عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 28-09-2009, 10:05 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,623
الدولة : Egypt
افتراضي رد: غزوه بدر الكبري تأملات وخواطر تربويه

معنا موقفين لنسرد الأول أولا ثم نتعرض لبعض التأملات التربوية منه

سواد بن غَزِيّة في الصفوف:

كان صلى الله عليه وسلم في بدر يعدل الصفوف ويقوم بتسويتها لكي تكون مستقيمة متراصة، وبيده سهم لا ريش له يعدل به الصف، فرأى رجلاً اسمه سواد بن غزية، وقد خرج من الصف فطعنه صلى الله عليه وسلم في بطنه، وقال له: «استوِ يا سواد» فقال: يا رسول الله أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال: «استقد» فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: «ما حملك على هذا يا سواد» قال: يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير

ويستفاد من قصة سواد أمور, منها:

1- حرص الإسلام على النظام والنظام كما أنه وقت الحروب وتسويه الصف أثناء الصلاه ولكنه هيئة يجب أن يتربى عليها الأفراد سواء على المستوى الشخصى والجماعة على المستوى المؤسسي

2- العدل المطلق: فقد أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم القود من نفسه.

3- حب الجندي لقائده ما أجمل أن تكون هذه العلاقة بين الإخوة ومسئوليهم وهذا لن يأتى إلا بالمعايشة والإحساس بمشاكلهم هذه العلاقة وهذه العلاقة تثير حماس الإخوة للعمل

4- تذكر الموت والشهادة وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا دائما بتذكر هادم اللذات وهذا فيه دافع وحافز للهمم كما أن تذكر الشهادة فيه دائما تخيل للهدف الأسمى وخاصة فى أوقات الإبتلاءات مما يحفز النفس وهذا يتضح فى قول سواد (حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك)




الموقف الثاني



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على أن يكونوا أصحاب إرادات قوية راسخة ثابتة ثبات الشُّمِّ الرواسي، فيملأ قلوبهم شجاعة وجرأة وأملاً في النصر على الأعداء، وكان يسلك في سبيل تكوين هذه الإرادة القوية أسلوب الترغيب والترهيب الترغيب في أجر المجاهدين الثابتين والترهيب من التولي يوم الزحف والفرار من ساحات الوغى كما كان يحدثهم عن عوامل النصر وأسبابه ليأخذوا بها ويلتزموها ويحذرهم من أسباب الهزيمة ليقلعوا عنها، وينأوا بأنفسهم عن الاقتراب منها.

وكان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على القتال ويحرضهم عليه امتثالاً لقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَّكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ) [الأنفال: 65].

وفي غزوة بدر الكبرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض». فقال عمير بن الحمام الأنصاري t: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: «نعم». قال: بخٍ بخٍ (كلمة تعجب). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قول: بخٍ بخٍ؟». قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها قال: «فإنك من أهلها».
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.92 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.35%)]