عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 01-10-2009, 07:45 AM
الصورة الرمزية بشرى فلسطين
بشرى فلسطين بشرى فلسطين غير متصل
مشرفة ملتقى فلسطين والأقصى الجريح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: فلسطين ..يوما ما سأعود
الجنس :
المشاركات: 3,319
الدولة : Palestine
افتراضي رد: كيف تصبح كاتبا مبدعا ... دروس يومية مع بشرى فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني : مستلزمات الكتابة.
لكي تصبح كاتبا متمكنا يجب أن تحيط بأربعة محاور رئيسة ، وهذه المحاور لا يمكن أن يُستغنى عنها في مشوار الإبداع ، وكل محور مكمل للمحور الآخر
ومحاور الكاتب المبدع الأربعة :
أولا :اتقان الأداة.
لكل مهنة أدواتها الخاصة بها ، والتي تمثل شريان الحياة لتلك المهنة ، وكما أن أدوات النجار هي المنشار والخشب والمسمار، فإن أدوات الكاتب الناجح تكمن في دراسة علوم اللغة العربية المختلفة من : نحو وصرف ، وبلاغة ، وفقه لغة
ولكل علم أهميته :
فالنحو يقوي ملكتنا الإعرابية ويمنعنا من الوقوع في أخطاء الرفع والنصب والجر
مثال :
الشفاءُ واحةٌ غنَّاءُ
فالجملة مرفوعة لأنها مكونة من مبتدأ وخبر وصفة
فرشْتُ الأرض ريحانًا
نجد هنا المرفوع والمنصوب
فالجملة فعلية من فعل وفاعل مرفوع ومفعول وتمييز منصوب
وهكذا دواليك

والصرف يبحث في مفردات الكلمة ومشتقاتها
فكلمة فتح نشتق منها : يفتح وافتتح و انفتاح ومفتوح وهكذا
أما البلاغة فتجوِّد كلامنا وتعطيه لمسة تناغمية رقيقة ، تريح السامع،
ولا يخفى علينا أهمية فقه اللغة في معرفة المشترك والمتضاد والمترادف من الكلمات.

ثانيا: التمرُّس بالأساليب الأدبيَّة الرفيعة
حتى تصبح كاتبا مبدعا يجب أن تكون قارئًا ذواقًا،فالقراءة بتمعُّن تسهم في تكوين ذائقة لغوية قادرة على التمييز بين الأساليب الكتابية ، وتساعدك على اختيار الألفاظ المناسبة

وليس من شك في أن القاعدة الأساسية التي تبنى عليها القراءة والمطالعة هي دراسة كتاب الله دراسة عميقة، ومداومة الاطلاع على تفاسيره المعتمدة، فالقرآن الكريم هو المصدر والمرجع في فهم اللغة وتذوقها واستيعاب الأساليب وتمثلها، فلغته لغة البيان المعجز ومنهل الفصاحة والبلاغة، والإلمام بآي الذكر الحكيم يربي الذوق.
ومن ثم يأتي دور المطالعة الغزيرة الواعية للكتب الأدبية المشهورة، وقراءة الآثار النثرية والشعرية المتميزة، بما في ذلك الدواوين الشعرية التي أبدعها شعراء معروفون بموهبتهم وقدراتهم، مع العمل على تذوقها وتمثلها وفهمها.

ثالثا: الإلمام بالثقافة العصرية الجادة.
يشهد العصر الحديث اِنفتاحا معرفيا فريدا ، فقد تعددت وسائل الثقافة الحديثة من إنترنت وبرامج تعليمية تلفزيونية وصحف ومجلات وكتب وغيرها.
وليس المطلوب منا حشو أدمغتنا بكل ما نسمع ونطالع ، إنما نعرف كيف ننتقي ونختار بعناية ما نتفرد به ونتميز .
ولعل التجارب والخبرات الحياتية لا تقل أهمية عن القراءة ، وهذه الخبرات لا تأتي إلا لمن عركته الحياة وسلك سبلها المختلفة ، فاختلط بالناس واستفاد من خبراتهم ، وكانت له أذن سماعة وعين لمــَّاحة.

رابعا : تكوين قاعدة فكريَّة خاصة بالموضوع الذي يراد الكتابة فيه.
فالكتابة فكرة تمر كسحابة على رأس الكاتب ، والكاتب الذكي يعرف كيف يدوِّن الفكرة حال خطورها.

ملحوظة من أفكاري:
ماذا لو طلب منك كتابة موضوع محدد ؟
بكل تأكيد لن تكون الأفكار جاهزة في رأسك ، لذا حاول أن تقرأ موضوعات مشابهة للفكرة المعنيَّة بالبحث ، ستشعر بأن هناك أفكار بدأت تخطر لك ، لا تنتظر ؟! دونها فورا كنقاط رئيسة في ورقة جانبيَّة .
وأنصحك بعدها بالجلوس وحيدا وسط جوٍ هادئ ، في محاولة
للاسترخاء والتفكير العميق التخيلي للفكرة ، ربما ستشعر بأنك ما زلت بعيدا عنها ، لا تيأس !
قد تطول المدة وقد تقصر ولكنك ستصرخ في النهاية فرحا وجدتها ، وتسرع إلى دفترك وتجد الكلمات وقد انسابت كالمطر ، ولن تترك قلمك إلا وقد انتهيت من الموضوع.
جربها ولن تندم

فائدة :
كتب د. محمد الشنطي
من شروط الكاتب :
اشترط عبد الحميد الكاتب بالإضافة إلى مكارم الأخلاق شرطين رئيسين:
1-بعد الرؤية، إذ ينبغي أن يكون الكاتب قادرًا على استشراف آفاق المستقبل من خلال النظرة الثاقبة العميقة.
2-وضع الأمور في نصابها بحسن تقدير مواقعها ومستلزماتها وبالقدرة على التحليل.
ومن كتاب جواهر البلاغة :
يعتمد الإنشاء على ثلاث مواد
الأولى: الألفاظ الفصيحة الصريحة.
الثانية: المعاني.
الثالثة: إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة ومرجعها إلى الفصاحة
وعلمي المعاني والبيان.

بهذا يكون الدرس قد انتهى

أترككم بحفظ الله وعنايته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.53 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]