أستاذ أحمد :
3-واجهتنا شبهة من إحدى الفتيات التي طالعت الحملة التي نحن بصددها ونتمنى اجابة الشافية عليها :
((من المعلوم أن المسجد الأقصى بصورته الحالية من مساجد ومباني ومدارس علم وغيرها لم تكن متواجدة عندما أُسري بالرسول -صلى الله عليه وسلم - إليه
فالشبهة تقول : فعلام هذا الاقتتال على المسجد الأقصى فلم تكن سوى صخرة عرج منها إلى السماء ، فهل المكانة فقط تتعلق بالصخرة لهذا الحدث
وما علاقة باقي المساحة المسورة بهذا المر وبأحاديث القدسية وفضل الصلاة ؟))
بوركت على هذا السؤال الهام ... سوف أطرح الإجابة بعدة محاورة
من أين أتت قداسة المسجد الأقصى ؟
قداسة المسجد الأقصى مرتبطة ببدء البشرية وليس فقط بحادثة الإسراء ومذكور ذلك في أحاديث كثيرة وآيات كثيرة أيضا ..
فالمسجد الأقصى بني بعد الكعبة بـ أربعين عاما وهو قبلة نبينا عليه الصلاة والسلام موسى وعيسى ودود وسليمان جمع عظيم من الأنبياء والرسل..
وبركة الأقصى هي منذ الأزل منذ البناء الأول وليس نتاجا لحادثة الإسراء أيضا وذلك كما ذكرت الآية الكريمة عن ابراهيم ولوط عليهما السلام عندما قال الله تعالى ((ونَجَّيْنَاهُ ولُوطاً إلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ))} الأنبياء:71{ وغيرها من الآيات التي تتحدث عن سليمان وعن قوم سبأ وعن بني اسرائيل
الأقصى هو قبلة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لأكثر من 13 عاما أي أنه صلى تجاه الأقصى أكثر من صلاته تجاه الكعبة .
والكثير الكثير فما من نبي إلا ودخل الأقصى وصلى فيه ونسك فيه وأعمره ورممه كذلك
ما هو المسجد في الإسلام ؟.
هو أرض، وحدود، وقبلة.
وهذا ما ينطبق على الأقصى .. الأرض هي هضبة الموريا القائم عليها الأقصى الآن
الحدود هي أسوار المسجد الأقصى التي هي من زمن آدم عليه السلام وحتى اليوم بحدودها الحقيقية منذ ذلك الحين
القبلة محددة معلمة في الأقصى فهو يتجه طبيعيا نحو الكعبة وهو بذاته قبلة منذ القدم.
فلا يشترط أن يكون المسجد قبابا وبناء ومآذن حتى يكون مسجدا وفي نفس الوقت كل بناء داخل المسجد هو جزء منه ويدخل في أحكامه.
دخول الرسول عليه الصلاة والسلام الأقصى
الأقصى عندما دخل رسولنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام كان أرضا فارغة مسورة محددة بحدود آدم عليه السلام والترميمات التي جرت عليها بعده وقد ربط دابته في جداره الغربي قريبا من الجنوب ودخل على الأرجح من الباب الموجود بجهة البراق ودخل المسجد عليه الصلاة والسلام واجتمع بالأنبياء وما من شبر في المسجد إلا وصلى فيه نبي من الأنبياء وصلى الرسول عليه الصلاة والسلام إماما بالأنبياء على يمين الصخرة على أغلب الظن وعرج عليه الصلاة والسلام من أعلى الصخرة على الأرجح أيضا كونها أعلى مكان في الأقصى .
خلاصة : الأقصى هو كل المسجد المسور ولا تختلف في أي موضع فيه القدسية عن الأخرى فكله أقصى والفضل فيه سواء وهذه المساحة المسورة هي مساحة ثابتة منذ بنائه الأول إلى اليوم فلا ينتقص منه ولا ينتقص من أجر أي زاوية وشبر فيه، وكل بناء صار فيه من العهد الأموي وحتى اليوم هو جزء منه لأنه داخله فيدخل في حكمه وقداسته وفضله.