السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله إخواننا وأخواتنا في ملتقى الشفاء الإسلامي
قد نغيب ولكن القلب ما غاب ، والقلم لم ينقطع مداده وإن تأخر في التعبير عما تعج به صدور المؤمنين
إننا اليوم نشهد هجمة شرسة ليست الأولى من نوعها ولكنها الأسرع في الخطى
وما هذا إلاّ لانعدام دور بارز ورئيس يدلل على عمق محبتنا لمسرى نبينا وقبلتنا الأولى ولتلك المدينة الطاهرة
التي احتضنت الديانات الثلاث وضمت أهم المعالم الإسلامية والمسيحية على حد سواء
ما الجديد فيما شاهدناه ؟
عندما أقدم شارون بتدنيس المسجد الأقصى في عام 2000م قامت الدنيا ليس لردعه، ولكن للشجب والاستنكار
ونقلت وسائل الإعلام صورا ومشاهد عديدة لردة فعل جمهور العالم الإسلامي والعربي إثر هذا الفعل المقبوح
واليوم وللأسف الشديد لم نشهد في مجالسنا اليومية أو الأسبوعية ردة فعل ذات قوة من الممكن أن تردع اليهود
أو تجعلهم على الأقل يتمهلون فيما يريدون القيام به
فإذا طرحنا سؤالا : وقلنا لماذا ؟
وما السبب في غياب رد عالمي أو على الأقل إسلامي عربي يدين ما حدث في ذكرى الاقتحام الشاروني للمسجد الأقصى ؟
هل نسي المسلمون أقصاهم ؟
أو أن الأمر بات عاديا وليس من جديد ؟
أحبتنا في الله
نذكركم بأن الفرصة مازالت أمامكم فإذا لم يتحرك جارك أو صديقك فتحرك أنت
وتدبر معي هذه الآيات يرعاك الله لتعلم المقصود وتأخذ مكانك الذي يجب أن تقف فيه
قال تعالى :
قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإنا داخلون(22) قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كتم مؤمنين (23)
سورة المائدة -الجزء السادس
الآن كأننا نحن من يقول إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ، فهل يخرج المغتصب أو السارق
من منزل سرقه أو مال اغتصبه رغبة وطوعا ؟؟
وهل سيكون للدخول بعد ذلك معنى أو قيمة ؟
وتأمل في رد الرجلين الصالحيْن من بني إسرائيل الذي يمثل القوة المعنوية التي نريد،
والتي تعد جزءا لا يتجزأ
من معالم النصر وبنوده الأساسية ، فهذين الرجلين كانا فيهما حرقة لتطبيق تعاليم الله وإنفاذ أمره
مهما كان الأمر فيه خطورة وصعوبة وشدة
قالا:ادخلا عليهم الباب أي دفعة فقط كفيلة بإرهابهم ، واليوم نريد فقط ردة فعل تجعل قلوب اليهود تضطرب وتفزع
خشية أن يكون وراء ردنا ردا أعنف وأكثر قوة
فإذا فتح الباب ستكون الغلبة للمؤمنين لأنه وعد عباده أن يمكن لهم وأن ينصرهم إن انتصروا لدينه
فأين العمل وأين التوكل ؟
معاني نحاول وإياكم استرجاعها فهذا الله يراقبنا الآن ومطلع علينا ، وهذا هو مسرى نبينا الذي شهد ظلما صليبيا صلفا
حاقدا لأكثر من مائة عام ، وشهد نشوة الانتصار ونَعِم بالأمن والأمان في ظل صلاح الدين الأيوبي والتابعين من بعده
ولا يظن أحد منا أنه لن يُسأل أو يحاسب
فوالله إننا لمسؤولون ، ماذا قدمنا ويومها ماذا نجيب ؟
كانت هذه وقفة من خلال الأحداث الماضية فاستعينوا بالله ولا تعجزوا
إنا خطوة واحدة فقط من شأنها أن تفتح علينا كل أبواب النصر كما حدث في غزة
وما النصر إلا صبر ساعة
وتذكروا أن النصر دوما حليف المؤمنين مهما علا الباغي وتجبر في الأرض فإن مصيره إلى زوال
فهل من متدبر؟
بقلم أختكم في الله :
فجر العزة