4- أنه يُسمع الإنسان ما لا يرضيه :
فقد قال الناس قديما \" من تتدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه \" .
عن الحسن بن عيسى في : ( تهذيب الكمال للمزي 16/18 ) قال : اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك ، مثل الفضل بن موسى ، ومخلد بن حسين ، ومحمد بن النضر ، فقالوا : تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير ، فقالوا : جمع العلم ، والفقه ، والأدب ، والنحو ، واللغة ، والشعر ، والفصاحة ، والزهد والورع ، والإنصاف ، وقيام الليل ، والعبادة ، والحج ، والغزو ، والشجاعة ، والفروسية ، والشدة في بدنه ، وترك الكلام في ما لا يعنيه ، وقلة الخلاف على أصحابه ، وكان كثيرا ما يتمثل :
وإذا صاحبت فاصحب صاحبا • ذا حياء وعفاف وكرم
قوله للشئ لا ، إن قلت لا • وإذا قلت نعم ، قال نعم
لما ولي عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وكانت أول خطبة خطبها ثم قال: أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فلا يقربنا: يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها، ويعيننا على الخير بجهده، ويدلنا من الخير على ما نهتدي إليه، ولا يغتابن أحداً، ولا يعترض في ما لا يعنيه. فانقشع الشعراء والخطباء وثبت عنده الفقهاء والزهاد وقالوا: ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف قوله فعله. الكامل في التاريخ 2/371.
يتبع ان شاء الله