السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم جميعا
البلاء والصبر
((للبلايا نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل فلابد للمبتلي من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء.
فإن تقلل قبل الوقت لم ينفع التقلل كما أن المادة إذا انحدرت إلى عضو فإنها لن ترجع ، فلا بد من الصبر إلى حين البطالة ، فاستعجال زوال البلاء مع تقدير مدته لا ينفع.فالواجب الصبر وإن كان الدعاء مشروعاً ولا ينفع إلا به إلا أنه لا ينبغي للداعي أن يستعجل بل يتعبد بالصبر والدعاء والتسليم إلى الحكيم ، ويقطع المواد التي كانت سبباً للبلاء ، فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة.
فأما المستعجل فمزاحم للمُدَبِّرِ ، وليس هذا مقام العبودية وإنما المقام الأعلى هو الرضى والصبر هو اللازم.
والتلاحي بكثرة الدعاء نعم المعتمد ، والاعتراض حرام ، والاستعجال مزاحمة للتدبير فافهم هذه الأشياء فإنها تهون البلاء )) (1).اهـ
ــــــــــــــ
(1) ابن الجوزي ( صيد الخاطر )( ص135). الجُنة من الجِنة