يعني الرافضة – من أعظم من أعان التتـار على المسلمين باليـد واللسـان، بالمؤازرة والولاية وغير ذلك؛ لمباينـة قولهم لقول المسلمين واليهود والنصارى، ولهذا كان ملك الكفـار هولاكو يقـرر أصنامهم))([47]).
ونقـل أيضا أن الرافضة – بشكل عام – من أهل الجبـل، والجرد، والكسروان، وأهل جزين وما حواليها وسائـر أهل هذا المذهـب فرحوا بمقدم التتـار إلى بـلاد المسلمين([48]) ...
ويربـط ابن تيميـة بين موقـف الرافضـة بشكل عام من أهـل السنـة وموقف ابن العلقمـي وأمثاله بشكل خاص ويكشف عن عوامـل ذلك فيقـول:
((والرافضـة تحب التتـار ودولتهم لأنه يحصـل لهم بها من العـز ما لا يحصل بدولة المسلمين، والرافضـة هم معاونـون للمشركين واليهـود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانـوا من أعظم الأسباب في دخـول التتـار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسـان والعراق والشام، وكانوا أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبـلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم، وقضية ابن العلقمـي وأمثاله مع الخليفة، وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب مشهورة يعرفها عموم الناس... وإذا غلب المسلمون النصارى والمشركيـن كان ذلك غصة عند الرافضـة، وإذا غلب المشركـون والنصارى المسلمين كان ذلك عيدا ومسـرة عند الرافضـة.([49])
وفي ((منهاج السنة)) قال شيـخ الإسلام ابن تيميـة يرحمه الله ((وكثيـر منهم – يعني الروافـض – يواد الكفـار من وسط قلبه أكثـر من موادته للمسلمين، ولهـذا لمـا خرج التـرك الكفـار من جهة المشـرق وقتلوا المسلمين وسفكـوا دماءهم ببـلاد خراسـان والعـراق والشـام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على المسلمين، وكذلك الذين كانـوا بالشـام وحلب وغيرهما من الروافـض كانـوا أشد الناس معاونـة لهم على قتـال المسلمين ... إلى أن يقول: فهم دائمـا يوالـون الكفـار من المشركيـن واليهود والنصـارى ويعاونونهم على قتـال المسلمين ومعاداتهم))([50]).
([1]) الكامل 12\362.
([2]) الذهبي: سير أعلام النبـلاء 22\192.
([3]) الصفدي: الوافي بالوفيات 6\310.
([4]) مفرج الـروب 4\166، وعنه الذهبي في سير أعلام النبلـلاء 22\200، وابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب 5\98.
([5]) مفرج الكـروب 4\166، 167.
([6]) ترجم له صاحب: الأنوار الساطعة في المائة السابعة (طبقات أعلام الشيعة) أغابزرك الطهراني ص4-6.
([7]) الأنوار الساطعـة ص6.
([8]) الآداب السلطانية ص 4.
([9]) الأنوار الساطعة ص5، 21.
([10]) البداية والنهاية 13\104، ولئن كان ابن كثيـر نقل هذه المكاتبة بينهما من ابن خلكان فلم أحد في الوفيات 3\420 هذه العبارة، مما يوحي أنها من كلام ابن كثير.
([11]) الوافي بالوفيات 6\311.
([12]) المصدر السابق 6\313.
([13]) الذي في الكامل ((وكان سبب ما ينسبه)) وهذا لا تستقيم به العبارة، والتصويب من البداية والنهاية 13\103.
([14]) الكامل 12\440.
([15]) السير 22\242، البداية 13\101.
([16]) انظر تفصيل ذلك فيما كتبته الدكتورة\ عفاف سيد صبره في كتابها: التاريخ السياسي للدولة الخوارزمية ص155-158، ويلاحظ أن الدكتورة لم ترجح رايا معينا وإن كانت أقرب إلى الرأي الأول حيث قالت: ((وسواء أصح الرأي الأول أم الثاني إلا أن الحقيقة تثبت أن هناك قوى بدأت تلفت نظر المغول إلى القوى الكبيرة التي تجاور حدودهم وهي قوى الخوارزمية. هذا فضلا عن حشدها لعدد من المؤرخين المؤيدين لاتهام الناصر وعدم ذكرها سوى القزاز مخالفا في الرأي.
([17]) هو السلطان بدر الدين أبو الفضائل لؤلؤ الأرمني النوري الأتابكي مملوك السلطان نور الدين أرسلان شاه ت657هـ. سير أعلام النبلاء 23\356و357.
([18]) البداية والنهاية 13\203.
([19]) سير أعلام النبـلاء 23\357، وانظر في أرمنيته: البداية والنهاية 13\203.
([20]) البداية والنهاية 13\190.
([21]) سير أعلام النبـلاء: 23\356. نقل الذهبي أن ((لؤلؤ)) كاتب الخليفة العباسـي ((المستعصم)) سِـرًّا حين قصد ((هولاكو)) بغداد ينصحه فما أفاد وقضي الأمر (سير أعلام النبلاء 23\181).
([22]) الجوزجاني: طبقات ناصري ص430 نقلا عن د. الصياد: المغول في التاريخ ص269.
([23]) البداية والنهاية 13\203.
([24]) سير أعلام النبـلاء: 23\357.
([25]) سير أعلام النبـلاء 23\357.
([26]) المصدر السابق 23\361، 362 وفيه محمد بن محمد بدل محمد بن أحمد كما في البداية والنهاية 23\201.
([27]) الوافي بالوفيات 1\184.
([28]) طبقات الشافعية ص262.
([29]) سير أعلام النبـلاء 23\362.
([30]) البداية والنهاية 13\202.
([31]) البداية والنهاية 13\194.
([32]) الوافي بالوفيات 1\185 – وبهذا يتبين أن عمره ست وستون سنة كما نص عليه الذهبي: سير أعلام النبـلاء 23\362، خلافا لما ذكره ابن كثير أن عمره ثلاث وستون سنة: البداية والنهاية 13\202.
([33]) الوافي بالوفيـات 1\184.
([34]) البداية والنهاية 13\202.
([35]) سير أعلام النبـلاء 23\362.
([36]) الوافي بالوفيات 1\184.
([37]) الوافي بالوفيـات 1\186.
([38]) البداية والنهاية 13\192.
([39]) سير أعلام النبـلاء 23\175.
([40]) البداية والنهاية 13\191.
([41]) المصدر السابق نفسه 13\157.
([42]) المصدر السابق نفسه 13\201.
([43]) المصدر السابق نفسه 13\192.
([44]) البداية والنهاية 13\191، وسير أعلام النبـلاء 23\183.
([45]) البداية والنهاية: 13\192.
([46]) الفتـاوى 28\477، 478.
([47]) الفتـاوى 28\484.
([48]) الفتـاوى 28\400، 401.
([49]) المصدر نفسه 28\527، 528.
([50]) منهاج السنة 2\104.
|