العلي ، الأعلى ، المتعال
قال الله تعالى : { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيم }[1]
وقال تعالى : { سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى }[2]
وقال تعالى : {عَالمُ ُالغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الكَبِيرُ المُتَعَالِ }[3]
ذلك دال على أنَّ جميع معاني العلو ثابته لله من كل وجه ، فله علو الذات ، فإنه فوق المخلوقات ، وعلى العرش استوى أي علا وارتفع . وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق ، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال تعالى : { ولا يحيطون به علما }[4] وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته، وله علو القهر، فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم ، فنواصيهم بيده، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع ، وما لم يشأ لم يكن ، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا ، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه ، وذلك لكمال اقتداره ، ونفوذ مشيئته ، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه .[5]
[1] سورة البقرة آية 255
[2] سورة الأعلى آية 1
[3] سورة الرعد الآية 13
[4] سورة طه آية 110
[5] الحق الواضح المبين ص26 وشرح النونية للهراس2/68