عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-10-2009, 09:48 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,681
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشهيد باذن الله رائد مسك


وصية الشهيد رائد عبد الحميد مسك .. شهيد المصحف والبندقية




الحمد لله رب العالمين … الذي جعل للمجاهدين الأجر و التمكين و جعل للشهداء منازل الفردوس و منازل عليين .. و الصلاة و السلام على شهيدنا و إمامنا و حبيبنا و قرة عين المجاهدين إمام المجاهدين و قائد الغر الميامين و على آله و أصحابه و التابعين … و على الشهداء و الصالحين و من سار على دربهم و طريقهم إلى يوم الدين … و بعد ؛
فإنني أنا العبد الفقير إلى الله ... أحوج العباد إلى مغفرته و مرضاته :


الشهيد الحي رائد عبد الحميد عبد الرزاق مسك "أبو مؤمن"

إنني سأكتب وصيتي هذه أملاً من الله تعالى أن تكون خالصةً لوجهه الكريم … و أن يجعلها شهادةً خالصةً في سبيل الله تراق فيها دمائي …و تتبعثر فيها أشلائي … و تكون حجةً لنا يوم اللقاء … يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم … و إنني أكتب هذه الوصية في عجالة من أمري و لن أطيل … لقد سمعت قول الله تعالى يحثني و ينادني (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً) و قوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم) و لقد رغبتني أحاديث الشهادة كحديث (للشهيد عند الله ست خصال) … و حديث أن الشهيد يأتي يوم القيامة لونه لون الدم و ريحه ريح المسك … و بيان منزلة الشهداء عند الله ، إنني لما سمعت ذلك قرّرت أن أقدّم روحي و نفسي و مالي و بيتي و ما أملك في سبيل الله لعلّ الله يقبلني عنده في الشهداء و يكرمني بكرامة الأولياء … و يكفيني فخراً أن أهل القرآن هم أهل الله و خاصته فكيف بي إذا أقبلت على الله شهيداً مقراً لعيون المؤمنين و شافياً لصدورهم ، (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشفِ صدور قوم مؤمنين) . أسال الله بشهادتي هذه أن أشفي صدور قوم مؤمنين .
و إنني إذ أقدم وصيتي هذه على شكل رسائل أسأل الله القبول .

زوجتي الحبيبة .. "أم مؤمن"
أيتها الزوجة الغالية الصابرة المحتسبة ، و الله لا أدري ماذا أقول و بأي حديث أتحدث ؟ فقد عشت معك أجمل أيام حياتي , أنا أعلم أنك ستعاني و تتعبي من بعدي , حيث تربية الأطفال … و التعب … و النصب … و فقد الزوج … و هدم البيت … و ها أنا أرحل عنك إلى حياة أخرى … و إنني هناك بانتظارك … و عذري أنني تركت ورائي امرأة ، هي أنت ، تعدل أكثر من مائة ألف رجل .. أنت نعم الزوج الحنون … كنت سيدة سيدات الدنيا و إن شاء الله ستكونين سيدة حواريات الجنة ، أكثري قول (رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة) ، و مرة أخرى لا أدري ماذا أقول ؟ لكن سامحيني و أكثري من الدعاء لي … و غداً نلقى الأحبة محمداً و صحبه – لقاؤنا في الجنة إن شاء الله .

أولادي الأحبة
فلذات أكبادي … مؤمن و سما .. و من في بطن أمه … من سيكون إن شاء الله على وجه الأرض بعد أربعة أشهر ، و الله إني كتبت كثيراً من الرسائل و ألقيت كثيراً من الخطب ، و لكني لا أدري كيف أبثكم شجوني ، ماذا أقول ؟ لقد تركتكم و ذهبت عنكم … و اخترت طريقاً أحببتها و عشقتها … ما تركتكم وحدكم … فكل الشعب معكم ، و إن لم أستشهد فسأموت (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون) , و لقد تربّى الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، بأبي و أمي و روحي و عقلي هو ، فقد تربى و نشأ يتيماً ، لكنه قال : (أدبني ربي فأحسن تأديبي) ، لقد استخلفتكم خيراً مني … لقد تركت تربيتكم ليتوكّلها عني ربّ العالمين , و هو نعم المولى و نعم النصير … ستكبرون أيها الأولاد و ستعيشون من غير أب و لكن الله سيكون معكم … فهناك الملايين الذين يعيشون أيتاماً و القليل منهم أبناء الشهداء .

أولادي … لقد كنت حريصاً على تحفيظكم القرآن قبل أن توجدوا … و أنتم في بطن أمكم … و أنتم ترضعون كنت أقرأ لكم على أمل أن تحفظوا ، فقرت عيني بحبيبي مؤمن عندما حفظ سورة تبارك ، و سوراً كثيرة غيرها .. ، أمنية الأمنيات عندي كانت حفظ القرآن و أنتم دون السادسة … هكذا نشأ الإمام الشافعي فقد نشأ يتيماً ، لكن خلفه أماً تعدل مئات الآلاف من الرجال … و أمكم هي كذلك تعدل المئات من الرجال … أولادي الأحبة … تركت لكم رسالة تقرؤونها عندما تكبرون … حفظكم الله و رعاكم .

الأهل و الأحباء
إخواني و أخواتي … أبناء عمومتي …في فلسطين و الأردن و غيرها ، أرجو منكم مسامحتي … فقد قصّرت في حقّكم كثيراً … و لقد أتعبتكم كثيراً … لقد كنت في الفترة الأخيرة أحاول أن أقضي أكثر وقتي معكم … و لكن أمور الدعوة و الجهاد حالت دون ذلك … لقد كنت حريصاً على جمع شمل العائلة و على أن تكون هذه التجمّعات بالنسبة لي دعوة إلى الله و كشفاً لنفسيات الشباب ، أوصيكم من بعدي أن تتوحّدوا و تكونوا على قلب رجل واحد ، و لا تختلفوا .. إخواني و أخواتي أوصيكم جميعاً بتقوى الله و طاعته … و المحافظة على الصلوات و خاصةً في جماعة و أخص صلاة الفجر ، أريد منكم أن تربّوا أبناءكم و بناتكم على عشق الشهادة و أن تكونوا بناة الأمة إن شاء الله … لقد كنت حريصاً دائماً على تذكيركم بالصلاة و غيرها ، أما الآن فسأترك دمي يخاطبكم و يوصيكم ، و إن كان كلام الدماء غير كلام الشفاه … أظن أنكم الآن ستستيقظون .. لقد أعطيت كل واحدٍ منكم أشرطة لتسمعوها ، فهذه حتى تكون بادرة خير و انتقال من حياة الروتين ، الأكل و الشرب و النوم .. إلى حياة الدعوة و الجهاد … أنا بريء من لطم الخدود و تشقيق الجيوب و دعوى الجاهلية … أكثروا من الدعاء لي و لوالديّ و سأوصلهما بإذن الله تحياتكم و أشواقكم … كلما دعوتكم كنت أتذكرهم , و ها أنتم تتذكروني معهم … فأكثروا الدعاء … و سامحوني و لكم مني التحية .

أحبتني الغوالي .. عشاق الشهادة
شباب المساجد في فلسطين و الأردن و في كل مكان في العالم …الحديث معكم دائماً ذو شجون ، أوصيكم … فأنتم تعلموني … و كنت بينكم أعيش بجواركم و أحس أن حياتي تتغير ببعدي عنكم … و لكن ذهبت قبلكم و أنا مع الشهداء بانتظاركم

فلا تقولوا خسرنا من غاب بالأمس عنا
إن كان في الخلد خسرٌ فالخير أن تخسروني

لقد عرفت فيكم رجالاً أبطالاً … و لكن قدر الرجال أن يعيش أكثركم في السجون … لقد حفظنا أنا و الشهداء طارق دوفش و رفعت الجعبة و عماد الرزام ، لقد حفظنا القرآن معاً و سوياً ، و اعتقل أكثر الشباب … نسأل الله أن يطلق سراحهم … أوصيكم على الوحدة فيما بينكم و على حفظ كتاب الله أما مكتبتي الغالية الحبيبة إلى نفسي ، الكتب و الأشرطة فلزوجتي الحبيبة أن تختار منها ما تشاء ، و أوصي بالمكتبة من الكتب و الأشرطة لمكتبة مسجد الأنصار على أن يطلق عليها اسم مكتبة الشهداء - طارق دوفش و رفعت الجعبة و عماد الرزام – و العبد الفقير إلى ربه – رائد عبد الحميد مسك – راجياً من كلّ من قرأ حرفاً أن يخلص لي في الدعوات … و إنني أرغب منكم أن تكثِروا من قراءة الكتب و سماع الأشرطة أخص بالذكر بعض الكتب منها : حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - الجهد و القتال في السياسة الشرعية – كتب شيخنا و أستاذنا الدكتور صلاح الخالدي ، و كتب د. عبد الله عزام .

و من الأشرطة : أشرطة الداعية أبو القعقاع – محمود قول أنماسي – فهي تلهب الحماس و تجعل مستمعها يعيش في حياة أخرى – و المشتاقون إلى الجنة – محمد العريفي - ، و في رحاب الجنة - نبيل العويضي- و كيف تقوّي إيمانك … و النشيد الإسلامي و خاصةً نشيد الحبيب أبو راتب مثل مسيرة الخلود – لحن و جرح – ماضٍ – و غيرها .

إلى دعاة الإسلام
إلى طلاب العلم … إلى حفظة القرآن … أيها الدعاة الربانيون … أيها العلماء العاملون … يا كوكبة الدنيا و منارتها و زينتها ألا بكم تحيا الأمم … فلا تخيّبوا آمال الأمة فيكم – لا تخشوا في الله لومة لائم … اجعلوا أرواحكم على راحاتكم … تواضعوا للشباب و قدّموا لهم النصائح … و عيشوا بآمالهم و آلامهم … كما يفعل فضيلة د. يوسف القرضاوي و إبراهيم الدويش ، و علي و عائض القرني و الحوالي و الزنداني و العريفي العرضي و عمرو خالد و خالد الجندي و غيرهم الكثير … أنتم أمل الأمة … أنتم بلسم حياتنا … أنتم بهجة الدنيا و روضتها … لا أوصيكم إلاّ أن تقرؤوا و تحفظوا وصية الشهيد عبد الله عزام بطل القمة في عصر الانحدار ... و في هذه المناسبة أوصي الجميع بالإخوة الأحبة المطاردين … فكم يؤلم أن نسمع أنهم ذهبوا لبيوت دعاة أو علماء أو طلاب العلم فردّوهم و لم يفتحوا لهم البيت و إنني في هذا المقام لأبيّن حكماً شرعياً واحداً ذكره ابن القيم في أعلام الموقّعين – إن إيواء من لا يجد مأوى و مسكن فرض عين ، و أنا أقول إيواء المطاردين فرض عين على كلّ من طرق بابه … إنني عشت آلام المطاردين فأخبروني العجب العجائب من عدم استقبال بعض الناس لهم … لا تغتروا بنوافل أو قيام ليل أو كتب تقرؤونها و أنتم تردّون المجاهدين … أيها الراشدون كونوا كالراشد محمد أحمد (عبد المنعم) ، و اقرأوا كتب المجاهدين و رسائل المطاردين – بكسر الراء و لا أقول المطاردين المضطهدين .. و الله لقد تمنيت أن يطيل الله في عمري حتى آويهم في بيتي إلاّ أن قدّر لي الشهادة قبل أن أنال هذا الشرف العظيم و أرجو الله أن يسامحني على هذا التقصير … اللهم آمين …
أنتم أيها العلماء يا ملح البلد … من يصلح الأرض إذا الملح فسد .

إلى الأسود الرابضة خلف القضبان
رسالة إلى الإخوة و الأحبة الأسود الرابضة خلف القضبان … أنتم في ضمائرنا …أنتم في كياننا و ذواتنا … لا يمكن المساومة عليكم و لا أن نقبل أي حلّ يستثني واحداً منكم … كم حاولنا بأن نقدّم لكم و ما زلنا و لكن نسال الله أن يجعل لكم فرجاً و مخرجاً .. و أقول لكل أخ :


صبراً أخي لا تبتئس فالسجن ليس لهُ اعتبار
و الأسر من أجل الإله لشرعنا لهو الفخار
و السجن جناتٌ و نار و أنا المغامر و الغمار

أحبتنا … إخواننا – ما نسيناكم و لن ننساكم ، فرغم الزنازين و التعذيب الشديد رغم ما يفعلون فإنكم أكبر منهم – و الله معكم و لن يترككم و أعمالكم .

إلى المجاهدين في كل مكان
إلى المجاهدين في فلسطين و الشيشان .. و في الأفغان … و في العراق و كشمير و الهند و في كل مكان … هذا هو أوان و زمن التمحيص … فلا تتوانوا و لا تضعفوا , و سينقسم الناس فسطاطين – فسطاط إيمان لا نفاق فيه – و فسطاط نفاق لا إيمان فيه .

نسأل الله أن يلمّ شمل المجاهدين و يجمع بينهم و أن يوحّد صفوفهم – لقد كانت لي أمنية أن أكون أميراً للركب الذي سيفتح روما مع جموع المجاهدين ليس حباً في الإمارة إلا لطلبها كما طلبها الفاروق عندما سمع الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : لأعطين الراية رجلاً يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله – و هذه الأمنية ، إنما نبعت من كياني لأنني أحسّ أن نصر الإسلام قادم و قريب (و يسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً) أسأل الله أن يحفظكم و يسدّد خطاكم – و أن يرعاكم – و أن يحفظكم من عيون المتربصين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .


أخوكم الفقير إلى الله تعالى
الشهيد الحي إن شاء الله / رائد عبد الحميد مسك "أبو مؤمن"
الإثنين 19 جمادى الآخر 1424هـ
18/8/2003م


__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]